أكد المبعوث الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي لدى جمهورية إفريقيا الوسطى الشيخ تيدياني جاديو أنه سينتقل قريبا إلى إفريقيا الوسطى لتعزيز الحوار والمصالحة في هذا البلد الإفريقي الذي تمزقه حرب طائفية. وقال المبعوث وهو وزير خارجية السنغال السابق إنه سيتوجه إلى جمهورية إفريقيا الوسطى (لضمان التوقف الفوري للأعمال الوحشية والقتل بالإضافة إلى تشجيع زيادة المساعدات الإنسانية ودعم إعادة الهيكلة الاقتصادية للجمهورية). وقال المبعوث إنه سيتدخل ليس فقط لكونه مسلما فحسب وإنما كإفريقي. وأضاف جاديو الذي يعمل مديرا لمعهد عموم إفريقيا الاستراتيجي أنه قضى شهورا يحاول حل أزمة جمهورية إفريقيا الوسطى وأنه أجرى محادثات مع المسؤولين السياسيين بالبلاد ومنهم الرئيسة المؤقتة كاثرين سامبا بانزا. واختتم بقوله (حان الوقت الآن للذهاب والانضمام لمن هم على الأرض لقد بذلوا الكثير من الجهد وقدموا الكثير من التضحيات وفعلوا الكثير من أجل مساعدة شعب جمهورية إفريقيا الوسطى). وفي السياق، تمر الأيام ولا يبدو أن دوَّامة العنف في (إفريقيا الوسطى) ستتوقف، حيث إن المسلمين هناك أصبحوا فريسة لموجة من القتل والتهجير القسري والنَّهب غير المسبوق والتطهير العرقي، كما قالت الأممالمتحدة، وإذا نجا المسلمون من إبادة النصارى لهم، فإنهم يُطرَدون من غرب البلاد، وأعلنت منظمة العفو الدولية ومنظمة (هيومن رايتس ووتش) أن هناك نزوحًا غير مسبوق. ومن جانبه صرح (بيتر بوكاريت) - مدير قسم الطوارئ في (هيومن رايتس ووتش) - قائلاً: إننا نرى اليوم أن المسلمين في (إفريقيا الوسطى) - والذين كانوا يعيشون لأجيال - نراهم يتخلون عن منازلهم. ووفقًا ل(فاليري عاموس) - نائبة الأمين العام للأمم المتحدة - فإن المائة ألف مسلم الذين كانوا يعيشون في العاصمة (بانغي) لم يبق منهم الآن سوى ألف مسلم فقط، حيث تم نزوح حوالي 650 ألف، وهناك حوالي 290 ألف لاجئ في (الكاميرون) و(تشاد) و(الكونغو).