عريبي: "حنّون ضد كلّ ما له علاقة بالإسلام" ما تزال خرجات رئيسة حزب العمال لويزة حنّون الداعية صراحة إلى علمنة الدولة الجزائرية تثير سخط وغضب الإسلاميين في الجزائر الذين تدافعوا للردّ عليها، وعلى رأسهم رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي دخل معها في حرب كلامية انتهت إلى اتّهامات بالخيانة والعمالة للخارج بين الطرفين. وقد جاءت هذه الحرب الضروس بسبب ما تدعو إليه حنّون من فصل الدين عن اللّغة وتمكين المرأة من الزّواج دون ولي، وهو ما يعدّ اعتداء صارخا على قيم ومبادئ الإسلام في الجزائر الذي يعتبر دين الدولة. تصريحات حنّون المتحاملة على أحكام الإسلام لطالما وضعتها في مأزق أمام الرأي العام وفتحت عليها جبهات صراع من طرف الإسلاميين دون استثناء، خاصّة حركة العدالة والتنمية وحركة مجتمع السلم إلى جانب حركة النهضة، حيث لا يتوانى قياديوها في الردّ على هجماتها، وبذلك لم تكن في منأى منها منذ انطلاق الحملة الانتخابية التي أعلنت فيها أنها تريد جزائر علمانية، وأنها ستسعى إلى إلغاء أحكام الشريعة في قانون الأسرة لأن عهده قد ولّى. وفي هذا الصدد أكّد النائب عن جبهة العدالة والتنمية وعضو لجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي الوطني حسن عريبي أن العشريتين التي قضتهما لويزة حنّون التي وصفها ب (التروتسكية) في التظاهر بالدفاع عن المظلومين وعلى رأسهم عائلات ضحايا المفقودين وأتباع الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد أن تحصّلت على تزكيتهم بالمقولة الشهيرة (عويشة خير من عيّاش) مكّنتها وبمساعدة يد خفية من الحصول على 10 مقاعد نيابية في العاصمة لم يكن يحلم بها حتى الإسلاميون في تلك الفترة، ها هي اليوم تطعنهم من الخلف بعد أن سطّرت لنفسها طريقا واضحا ضد كلّ ما له علاقة بالإسلام وتسعى للاستهزاء بأحكامه. كما قال عريبي في بيانه الذي تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه: (إنني مرتاع لأن التاريخ قد يكتب يوما أن لويزة حنّون التروتسيكة قد تبوّأت لأوّل مرّة في تاريخ الجزائر منصب رئيس الحكومة وقادت بالمطرقة والمنجل الجهاز التنفيذي، وفي أحد الأعياد الرّسمية وقفت وقفة إجلال وخشوع أمام النصب التذكاري لتروتسكي ولينين وماركس وأتت بغمام من الذين زكّوا العهدة الرّابعة من على منبر الرسول ليقرأوا فاتحة الكتاب هناك). من جهته، النائب عن حركة النهضة محمد حديبي أكّد أن الجزائريين تعوّدوا على مواقف حنّون المعادية للإسلام، وهو ما يجزم بأنها قد أصيبت بعدوى (الإسلاموفوبيا)، مؤكّدا أن الإسلام صالح لكلّ زمان ومكان وما هجمتها على قانون الأسرة الذي استمدّ أحكامه من مبادئ الشريعة الإسلامية إلاّ لحاجة مرضية في نفسها، فالإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ووضع لها مكانة رفيعة، غير أن دعاة تحرّر المرأة من أشباه حنّون يحاولن أن يجعلن من المرأة الجزائرية امرأة رخيصة. أمّا رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري فقد ردّ على حنّون عبر حسابه في (الفايس بوك)، حيث وصفها بالمرأة المخالفة للدين ولسمة الإسلام والسيّدة المعتدية، وأنه وجّه لها ولمن معها نصائح كثيرة بطرق مباشرة، لكنها كانت تتعمّد في كلّ مرّة التحامل على الإسلام، وأن الحرب الدائرة بينه وبينها ليست الأولى من نوعها فقد سبق لها وأن وقعت في مشادّات كثيرة مع غيرها من السياسيين والإعلاميين ولم تتوقّف فكان لزاما أن يوقفها أحد من الجزائريين، ولا يوجد من يقدر على إيقافها مثل من يردّ عليها بدائها ممّن يعرف علاقتها بقوى خارجية وعلاقتها بفكر الخارج ومذاهب الخارج.