تمكّن أحد المواطنين، من توثيق ظهور نادر للفهد المعروف باسم "أماياس" شمال الحظيرة الثقافية الوطنية للأهقار بولاية تمنراست. وقد جرى ذلك السبت الماضي، في المنطقة الواقعة بين "أمقيد" و"تفدست"، وفي تصريح لإطارات الديوان الوطني للحظيرة الثقافية، المكلفين بمتابعة التنوع البيولوجي في القسم الإقليمي الشمالي الشرقي بإدلس، أفاد المعني بأنه تفاجأ بظهور هذا الحيوان النادر، وتمكن من تصويره عن بعد، كما ظهر لاحقًا في مقاطع فيديو جرى تداولها عبر منصة "فايسبوك" من طرف أحد معارفه. وللتذكير، فإن آخر توثيق علمي مسجل للفهد داخل الحظيرة الثقافية للأهقار يعود إلى مارس أفريل 2020، حين رُصد بمنطقة "الأتاكور" في قلب الأهقار، وذلك في إطار برنامج علمي دولي ويُعد التوثيق العفوي الذي قام به أحد المواطنين بمثابة تأكيد إضافي على أن الفهد "أماياس" لا يزال يستوطن منطقة شمال وغرب إفريقيا. وفي هذا السياق، تجدد وزارة الثقافة والفنون تأكيدها على الجهود الحثيثة التي تبذلها مصالحها، لاسيما عبر الديوان الوطني للحظيرة الثقافية ومشروع الحظائر الثقافية، من أجل إعداد وتنفيذ مخطط حماية هذا الصنف الحيواني المهدَّد بالانقراض. وهو مخطط تم إدماجه ضمن الاستراتيجية الوطنية والإقليمية لحماية التنوع البيولوجي، وقد أسهم فيه عدد من إطارات القطاع بمقالات علمية قيّمة، عرّفت بهذا الحيوان وشرحت المنهجيات العلمية المعتمدة لتوثيقه ومتابعة وضعه البيئي. وتغتنم وزارة الثقافة والفنون هذه المناسبة لتثمين الحس المدني العالي الذي أبداه هذا المواطن من خلال مبادرته بالتوثيق وإخطار الجهات المعنية، دون الإخلال بتوازن الحياة البرية أو التدخل في المحيط الطبيعي لهذا الحيوان. كما تؤكد على الأهمية البالغة لمساهمة المواطنين خلال تنقلاتهم في فضاءات الحظائر الثقافية، لاسيما حظيرة الأهقار ومناطقها ذات القيمة البيئية العالمية على غرار "تفدست"، في حماية الأصناف الحيوانية النادرة، والتي يشكّل الفهد "أماياس" أحد أبرز رموزها وأكثرها تحديًا على المستوى البيئي العالمي. و. ي … برنامج متنوع للاحتفاء بشهر التراث بولايات الجنوب سطرت مديريات الثقافة والفنون لولايات جنوب البلاد برنامجا ثريا ومتنوعا للاحتفاء بشهر التراث من 18 أفريل إلى 18 ماي، تحت شعار هذه السنة "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي". بولاية ورقلة، احتضنت المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية التيجاني محمد يوما دراسيا حول "حضور التراث الثقافي في تطبيقات الذكاء الاصطناعي" نشط أشغاله ثلة من المختصين في التراث الثقافي ومهندسين معماريين وأساتذة، حيث أبرزوا دور التكنولوجيات الحديثة في الحفاظ على الممتلكات الثقافية وأهمية الذكاء الاصطناعي في خدمة مشاريع ترميم التراث المادي المعماري والعمراني، وأساليب التوثيق الرقمي للتراث والتطبيقات العملية في حفظ التراث الثقافي وقد أقيم بالمناسبة في بهو المكتبة معرض للحرف والصناعات التقليدية والفنون التشكيلية والمخطوطات والآلات الموسيقية التقليدية والطوابع البريدية القديمة، بمشاركة مميزة لعدد من الجمعيات والحرفيين والجمعيات الثقافية من داخل الولاية وخارجها. كما يتضمن برنامج إحياء هذه التظاهرة ندوات حول الذكاء الاصطناعي ودوره في الترويج السياحي والتعريف بالموروث الثقافي، ودورات تكوينية لفائدة الأسلاك الأمنية حول دور رقمنة التراث الثقافي في حماية الممتلكات الثقافية، وورشة حول الذكاء الاصطناعي للأطفال وتظاهرة بعنوان "متحفي.. مدرستي " بالإضافة إلى تنظيم الزيارة السنوية لمدينة سدراتة الأثرية، كما أوضحت المديرة الولائية للقطاع، فاطمة بكارة و بولاية تيميمون استهلت فعاليات شهر التراث بتنظيم الأيام الوطنية للشعر بالواحة الحمراء، بمشاركة شعراء محليين ومن ولايات أخرى. كما برمجت ضمن هذه التظاهرة ورشات وندوات فكرية لإبراز الموروث الثقافي الذي تزخر به ولاية تيميمون، ودور الأنشطة الثقافية في ترسيخ ثوابت الذاكرة الوطنية، كما أفاد به مدير المدير الولائي للثقافة والفنون، الدكتور محمد الفاطمي. وبدورها، سطرت مديرية الثقافة والفنون لولاية إيليزي بالتنسيق مع المركز الجامعي أمود بن مختار برنامجا ثريا يشمل تنظيم معارض للصناعات التقليدية والحرف والحضيرة الثقافية الطاسيلي ناجر، وكذا عرض للمسارات الثقافية والسياحية عن طريق تطبيق الذكاء الاصطناعي، وفقا لمدير القطاع، سمير بن سالم. ويتعلق الأمر أيضا بندوات وأيام دراسية حول دور الذكاء الاصطناعي في حماية التراث الثقافي المادي واللامادي، بمشاركة خبراء وأكاديميين، فضلا عن أنشطة جوارية وأبواب مفتوحة على مستوى جناح الذكاء الاصطناعي بالمركز الجامعي، بالإضافة إلى ورشات رسم لفائدة التلاميذ ومعارض حول الألعاب التقليدية وسهرات فنية.