هكذا وضع راعي غنم حدّا لحياة موّال

تعرّض شيخ مُسنّ لطلقة نارية على مستوى الصدر أردته قتيلا زوال يوم الأربعاء الماضي، كما تعرّض ابنه لطلقة أخرى على مستوى الوجه والكتف أدّت إلى إصابته بجروح بليغة من طرف راعي غنمهما المنحدر من منطقة أولاد العيساوي التابعة لبلدية السطح ولاية تبسة، والواقعة شرق ولاية خنشلة·
أخبار اليوم تطرّقت إلى حيثيات هذه الجريمة التي هزّت الشرق الجزائري، حيث تعود وقائعها إلى قيام الضحّيتين ش·ع 74 سنة، متقاعد ومندوب سابق بالمجلس الشعبي البلدي وابنه 47 سنة، إداري بمصالح خزينة البلدية، بزيارة مفاجئة للجاني قصد تفقّد مواشيهما بمنطقة أولاد عمارة التي تبعد ب 10 كلم عن مركز البلدية، وذلك بعد تلقّيهما خبرا عن نقصان عدّة رؤوس من قطيع غنمهما الذي يشرف عليه الجاني· وفور وصولهما إلى عين المكان، دخل الضحّية في مناوشات كلامية مع أب الجاني حول اختفاء عدّة رؤوس من الغنم من قطيعه وما مصيرها وكيفية حدوث ذلك، ثمّ قاما بإدخال الغنم إلى الزريبة لإعادة حسابها وتفقّدها، وبينما هما كذلك إذ بابن الجاني الذي يتراوح عمره بين 20 و25 سنة، يخرج إليهما مصوّبا بندقيته نحو صدر الضحّية مطلقا النّار عليه ليسقط غريقا في دمائه ثمّ وجّه طلقة أخرى إلى ابن الضحّية فأصابته على مستوى الوجه والكتف ليلوذ بالفرار، بينما حاول الابن المجروح رغم آلام الجرح نقل والده والإسراع به إلى أقرب مركز صحّي لإنقاذ حياته لتعترض طريقهما سيّارة إسعاف الحماية المدنية مباشرة بعد تلقّيها الخبر للتتولّى نقلهما على جناح السّرعة، غير أن الأجل حان، حيث توفي الأب شريط عبد السلام في الطريق لتوضع جثّته في مصلحة الاستعجالات بالمحمل إلى غاية نقلها إلى مصلحة حفظ الجثث بخنشلة، بينما تمّ نقل ابنه إلى غرفة العناية المركّزة بمصحّة مزداوت الخاصّة نظرا لخطورة إصابته·
وتشير المصادر إلى أنه تمّ إلقاء القبض على الجاني بين بلديتي السطح والعقلة من طرف رجال الدرك الوطني وقاموا بفتح تحقيق حول ظروف وملابسات الجريمة التي اهتزّت لها بلدية المحمل عن آخرها، بل ولاية خنشلة كلّها، خاصّة وأن هذه الجريمة جاءت مباشرة بعد الحركة الاحتجاجية التي قام بها موّالو وفلاّحو بلدية المحمل، وكذا مراسلتهم للسلطات قصد حمايتهم أو تمكينهم من حماية أنفسهم من عصابات السّطو والسرقة التي تطال مواشيهم وممتلكاتهم وكذا الكوابل النحاسية لأعمدة الكهرباء، ممّا يغرق المنطقة في الظلام الدامس الذي يسهّل المهمّة للصوص وكذا مهرّبي المازوت الذين لا يتوانون في قتل وتهديد كلّ من يقف في طريقهم·