تأسيس أول نادي علمي يهتم بالبرمجيات خارج المحيط الجامعي تحتضنه دار الشباب بحي بوعافية بحاسي بحبح كان سابقة تمثل مدى طموح الشاب الجلفاوي ورؤية عميقة تمثل قوة التحدي في ظل ما تعيشه التكنولوجيا المعاصرة والظروف. مؤسس النادي العلمي "بن علية بحشيش" "محمد قوق"، رئيس نادي السمعي البصري "بن علية بحشيش"، صاحب الفكرة وملهمة النادي الأول في حروفه يصف لنا فكرته التي كانت دوما نصب عينيه ودوما تراوده وأبى إلا أن يقفز ولو بقفزة مبادرة أولى تتمثل في تأسيس نادي لأول مرة في الجزائر، كنادي خارج احتكار الجامعات أو الدراسات الأكاديمية، يجمع كل الشباب الذي يطمح أن يكسر حاجر انغلاق البرمجيات، والقيود التي تمارسها البرمجيات المغلقة بما فيها كذلك سياسات البرمجيات العامة والخاصة كتلك التي لا تسمح إلا بالنسخ الأصلية وتقيد ذلك بالمدة المحدودة الضيقة ووفق شروط تنتهك أحياننا الحرية الشخصية، كذلك كي يصنع مجال خاصا وبرمجيات حرة تتوافق على كل طلب وتريح كل ضمير ويطلق عنان الإبداع والحرية والابتكار بكل حرية لعالم البرمجيات المفتوحة المصدر. الطالب "نهار أسامة" كان لدار الشباب بحي بوعافية شرف احتضان فعاليات تأسيس النادي وبمشاركة شبابها بالتنسيق مع النادي السمعي البصري وبترحيب من مدير ومسير دار الشباب "رعاش الجيلاني" الذي كان له الفضل في تسهيل سير عملية التأسيس والمساندة. كما صرح أن مثل هذه المبادرات نادرة جدا وفي ذات السياق مهمة وضرورية وعلينا أن نشجعها قدر المستطاع خصوصا وأنها تنبثق من شبابنا لترسل لهم روح الإبداع والابتكار والتفنن بكل أحلامهم، كما أخبرنا في نهاية المحاضرة أنه الآن تيقن أنه لا سبيل إلا التغيير إلى البرمجيات المفتوحة المصدر لأنه كان يزعجه كثيرا عملية إعادة تثبيت "الويندوز" في كل مرة بحجة الفيروسات التي كانت أكبر معيق لعملية سير الإدارة وهاجس الأخطاء المتكررة في الحواسيب لدى مكاتب الإدارة بشكل عام والإدارة تعاني كثيرا بسبب هذه العوائق والقيود، وأن مثل هذه البرمجيات تفتح بابا واسعا مكمنه الإبداع بكل حرية والأمان بكل روح مطمئنة. كما انتهز الفرصة ليقلي ترحيبه بكل المبادرات واستعداد دار الشباب بفتح كل أبوابها للشباب المبدعين وفي كل المجالات وأن مهمتنا النهوض بدائرتنا ونشر روح الحرية والإبداع مدى استطاعتنا. بدأت المحاضرة بتقديم رئيس النادي السمعي البصري "محمد قوق" والذي استهل بعنوان المحاضرة ومناسبة التأسيس وكان بعده صعود المؤسس للنادي وصاحب الفكرة "بحشيش بن علية" الذي وضح الفكرة وسببها ومجمل على النادي وإمكانياته وضرورته وبعد ذلك الطالب "نهار أسامة" الذي افتتح المحاضرة بماهية وتعريف مجمل للبرمجيات الحرة المفتوحة المصدر ومقارنتها مع البرامج الأخرى بتمثيل "اللينكس" من جهة و"الويندوز" و"الماكنتوش" من الجهة الأخرى مبرزا أهمية البرمجيات الحرة وأهمية تعلمها. وفي ذلك الحين يتقدم الدكتور "عبد الحق فارح" أستاذ الإعلام الآلي بجامعة المدية الذي أجاد وأفاد وأسهب بكل طلاقة ليسبح بنا في عالم البرمجيات من وجهه الحر الكامل، و كشف بعضا من الحقائق التي كانت غريبة وجديدة نوعا ما ومحزنة في ظل ما تحمله التكنولوجيا للعالم من جهة وللعرب من جهة أخرى بحيث أن الحضور العربي على الشبكة العنكبوتية لا يتجاوز 03c/o وفي هذه النسبة الضئيلة جدا تساهم الأردن وحدها بما يقارب 75c/o في حين أن النسخة العربية لموسوعة "ويكيبيديا" تراجعت إلى المرتبة 26 بعد أن تجاوزتها النسخة الفارسية التي احتلت المرتبة 25 في مدة 03 أشهر فقط، وأوضح المتحدث أن موقع الموسوعة يعتبر السادس عالميا من حيث التصفح. الدكتور "عبد الحق فارح" وحاول الأستاذ "فارح" شرح وتقديم فكرة عامة حول البرمجيات الحرة لشباب النادي إلى جانب تقديم شروحات حول واجهات "جنولينوكس" التي تعتبر نظام تشغيل مفتوح المصدر يتميز بسهولة الاستخدام وسرعة التطوير إضافة إلى كونه نظاما آمنا، وأكد "فارح" أن الأنظمة الحرة لا تقل أهمية وتطورا نوعيا بل وأكثر من حيث توفر البرمجيات بكل ما يحتاجه المكتب الإداري، والمستخدم العادي هو الآخر. من جهة ثانية قدم المحاضر شروحات حول الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" أكد من خلالها أنه من بين كل 10 أشخاص يعتمد 08 منهم على الموسوعة في إعداد بحوثهم و8c/o من الدراسات الجامعية و11c/o من طلاب الثانويات يعتمدون عليها كما أن 99c/o من صفحات الموسوعة تظهر ضمن 10 نتائج الأولى في محركات البحث. وأوضح المتحدث أن هناك توجه نحو فكرة "ويكيبيديا" للتعليم التي بدأت بمصري وقطري بمبادرة سميت بمبادرة "تغريدات" وهي مبادرة تحاول تشجيع وتحفيز الكتاب والمحررين العرب على تحرير ونشر مقالاتهم في موسوعة "ويكيبيديا" أملا في زيادة الاهتمام وتقوية التواجد، وبذلك إدخال اللغة العربية كلغة توازي لغات العالم خصوصا أن تراجعها بات مخيفا في الآونة الأخيرة، ودعا إلى الانخراط في "وكيبيديا" ونشر كل المقالات النوعية والموثقة والصحيحة لنشر اللغة العربية وحضارتها بشكل يرى العالم فيه مدى ثقافة العربي وحرصه على مكانة لغته بشكل جميل. ثم اختتمت المحاضرة ببعض الأسئلة من طرف الحاضرين وبأخذ بعض الصور التذكارية وبذلك تمثل انطلاقة النادي من شباب حاسي بحبح لأول مرة في الجزائر وبإعطاء خطوة الانطلاق وفتح باب الاشتراك والانخراط ودخول العالم الحر للبرمجيات. مراسلة خاصة ل"صوت الجلفة": رئيس النادي السمعي البصري لدار الشباب بحي بوعافية: قوق محمد