أكد أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الفرصة سانحة لبعث الروح في الإتحاد المغاربي في إطار تكامل اقتصادي يرتكز على متابعة سياسات مشتركة في كافة الميادين، وأن الجزائر على أتم الإستعداد لهذا التحدي بالتعاون مع البلدان المغاربية. وقال الرئيس بوتفليقة في رسائل وجهها بمناسبة الذكرى ال23 لتأسيس إتحاد المغرب العربي، إلى كل من ملك المغرب محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي ورئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، بشأن إعادة إحياء الإتحاد المغاربي أنه «يتعين علينا جميعا العمل وفق مقاربة واقعية وتدريجية تأخد في الحسبان مصالح بلداننا وطموحات شعوبها»، مضيفا »ولاشك في أن الفرصة سانحة الآن لتحيين التفكير حول التشييد المغاربي المبني على تكامل اقتصادي يرتكز على متابعة سياسات مشتركة في كافة الميادين«. وتابع »إن الجزائر ستدلي بدلوها فيما سنبذله جميعا من جهود في خدمة بلداننا الشقيقة«. وأشار رئيس الجمهورية أن هذا المسعى أضحى ضروريا بالقول »إن تحقيق وحدة المغرب العربي في عصر التكتلات الجهوية والدولية ضرورة حيوية ملحة لتمكين شعوبنا الشقيقة من مواجهة التحديات ضمن تجمع مرصوص البناء وموحد الكلمة«. وجدد الرئيس بوتفليقة »حرص الجزائر وعزمها على العمل معكم من أجل الحفاظ على هذا المكسب وتطوير هياكله باعتباره عامل تنمية وإطارا للتكامل والتشاور السياسي«. وأطلق الرئيس التونسي مؤخرا مساع لإحياء الإتحاد وقال المنصف المرزوقي خلال جولة مغاربية «آمل أن تكون 2012 سنة اتحاد المغرب العربي«. وأكد خلال زيارته إلى الرباط «سنعمل هذه السنة على استعادة الإنسجام بين أشقائنا الجزائريين والمغاربة والليبيين والموريتانيين بهدف إعادة انبعاث حلم الإتحاد المغاربي الكبير المتعثر منذ سنوات«. كذلك أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس عن رغبته في قيام نظام مغاربي جديد يأخذ في الاعتبار التغيرات التي حصلت في ليبيا وتونس. كذلك الأمر بالنسبة لتونس وليبيا رغم التوتر السائد عند حدودهما المشتركة بسبب انعدام أمن فترة ما بعد القذافي، إلا أنهما وافقا على إحياء الإتحاد المغاربي، حيث ستحتضن تونس هذه السنة قمة مغاربية هي الأولى من نوعها منذ سنوات.