غابت الجزائر، وبشكل غير متوقع عن إجتماع ما يسمى بمجموعة دول الساحل الخمسة، الذي نُظم أمس في باريس بمبادرة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لبحث سبل تعزيز التعبئة الدولية لتشكيل قوة مشتركة لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، بحضور رسمي لكل من السعودية والإمارات كممولين مستقبليين لمخططات ماكرون في المنطقة خاصة والقارة الإفريقية بشكل عام. غياب الجزائر حجز الزاوية في منطقة الساحل وصمام الأمان في القارة السمراء عن هكذا لقاء مفصلي، يعكس حرص باريس وسعيها للتحكم منفردة في مختلف الملفات الشائكة بالقارة الحريصة على إستغلالها كما اعتادت أن تفعل لتحقيق مصالح شخصية، وهو ما لن يتم في ظل سيطرة الجزائر على مجريات اللعبة على الصعيد الإقليمي والقاري، وإمتلاكها وحدها لمفاتيح تحريك مختلف القضايا في إفريقيا بما فيها تلك التي تضن دول أوروبا وفي مقدمتها فرنسا أنها تحسن التعاطي معها وتوجيهها لخدمة مصالحها وذلك على حساب إستقرار دول المنطقة، والذي يعزز هذا الطرح أو مسعى سلطات الإليزيه هو دعوة ماكرون لكل من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، هذه الأخيرة تعهدت بضخ 100 مليون دولار في خزينة مجموعة دول الساحل الخمسة، ومن هنا يتضح الدور الذي أستدعيتا هاتين الدولتين الخليجيتين للعبه مستقبلا في إفريقيا، حيث ستكونان بمثابة الممول الرسمي لمخططات الرئيس الفرنسي "المريبة" و"المشبوهة" في القارة خاصة العسكرية منها. هذا وجمع ماكرون بقصر "لا سيل سان كلو" قرب باريس، نظرائه في دول الساحل الخمس، المالي إبراهيم بوبكر كيتا، والنيجري محمدو يوسفو، والبوركيني روش مارك كريستيان كابوري، والتشادي إدريس ديبي، والموريتاني محمد ولد عبد العزيز، من أجل مناقشة مبادرة تشكيل قوة قوامها 5000 رجل، وتتألف من جنود ينتمون إلى البلدان الخمسة المعنية، بحلول ماي 2018، وهذا بحضور شركاء القوة المشتركة، الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، فضلا عن أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، ورئيسا الحكومتين الإيطالي باولو جنتيلوني، والبلجيكي شارل ميشال، بمشاركة كما سبق وأن ذكرنا السعودية والإمارات العربية المتحدة. جدير بالذكر أن دور القوة العسكرية المشتركة السالفة الذكر التي أطلقت لبنتها الأولى بداية السنة الجارية، يقتضي استعادة المناطق التي تقوم منها المجموعات الإرهابية بتحركات مفاجئة قبل أن تتلاشى في الصحراء الساحلية المترامية، الأوسع من أوروبا، وفرض الأمن فيها.