تحول مشروع تزويد مدينة القل وضواحيها بالمياه الشروب، من سد بني زيد إلى وهم لدى مواطني المنطقة، حيث تشهد شبكة توزيع المياه بمدينة القل تنامي التسربات المائية، يزداد عددها يوميا. وتحولت بعض الأحياء على غرار حي أحمد بوالطمين وحي الشطي عبد الحميد إلى أودية وشعاب أفسد الأرصفة والطرقات، وأفرزت اختلالا في توزيع هذه المادة الحيوية بأحياء متفرقة في ظل تماطل وعدم تدخل مصالح الجزائرية للمياه لإصلاح الاعطاب وإعادة المياه إلى مجاريها وهو موضوع كان موضع كتابة في "السلام" مرات بعد شكاوى مواطنين وسكان تضرروا من هذا الوضع. السكان دائما في رحلة بحث يومية عن مصادر مياه، وحسب معلومات أكيدة فإن السبب يعود دائما إلى قلة الإمكانيات لدى مؤسسة التوزيع، حيث تقوم بالاعتماد على توزيع المياه بالشبكة القديمة انطلاقا من الآبار المتواجدة بسهل تلزة من أجل التخفيف من عبء أزمة العطش، لكن ذلك يشمل أحياء سكنية دون أخرى، لتبقى بلدية القل تعيش مفارقات عجيبة منذ عشريتين من الزمن، ففي الوقت الذي استهلكت فيه أغلفة مالية بالملايير، في الري بانجاز سد بني زيد بطاقة استيعاب تقدر ب40 مليون متر مكعب ويكون على مدار السنة بفائض كبير وقادر على تمويل 4 بلديات بالمياه لمدة 4 سنوات في حالة الجفاف، وصرف أكثر من 100 مليار سنتم، منها 68 مليار لمد قناة الجر انطلاقا من السد نحو المدينة، و16 مليار سنتيم لتجديد الشبكة و8 ملايير من أجل التوصيلات الفرعية و8 ملايير من أجل القضاء على النقاط السوداء. إلا أن سكان القل لم يتخلصوا من أزمة العطش، التي لا تزال تطبع حياتهم، منذ سنوات، وهم إلى اليوم يشترون الماء بأثمان باهظة لا تقل عن 800 دج.