ذكرت صحيفة تونسية أمس أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» كثّف نشاطه بعدة مدن تونسية بعد ثورة الياسمين التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي السابق بن علي, وأصبح يتجسس حتى على دول الجوار وفي مقدمتها الجزائر حيث أنشأ مكتبا في العاصمة تونس خاصا بها وقالت صحيفة «المصور» التونسية الأسبوعية, في عددها الصادر أمس, إن جهاز الموساد الإسرائيلي عمل بالتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» على تجديد نشاط شبكة جواسيسه في تونس بعد الثورة». ونقلت تحت عنوان خطير: «الموساد كثّف نشاطه بعد الثورة في تونس وجربة وسوسة», عن تقرير لمركز يافا للدراسات والأبحاث, أن شبكة جواسيس الموساد تنتشر بعدد من المدن التونسية حيث يختص كل فرع بنشاط محدد. وأوضحت أن فرع تونس العاصمة لجهاز الموساد, يهتم برصد الأهداف في الجزائر, فيما يهتم فرع جزيرة جربة (500 كلم جنوب شرق العاصمة) برصد الأهداف في ليبيا, بينما يهتم فرع مدينة سوسة (150 كلم شرق تونس العاصمة) بالقضايا المحلية التونسية. ووفقا للصحيفة التونسية, فإن شبكة جهاز الموساد الإسرائيلي في تونس تركز على 3 أهداف هي «بناء شبكات تخريب وتحريض ومراقبة ما يجري في الجزائر وليبيا, بالإضافة إلى مراقبة ما تبقى من نشاط فلسطيني في تونس ومتابعة الحركات الإسلامية السلفية». وأضافت أن مهمة الشبكة تشمل أيضا في متابعة نشاط المعارضة التونسية, وخاصة منها المناوئة لعملية السلام مع إسرائيل, إلى جانب الحفاظ على مصالح الطائفة اليهودية في المنطقة. وتعد تونس من أهم الدول العربية التي تضم جاليات يهودية كبيرة, حيث أبدى ممثلوها بعد سقوط نظام بن علي تخوفهم من التهميش سياسيا واقتصاديا, فيما غادر عدد كبير منهم نحو اسرائيل ودول غربية أخرى, وأشارت إلى أن جهاز الموساد الإسرائيلي نجح في إحداث قلاقل بتونس قبل الثورة وبعدها, وذلك بهدف تعطيل أية خطوة لإقامة تحالفات استراتيجية مع أطراف تعتبرها إسرائيل وأمريكا خارجة عن بيت الطاعة. يذكر أن جهاز الموساد الذي تأسس عام 1949, هو الذراع الإستخباراتي لإسرائيل, حيث تتمحور مهامه حول التجسس وجمع المعلومات, وتنفيذ عمليات سرية في الخارج, منها عمليات اغتيال ذهب ضحيتها العديد من القيادات الفلسطينية والعلماء العرب والأجانب.