إستأنفت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة أمس سماع شهود في قضية الخليفة منهم مقدّم الطاهر موظّف سابق ببنك التنمية المحلية لسطاوالي ومدير وكالة بنك الخليفة بالشراقة سنة 1998 ، الأخير أثار فضول هيئة المحكمة في معرفة الشخصية النافذة في السلطة التي سحبت مبلغ 18 مليار سنتيم من بنك الخليفة ،إلا أن خوفه حال دون تمكين القاضي من تحديد هوية ساحب أموال المودعين تحت غطاء تمويل فرق رياضية اعترف مدير وكالة الشراقة خلال مثوله شاهدا أنه أخذ قرضا من بنك الخليفة بغرض شراء منزل بالشراقة ولكنه أرجعه إلى المسيّر ، واتّضح من تصريحات مقدّم الطاهر أن القرض مُنح له دون ملّف وهو ما برّره الشاهد بالثقة التي كانت بينه وبين عبد المؤمن رفيق خليفة ، الأخير اعتبره مدير وكالة الشراقة مسيّرا لا يملك الحق في التصرّف في أموال البنك ناكرا أن تكون الخزينة الرئيسية تحت وصايته . وفي إجابته على أسئلة النيابة العامة ،أفاد ذات الشاهد أن مختلف وكالات البنك استمّرت في صبّ الأموال لمدة ثمانية أشهر ، أمّا بخصوص الضمانات المقدمة وطريقة تحصيل الديون من زبائن البنك فأعترف أن بعض الزبائن استفادوا من قروض بدون ضماناتّ، فيما كانت تلجأ ادارة البنك إلى العدالة لإسترجاع أموالها عندما يقتضي الأمر ذلك . واعترف مقدّم الطاهر الذي سبق أن وُجّهت له أصابع الإتهام أنه كان وراء توظيف عدد من أفراد عائلته ببنك الخليفة على رأسهم ابن شقيقه عبد الكريم الذي كان يشغل منصبا في المديرية العامة للبنك وأرجع الشاهد توزيع الأموال في فترات متقاربة إلى عامل الصدفة مؤكدا أن تمويل الفرق كان يتم بناءا على اتفاقية مكتوبة محملا كل وكالة مسؤوليتها ، في وقت تساءلت النيابة على منطق توزيع الأموال على الفرق الرياضية حيث توجد فرق استفادت من 18 مليار سنتيم وأخرى لم يتجاوز تمويلها 100 مليون سنتيم . وفي السياق ، أوضح الشاهد أنه شخصية جاءت للبنك سنة 1998 وطلب مبلغ 18 مليار سنتيم لتمويل فرق رياضية ولكنه تحفّظ على ذكر اسم الشخصية وقال :" لو ذكرت اسمه لطرقوا علي" الباب " ورغم اصرار القاضي على معرفة الشخصية المعنية إلا أنه الشاهد أكّد: لا أستطيع ذكر الإسم ". مدير وكالة وهران:" .. الأموال كانت تنقل جوا" من جهته أنكر قرص حكيم مدير وكالة الخليفة بوهران علمه أن الخليفة كان يرسل المتهم بايشي لجلب الأموال بالعملة الصعبة من وكالة وهران بصفته المسؤول عن حركة رؤوس الأموال ،وحسب اعتقاد الشاهد فإنه كان بذلك يسلّم الأموال للخزينة الرئيسية وليس لبايشي شخصيا ، يضيف :" تسلّمت وصلا و كنت أعتقد أن الأموال ستحوّل لديوان الترقية والتسيير العقاري" . وعن طريقة تحويل الأموال أفاد مدير وكالة وهران أنها كانت تنقل جوا نظرا لعدم التعاقد مع شركة تأمين ،كما اعترف الشاهد بتسليم الأموال لفريق مولودية وهران لتلعب مقابلة مع موريتانيا. أموال عمال التربية في الخليفة والمقابل رحلات مجانية أما الشاهد بن عامر فريد فأكد أن ايداع أموال اللجنة الوطني لعمال التربية بأمر من عزيز جمال مدير وكالة الحراش بعدما تم سحبها من البنك الجزائري الخارجي بسبب انخفاض نسبة الفوائد به من 12 إلى 2 بالمئة، مؤكدا أن عمال التربية استفادوا من تخفيضات على رحلات عبر خطوط الخليفة للطيران ، أما هو فاستفاد من بطاقات مجانية لكنه لم يستعملها مثل مناد مصطفى مدير المالية بصندوق الضمان الإجتماعى مثل شاهدا بعدما استنفذ عقوبة ثلاث سنوات بتهمة الرشوة واستغلال النفوذ ورمى الكرة في مرمى وزارة العمل وأفاد أنها لم تعترض على ايداع الأموال ببنك الخليفة ،غير أن الوزارة سبق أن فندت ذلك ، أما بخصوص استفادت ابنه من بطاقة سفر مجاني فأوضح الشاهد أن "ابنه لاعب وليس بحاجة إلى بطاقة سفر مجانية" الشاهد بودبرة مدير صندوق الضمان لغير الأجراء تقدم هو الآخر لأداء شهادته بعدما قضى عقوبة اربعة سنوات ونفى عنه مسؤولية اخطار الوزارة الوصية بقرار ايداع الأموال في بنك الخليفة . يوسفي: "...حذرت عبد المؤمن وخاله هددني " أكد الشاهد يوسف يوسفي مفتش عام ببنك الخليفة بعد أداءه اليمين القانونية أنه وبصفته مستشار الخليفة أخطر عبد المؤمن بكل التجاوزات لكنه لم يحرك ساكنا ،غير أن خال الخليفة كباش غازي هدّده في حال لم يتوقف عن تحذيراته قبل أن يحول للعمل بالخليفة للطيران.