فشل التنظيم الإرهابي الذي يطلق على نفسه الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من دخول الجزائر وإقامة ولاية فيها بفضل نجاعة السياسية الأمنية وخبرة الجزائر في مكافحة عديد الجماعات الإرهابية منذ عقود على غرار الجيش الإسلامي للإنقاذ والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وذلك باعتراف أمريكا. وفي السياق، أكّد موقع سيفر بريف الأمريكي المختص في المسائل الأمنية أن "الجزائر تقف حاجزا أمام توسّع داعش في منطقة شمال إفريقيا وذلك بفضل المستوى الأمني العالي الذي تتمتع به وقوة حكومتها". وأوضح ذات الموقع في تحليل نشر أول أمس بواشنطن أن "داعش لم ينجح يوما في وضع قدميه بالجزائر بسبب الموقف الحازم للجيش الجزائري ضد الخلايا الجهادية وقوة حكومتها المركزية"، متسائلا حول البلدان التي يمكن لعناصر تنظيم "داعش" أن يلجؤوا إليها بعد الهزيمة التي مني بها بسرت. وأشاد الموقع الإلكتروني الأمريكي بالسياسة التي ينتهجها عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية في مكافحة الإرهاب ومذكرا بوعوده للقضاء على الجماعات الإرهابية والعمل على عدم تمكين الخلايا الإرهابية من إيجاد ملجأ لها لدى المجتمع الجزائري. وأضاف ذات الموقع نقلا عن مجيد بوقرة سفير الجزائر بواشنطن أن تنظيم الدولة الإسلامية في الجزائر لا وجود له بعد فشلت كل محاولاته بفضل تجنيد القوات الأمنية خلال السنوات الثلاث الأخيرة لتأمين الحدود الشرقية مع ليبيا والجنوبية مع بلدان الساحل. وتمكّن الجيش الجزائري – حسب ذات الموقع الأمريكي - في احباط تهديدات داعش من خلال القضاء على قدراته في التجنيد والقيام باعتداءات أو إنشاء قواعد في الجزائر، وذلك منذ أن حاول التنظيم الإرهابي أن يضع قدمه في الجزائر من خلال تنظيم جند الخلافة والذي بث شريط فيديو يظهر عملية قتل رهينة فرنسية لإعلان ولائه لداعش. وتابع ذات المصدر أن "الجيش الجزائري قضى على كل جيوب الإرهاب في شمال البلاد وفي المناطق الجبلية بالقبائل من خلال دحر جماعة جند الخلافة بكل من البويرة وبومرداس وتيزي وزو". وسمحت تلك العمليات –يضيف ذات الموقع الإلكتروني - بالقضاء على عديد زعماء الإرهاب وتفكيك الهياكل العملية لتلك التنظيمات الجهادية مذكّرا في ذات الشأن بحصيلة مكافحة الإرهاب التي نشرتها وزارة الدفاع الوطني والتي تفيد بالقضاء على 157 إرهابيا في سنة 2015 و 99 آخرين خلال السداسي الأول من سنة 2016. وتتواجد تلك الجماعات الإرهابية - على طول الحدود الجزائرية التونسية بالمناطق الجبلية للشعانبي حسب موقع سيفر بريف الذي اعتمد في تحليله على عمل لتحديد الجماعات الإرهابية في المنطقة أعدته كتابة الدولة الأمريكية. وأشار ذات المصدر إلى أن "القليل من الجزائريين نجحوا في الالتحاق بالعراق وسوريا للقتال إلى جانب داعش مقارنة بعديد المقاتلين الأجانب الذين جنّدهم داعش من بلدان أخرى". ونقل الموقع الإلكتروني الأمريكي تصريح بينات سيفتال المديرة المساعدة لتحرير الصحيفة الالكترونية الأمريكية نقلا عن دالية غانم يزبك عضو مركز كارنيغي لأبحاث الشرق الأوسط والتي أكدت أن "داعش قد فشل في دخول الجزائر بسبب المستوى الأمني العالي الذي تتمتع به البلاد".
وخلصت بينات سيفتال إلى التأكيد على التجربة الجزائرية الأكيدة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى قول الخبير جيف بورتر بأن "الجزائر تواجه الإرهاب منذ ثلاثة عقود وكافحت عديد الجماعات الإرهابية على غرار القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجيش الإسلامي للإنقاذ".