شكّلت مواضيع رفض العفو الشامل والمرحلة الانتقالية والتكفّل بمشاكل الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج أهمّ المحاور التي تطرّق إليها المترشّحون للرئاسيات أمس الثلاثاء في تجمّعاتهم الشعبية في إطار اليوم ال 17 من الحملة الانتخابية لرئاسيات ال 17 أفريل، وقد صنع المترشّح موسى تواتي الحدث حين ردّ ضمنيا على المترشّح علي بن فليس، مؤكّدا رفضه لمقترح العفو الشامل. مترشّح حزب (الأفانا) للرئاسيات موسى تواتي أعرب من بجاية أمس الثلاثاء عن رفضه القاطع لسياسة العفو الشامل والدخول في مرحلة انتقالية بعد الانتخابات الرئاسية، وهو ما اعتبره متتبّعون ردّا على المترشّح بن فليس الذي لم يتوان في مغازلة من تبقّى من قيادات الحزب المحظور بالمرافعة لصالح عفو شامل. وأكّد السيّد تواتي في تجمّع شعبي أن حزبه (يعارض وبشدّة سياسة العفو الشامل والدخول في مرحلة انتقالية بعد الرئاسيات)، مبرزا أن مثل هذا المسعى يصبّ في مصلحة من نهب خيرات وأموال الشعب الجزائري وجرّده من سيادته الوطنية. وبالمناسبة دعا المترشّح الشعب الجزائري إلى معارضة سياسة العفو الشامل، مصرّا على ضرورة محاسبة كلّ من تورّط في نهب الأموال العمومية. كما شدّد السيّد تواتي على رفضه إرساء مرحلة انتقالية بعد الرئاسيات لأن الشعب الجزائري (يريد التغيير الجذري للنّظام أملا منه في العيش الكريم)، على حد تعبيره. ودعا خطاب المترشّح خلال تجمّع بجاية الدعوة إلى نبذ الخلافات بين أبناء الوطن الواحد وحماية الجزائر من الأخطار التي تحدق بها من الداخل والخارج. وبعيدا عن الجدل الذي أثارته دعوته إلى عفو شامل تعهّد المترشّح الحرّ للانتخابات الرئاسية علي بن فليس أمس الثلاثاء بتبسة بتنمية المناطق الحدودية للبلاد وخلق مناصب شغل وتشجيع الاستثمار بها. وقال السيّد بن فليس في تجمّع شعبي بالقاعة المتعدّدة الرياضات للولاية في إطار تنشيطه لليوم السابع عشر من الحملة الانتخابية: (أتعهّد إن انتخبت رئيسا للجمهورية بحلّ مشكل التهريب من خلال تنمية المناطق الحدودية)، مضيفا أن حلّ هذا المشكل سواء بالحدود الشرقية أو الغربية للبلاد يكون بالتنمية والحوار مع الشباب وجلب الاستثمارات وخلق مناصب عمل وتوفير السكن. وبعد أن اعتبر أن ظاهرة التهريب ليست خاصّة بالجزائر، بل تعرفها كلّ الدول التي لها حدود مع بلدان أخرى، انتقد السيّد بن فليس التدابير والإجراءات المتّخذة حاليا لمكافحة ظاهرة التهريب، واصفا إيّاها بالحلول (السطحية) و(غير الناجعة). ولدى مخاطبته فئة الشباب أكّد المترشّح أن الجزائر (لن تحرز تقدّما إلاّ بحلّ مشاكل الشباب)، مبرزا أن برنامج التجديد الوطني الذي يقترحه على الشعب الجزائري يولي (أهمّية خاصّة) لفئة الشباب، مؤكّدا على أن (من يقصي فئة الشباب فقد أقصى الجزائر). وجدّد بن فليس من ولاية تبسة (اِلتزامه) بمراجعة معاشات متقاعدي الجيش الوطني الشعبي بهدف (تحسين أوضاع هذه الفئة من المجتمع)، كما وعد أيضا بمراجعة التعويضات الخاصّة بضحايا الإرهاب من متقاعدي الجيش الوطني الشعبي باعتماد مبدأ المساواة على أساس الضرر الجسدي الملحق بهم أثناء تأدية مهامهم. وتعهّد السيّد بن فليس -الذي يشارك في الاقتراع الرئاسي ليوم 17 أفريل لثاني مرّة بعد تجربة 2004- خلال تجمّع تبسة بتحسين أوضاع فئة ذوي الاحتياجات الخاصّة إذا ما انتخبه الشعب رئيسا للجمهورية.