منذ سنوات عدة احتل الصوم مكانة واضحة بين الأبحاث التي تقوم بها كثير من المعاهد والمؤسسات البحثية في العالم خصوصا في الغرب، بعد أن تنبهوا إلى الفوائد الصحية للصيام، وقد أظهرت تلك البحوث العديد من الفوائد الصحية للصيام عموما، ولصيام شهر رمضان على وجه التخصيص. ولا تقتصر فوائد الصوم على الأصحاء فقط بل يستفيد منها كثير من المرضى كالمصابين بداء السكري وارتفاع ضغط الدم، وحتى النساء الحوامل والأطفال، فعلى الرغم من كونهم فئة في المجتمع لها احتياجاتها الخاصة، فإن الدراسات أثبتت قدرتهم على الصيام مع مراعاة بعض الاحتياطات. الحوامل اللاتي يعانين مرض السكري من النوع الأول أو ممن يعانين سكر الحمل، ينصحن بالامتناع عن الصيام من الوجهة الطبية، خصوصا الحوامل اللاتي يستعملن الأنسولين أكثر من مرة في اليوم، ويجب تحديد وقت الأنسولين وكميته لكل مصابة بالسكري، لأن الوقت والكمية يختلفان في رمضان عنهما في أي شهر آخر. ولا يختلف الوضع في رمضان بالنسبة إلى الحامل التي تشكو بعض الأمراض التي تستدعي تناول علاجات مختلفة بل يجب أن تؤخذ العلاجات نفسها في أوقات يتم تنسيقها مع الطبيب المعالج، وفي حالة الأمراض التي تستدعي أخذ المضادات الحيوية، فتنصح المريضة بالإفطار لأن أي تغيير في كيفية أخذ العلاج ووقته غير مقبول لأن ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات هي في غنى عنها. بالنسبة إلى المرأة الحامل يُسمح لها بالصيام في الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل إذا لم تكن تعيقها عن ذلك مشكلة صحية ولم تكن تعاني من مشكلات الوحام، أما في الأشهر الرابع أو الخامس أو السادس من الحمل فلا توجد محاذير طبية من الصيام، بينما في الأشهر الأخيرة ننصحها بالإفطار لأن الصيام قد يؤثر عليها وعلى جنينها أيضا. بشكل عام، تزيد احتياجاتها الغذائية خصوصا في المرحلتين الثانية والثالثة من الحمل بنحو 300 سعرة حرارية عن احتياجات المرأة غير الحامل سواء في رمضان أو غيره من الأشهر الأخرى، وهذا لا يعني زيادة كبيرة في كميات الطعام أو الحلويات ولكنها تعني تناول كوبين من الحليب قليل الدسم وقطعة من الخبز. كما تحتاج الحامل إلى 15 غراما إضافيا من البروتين، وإلى زيادة بعض العناصر الغذائية الأخرى وأهمها الحديد الذي يتوافر في الكبد واللحوم الحمراء والدجاج وصفار البيض والبقوليات والخضراوات، وأيضا الكالسيوم الذي يتوافر في الحليب ومنتجاته والسردين مع العظام. ويفضل للحامل تقسيم وجبتها من الإفطار إلى وجبات خفيفة كاملة بدلا من وجبة واحدة كبيرة كي لا تشعر بالغثيان وصعوبة التنفس، وعليها الإكثار من شرب السوائل قبل الوجبة أو بعدها وليس خلالها، خصوصا إذا كان الجو حارا، أما للتغلب على حالة الإمساك نتيجة الضغط الزائد على الأمعاء من الجنين، فعليها الإكثار من الأغذية الغنية بالألياف وشرب السوائل وممارسة الرياضة.