فضحت وثائق عسكرية اسرائيلية سرية تعود إلى 61 سنة خلت تورّط نظام المخزن في التجسّس على اجتماعات عربية انعقدت في جلسات مغلقة لفائدة اسرائيل، ما مكّن الأخيرة من الحصول على معلومات استخباراتية استراتيجية استغلتها في اعداد خطط لإلحاق خسائر بالجيش العربي في حرب 1976 وتعميق الهوة بين الشعوب العربية ما منع تحقيق الوحدة العربية. حقائق مثيرة حملتها الوثائق المسرّبة للصحافة الإسرائيلية والتي كشفت الطريقة التي تمكّن بها جهاز الموساد من اختراق الإجتماعات العربية. وفضحت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية العلاقات السريّة التي جمعت بين "الموساد" والحسن الثاني ملك المغرب والتي تعود إلى أوائل الستينيات، على خلفية طلب الحسن الثاني من إسرائيل تقديم المساعدة له في تصفية المناضل المغربي المهدي بن بركة، على حدّ ما جاء في تقرير مفصّل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة الأسبوع الفارط. وجاء في ذات التقرير أن جهاز المخابرات الاسرائيلية خصص جناحا كاملا للحسن الثاني من الفندق الذي احتضن أشغال القمّة العربيّة المنعقدة بتاريخ 13 سبتمبر 1965 ليتمكن بسهولة من توثيق وقائع المؤتمر الذي انعقد في جلسة مغلقة. وقدّمت المغرب المعلومات والوثائق والمستندات والخطابات التي أُلقيت في المؤتمر ما مكّن اسرائيل – حسب ذات التقرير- من الحصول على معلومات مهّمة أثّرت كثيرا في تاريخ الشعوب العربية. وفي السياق، وصف الجنرال شلومو غازيت رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الاسرائلية "أمان" المعلومات التي حصلت عليها اسرائيل ب "اكبر كنز استراتيجي" وتمكنوا بفضل ما حصلوا عليه من الحسن الثاني "من هزيمة الجيش العربي في حرب 1967 وتعميق الخلافات وتوسيع الهوة بين الاشقاء لإفشال رهان الوحدة العربية". وتداولت عديد المواقع الاخبارية الالكترونية تصريحات رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الاسرائلية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة. وكشف الجنرال المذكور ما جاء في الوثائق والمستندات التي تحصّلت عليها المغرب وقدمتها لاسرائيل وأكّد أنها تتعلّق بعدم استعداد الجيوش العربيّة لمحاربة إسرائيل وأن سلاح المدرعات المصري كان في حالةٍ مزرية وغير مستعد للقتال، مضيفا في حديثه الصحفي "عندما حصلنا على الوثائق تبين لنا أن جميع قادة الجيوش العربية أكدوا خلال إلقائهم لكلماتهم في المؤتمر على أن الجيوش العربية ما زالت بعيدة عن أن تكون جاهزة ومستعدة لخوض الحرب ضد إسرائيل". وشدّد الجنرال شلومو غازيت في سياق حديثه على أن "هذه المعلومات كانت بالنسبة لإسرائيل أكبر كنز إستراتيجيّ حيث قام الموساد الذي يتبع مباشرة لديوان رئيس الوزراء بتزويد المستوى السياسي بالمعلومات القمة عن عدم استعداد الجيوش العربية للمواجهة العسكرية". وأضاف ذات المحلّل أن تحليل المعلومات التي قدمها الحسن الثاني جعل "صنّاع القرار في تل أبيب يتأكدون على أن الأحاديث العربية عن مشروع الوحدة، ما هي إلا ثرثرة لا أكثر ولا أقل، ولا يوجد بين الدول العربية موقف موحد ضد إسرائيل".