قدمنا ما يكفي للتأكيد على أحقية الصعود قال مدرب اتحاد الشاوية، السعيد بلعريبي، إن المشوار الذي أداه الفريق منذ بداية الموسم الجاري، كان كافيا لإثبات جدارته في الظفر بتأشيرة الصعود إلى الرابطة الثانية في فوج الشرق، ولو أنه اعترف بأن المهمة لم تكن سهلة، لكن توفر مقومات النجاح ساهم في تحقيق الهدف المنشود. بلعريبي، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن الصعود لم يكن "هدية" تلقاها اتحاد الشاوية، بل ثمرة تظافر جهود الجميع، وأشار إلى أن الاستثمار في هذه "الديناميكية" يبقى أمرا ضروريا، بالشروع في التفكير في الموسم القادم بداية من الآن. ما تعليقكم على الوضعية الحالية لاتحاد الشاوية، سيما بعد حسم أمر الصعود بنسبة كبيرة جدا؟ الفوز الأخير في عقر الديار على شباب ميلة، كان كافيا للاطمئنان أكثر على ورقة الصعود، لأن الفارق عن أقرب الملاحقين اتسع إلى 14 نقطة، وحساباتنا كانت مبنية على منعرج الجولات الستة الأولى من مرحلة الإياب، وقد نجحنا في إدراك الغاية المرجوة، رغم أننا كنا قد بدأنا النصف الثاني من البطولة بتعادل في قالمة، لكننا تجاوزنا ذلك التعثر، بالعودة إلى سلسلة الانتصارات، والخروج من فترة الفراغ التي كانت قد تزامنت مع مباراة الكأس أمام رائد بوقاعة، وبعد لقاء ميلة يمكن القول أننا أبطال، الأمر الذي جعل الأنصار يشرعون في إقامة الأفراح، في انتظار العرس الكبير في نهاية الموسم. أيعني هذا أنكم كنتم واثقين من تحقيق الهدف المسطر؟ الثقة لا يمكن أن تكون المعيار الكافي لتجسيد حلم الصعود، مهما كانت درجة قوة الفريق، لذا فمن الضروري التأكيد على أن الانجاز المحقق كان ثمرة التضحيات التي قدمتها المجموعة منذ بداية المشوار، لأن الإدارة عملت على توفير كل مقومات النجاح، رغم اصطدامها في منتصف الموسم بإشكالية نقص الامكانيات المادية، بينما حصر اللاعبون انشغالهم في العمل الميداني، في الوقت الذي عمدنا فيه إلى تسيير المشوار بمعطيات مضبوطة وفق رزنامة كل مرحلة، وهذه الأمور مجتمعة ساهمت في خلق جو ساعدنا على تحقيق الهدف، ليكون الصعود عن جدارة واستحقاق، بعد تجاوزنا كل العقبات بامتياز، و"ديناميكية" النتائج الإيجابية جعلت المتتبعين يقفون على قوة الفريق. وكيف ستتعاملون مع باقي المباريات، سيما وأن ترسيم الصعود يستوجب الفوز باللقاءات المتبقية داخل الديار؟ فارق 14 نقطة قبل 9 جولات من نهاية الموسم يكفي للحسم في أمر الصعود، والرزنامة المتبقية تضعنا أمام حتمية عدم التفريط في أي نقطة بأم البواقي، إلا أن هذا الشرط قابل لتغيير مع تقدم المنافسة، ومع ذلك فإننا سنعمل لمواصلة المشوار بنفس الريتم، ولو أننا عمدنا إلى انتهاج استراتيجية جديدة، مبنية على ترقية بعض العناصر من فئة الأواسط، ومنحها الفرصة للاحتكاك بأجواء المنافسة الرسمية منذ 4 جولات، لأن هذا الأمر يندرج في إطار السياسة الرامية إلى الاستثمار في خزان الفريق من المواهب الشابة سعيا لوضع اللبنة الأساسية لتعداد الموسم القادم، مادام اتحاد الشاوية يتوفر على فئات شبانية توجت بلقب البطولة الموسم الماضي، وما وقفنا عليه مع 6 شبان ألحقناهم بالتعداد يوحي بأن الأمور المستقبلية تبشر بالخير، لأن الاندماج في المجموعة كان بسرعة البرق، وحتى المشاركة في المباريات الرسمية أعطت ثمارها ميدانيا. نفهم من هذا الكلام بأن بلعريبي باق مع اتحاد الشاوية الموسم القادم؟ الحديث عن هذا الجانب أمر سابق لأوانه، لأننا مازلنا بصدد مواصلة المشوار الذي نسعى من خلاله لتجسيد الهدف الذي اتفقنا بموجبه مع اللجنة المسيرة، ليكون بعدها الموعد مع الأفراح، ثم الخلود إلى الراحة، للتخلص من الضغط النفسي الذي عشناه على مدار موسم كامل، لأن بطولة ما بين الجهات في فوج الشرق صعبة للغاية، وتفكيرنا في الموسم القادم كان بنية منح الفرصة لعناصر شابة لإثبات وجودها ميدانيا، دون ان تكون لهذه الخطوة أي علاقة بمستقبل الطاقم الفني.
