أشاد المشاركون في الصالون الوطني للتشغيل «سلام 2012» بالإجراءات المتخذة من طرف الدولة بغية تشجيع الاستثمار لدى فئة الشباب عن طريق وكالات وأجهزة التشغيل التي تم استحداثها والتي تمكنت من تحقيق الدعم والمرافقة لكل الراغبين في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة أين بلغ عددها 222 مؤسسة وتم من خلالها خلق 57 ألف منصب شغل كما صرح به الطيب لوح وزير العمل والتشغيل خلال اختتام الصالون. «السلام اليوم» في جولتها الإستطلاعية بأجنحة الصالون الذي أقيم بقصر المعارض الصنوبر البحري تمكنت من الوقوف على العديد من المشاريع الناجحة لشباب قدموا من مختلف ولايات الوطن للتعريف بمشاريعهم والاحتكاك مع مسؤولين وأصحاب مشاريع أخرى مما مكنهم من إبرام عقود جديدة والإستفادة من عدة تجارب في إطار التعاون فيما بينهم، كما نصح العارضون الشباب من حاملي الشهادات الجامعية بضرورة انتهاز الفرص المتوفرة حاليا للتخلص من مشكل البطالة الذي لطالما لحق بالكثير منهم كونها السبيل الوحيد للشباب البطال في المشاركة في دفع عجلة التنمية الوطنية من خلال تلك المشاريع. حرفي في النحاس يتحدى إعاقته درويش منير، 45 سنة من ولاية سطيف رغم أن الإعاقة أقعدته في كرسي متحرك، إلا أن أنها لم تحد من عزيمته في قهر البطالة وإقامة مشروع يجسد هوايته في صناعة الأواني النحاسية، فقام بطلب قرض من الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر أين تلقى كافة التسهيلات في الحصول على الدعم الذي استغله في توفير المادة الأولية فكان يشتري النحاس مرة ويستغل قطعا أخرى عن طريق تذويبها بواسطة فرن خاص وإعادة تشكيلها من جديد للحصول على أواني نحاسية غاية في الإتقان وتحف فنية لفتت انتباه الزائرين. منير تمكن من خلال مشروعه المصغر من تشغيل عدد من الشباب الراغب في الحفاظ على هذا التراث بعد أن تلقوا تكوينا في صناعة النحاس التي يستبشر بها خيرا، مؤكدا أنها عادت لتنتعش من جديد بعد أن كانت على وشك الانقراض. ورغم الإجراءات التحفيزية التي منحت لصاحب مشروع صناعة الأواني النحاسية، إلا أن جملة من العراقيل أكد أن أنها تقف حجر عثرة أمام السعي قدما في تطوير مشروعه، حيث يقول أنه استفاذ من محل من طرف غرفة الصناعات التقليدية بولاية سطيف على أن يكون ذلك المحل مدعما بكل التوصيلات اللازمة من الكهرباء والغاز، ولكن المحل المقدم لا يتوفر على الشروط المتفق عليها هذا من جهة، ومن جهة أخرى طرح صاحب المشروع مشكل ثمن كراء المحل الذي كان متفق عليه ب600 دينار للشهر قبل أن يتم رفعه الى مليون وأربعة آلاف سنتيم وهو ما أثار سخطه، خاصة وأن عملية تنقله من مقر السكن إلى المحل تكلفه أحيانا 400 دينار في اليوم كونه من ذوي الإحتياجات الخاصة. تصنيع العتاد الفلاحي مشروع لبى احتياجات فلاحين عين اعبيد الميدان الفلاحي من القطاعات الحيوية التي شهدت مشاريع طموحة منها مشروع مؤسسة لإنجاز التجهيزات الفلاحية لعبد القادر من بلدية عين اعبيد ولاية قسنطينة، اتجه إلى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بغية الحصول على أجهزة لتصنيع العتاد الفلاحي بمختلف أنواعه وكان تكوينه في مجال الصيانة الميكانيكية من بين العوامل التي ساعدته على إقامة مشروعه،بما أن عملية التصنيع المباشر للعتاد الفلاحي لم تكن بالأمر السهل ما جعل صاحب المشروع ينطلق من خلال عمليات تصليح العتاد من كل الجوانب لاسيما الميكانيكية منها فكان أول هدف من مشروعه هو إعادة تأهيل الأجهزة من أجل استعمالها من جديد. وبعد مدة من العمل مليئة بالمثابرة والجد تمكن صاحب المشروع من الوصول إلى مرحلة تصنيع الأجهزة الفلاحية وذلك حسب طلبات الفلاح، أين تمكن من فرض صناعته في السوق المحلية وتجنب عامل المنافسة، ومن الآلات التي يتم تصنيعها في إطار هذا المشروع آلة خاصة بصناعة أغذية الأنعام، يقول عبد القادر: «تمكنا من توفير إنتاج وفير حسب طلبات الفلاح، إذ يوجد من يطلب كميات كبيرة نحاول إنتاجها بأسعار معقولة إضافة إلى طول مدة الضمان». وما دعم مشروع تصنيع العتاد الفلاحي هي تلك الإقتراحات التي يقدمها الفلاحون في طريقة تصنيع بعض المعدات قبل أن تتم دراسة الفكرة ومحاولة تجسيدها على أرض الواقع. كلفت الانطلاقة قرضا يقارب 530 مليون سنتيم من وكالة «لونساج» التابعة للبلدية، أين تلقى صاحب المشروع كل التسهيلات اللازمة، وقد تمكن من تشغيل ثمانية عمال إلى حد الآن بالاضافة إلى عدد من المتربصين من مراكز التكوين المهني. وعن مدى استفادتهم من المعرض، يقول عبد القادر أنه مكنهم من التعريف بمختلف منتوجاتهم، كما تم التعاقد مع وكالات التشغيل وبعض المشترين بالتجزئة داخل الوطن ومن مختلف الولايات على غرار الشلف، معسكر، كما تم الإتفاق على التصدير الى السودان. المشروع الذي كان مستمدا من الطابع الفلاحي لولاية قسنطينة قيّمه صاحبه بالناجح، خاصة وأنهم تمكنوا من تدعيم شباب لإقامة مشاريع مماثلة بعد أن تلقوا طريقة صنع تلك التجهيزات وعملوا على تجسيدها بعد الحصول على قروض من وكالات التشغيل. صناعة الخزف من أكثر المشاريع المعروضة آيت سعيد عبد المالك، شاب في الثلاثينيات من العمر تعلم أصول صناعة الخزف في عمر 16 سنة من طرف أحد أقاربه إلى أن ظهرت مشاريع تشغيل الشباب أين تقدم بطلب إلى وكالة تشغيل الشباب ببئر توتة للحصول على قرض مصغر بقيمة 450 مليون استغله في توفير المواد الأولية والعتاد الضروري في صناعة الخزف بمحله الذي يقوم حاليا ببنائه ليكون مقرا يجتمع فيه بسبعة حرفيين آخرين منهم من يحترف صناعة الخزف ومنهم من هو في طور التربص لتجود أناملهم في صناعات غاية في الجمال، وما ساعد في نجاح المشروع هو توفر المواد المتمثلة في الطين المحلي، فيما يتم شراء الصبغة المستوردة، إلا أن ما يعيق العمل حسب ما قاله سعيد هو أن الناس لا تعطي قيمة كبيرة لصناعة الخزف، كما يطالب بضرورة توفير المحلات للشباب أصحاب المشاريع من أجل مساعدتهم أكثر ما يمكنهم من تسديد ديونهم في الآجال المحددة، فبناء أو كراء محل يكلف الكثير على حد قول المتحدث. مشاريع ناجحة في تربية النحل وتهيئة المساحات الخضراء يعتبر مجال تربية النحل من أكثر المجالات التي زاد إقبال الشباب على الاستثمار فيها ومنهم توفيق عبد الله من بلدية بئر توتة بالعاصمة شاب في العشرينيات من العمر ورغم صغر سنه فهو يسير محلا لإنتاج وبيع العسل. عبد الله تلقى تكوينا في المجال بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني ببوقرة وبعد تخرجه إتجه إلى وكالة «لونساج»، أين قدم له قرض قيمته 400 مليون سنتيم، حيث أنشأ مؤسسة لتربية النحل بما فيه تربية الملكات وإنتاج مختلف أنواع العسل ومشتقاته كحبوب الطلع إضافة إلى بيع صناديق تربية النحل، المشروع لم يمر على انطلاقه سنة واحدة، إلا أنه يعرف تقدما ملحوظا، حيث تمكن صاحب المشروع من إنتاج مختلف أنواع العسل من خلال تنقله من ولاية الى أخر،ى فهو يتنقل إلى متيجة للحصول على عسل البرتقال وإلى بسكرة لإنتاج العسل الجبلي وعسل السدرة. غير بعيد عن سعيد، أقيم جناح خاص بمجال البستنة وتهيئة المساحات الخضراء في مشروع أثار انتباه العديد من الشباب ممن تلقوا تكوينا في هذا المجال، اقتربنا من عليوان كمال، صاحب المشروع الذي قدم من ولاية البويرة بعد إنشائه مؤسسة مصغرة لتدعيم الشباب بدعم ثنائي من وكالة تشغيل الشباب بالولاية، أين بلغت قيمة القرض الممنوح له 142 مليون سنتيم،المؤسسة أقيمت في سنة 2010 وتمكنت من إنجاز العديد من المشاريع بإقليم الولاية من خلال تهيئة مساحات خضراء في العديد من المديريات. أما عن عدد مناصب الشغل التي وفرها المشروع، فيقول كمال أن عددهم لا يقل عن 15 عاملا ليزيد بزيادة طلبات التهيئة على المؤسسة ليفوق أحيانا 40 عامل. بعد أن كان عاملا أصبح صاحب محل للنجارة وصنع الأثاث هي تجربة الشاب دوار مصطفى من دائرة عين الحجل كان عاملا بسيطا في أحد محلات النجارة بعد أن تحصل على شهادة في الميدان من أحد مراكز التكوين المهني، غير أن إجتماع إرادته مع تسهيلات وكالة التشغيل مكناه من الاستقلال بمشروع خاص فقد تمكن من الحصول على مبلغ 260 مليون سنتيم لينطلق فيه، وبفضل اجتهاده وتفانيه في العمل حسب ما تبين من خلال قطع الأثاث التي قام بعرضها فقد تمكن من السير قدما في تطوير مشروعه وهو الآن رب عمل بعدما تمكن من توفير حوالي ثمانية مناصب شغل.