قال رئيس الادّعاء العام في التحقيق بغرق السفينة الكورية إنه تمّ اعتقال أربعة من أفراد طاقم السفينة الغارقة لدورهم في الحادث القاتل الذي تعرّضت له السفينة، وأوضح أن اثنين منهم (مدير دفّة أوّل) وواحد (مدير دفّة ثاني) والرّابع هو مدير الهندسة وهم الآن قيد الاعتقال. كان رئيس كوريا الجنوبية بارك غيون هاي وصف أمس الاثنين تصرّفات قائد العبّارة الغارقة (سيوول) وأفراد طاقمها بأنها (أقرب إلى القتل)، جاء ذلك الوصف بعد نشر نسخة من اتّصالات الرّاديو للسفينة الغارقة تبيّن عدم تمكّن ركّاب العبّارة من الوصول إلى قوارب النّجاة للهرب، حيث كانت السفينة تنحدر بسرعة، الأمر الذي أبقى العديد منهم غير قادر على الحركة. وقال أحد أفراد الطاقم في محادثة درامية مع السلطات جرت أثناء غرق العبّارة سيوول الأسبوع الماضي: (الرّجاء إبلاغ خفر السواحل، سفينتنا في خطر، إنها تترنّح الآن). وفي محادثة لأحد أفراد الطاقم مع جهتين من مراكز خدمات حركة السفن في وقت غرق السفينة صباح الأربعاء يكشف النصّ أن شخصا على السفينة اتّصل مع خدمات الملاحة في جزيرة جيجو التي كانت السفينة متوجّهة إليها في الساعة 8:55 دقيقة صباحا، وأجرى الاتّصال قبل التحوّل إلى خدمات حركة السفن في جيندو التي كانت أقرب إلى الموقع، وذلك بعد 11 دقيقة، وقال: (إن السفينة تنحدر كثيرا الآن، لا نستطيع الحركة، الرّجاء القدوم بسرعة) وذلك بعد دقيقة من بداية المكالمة. وفي إحدى اللّحظات نصحت خدمات الملاحة في جزيرة جيجو الطاقم بأن يرتدي الركّاب سترات النّجاة وردّ طاقم سيوول: (من الصعب على الركّاب التحرّك). وبعد أن تحوّلت السفينة باتّصالها إلى خدمات الملاحة في جيندو كرّر الطاقم عدّة مرّات بأن السفينة تميل بشدّة، ما يمنع الركّاب من الحركة، وجاء في نصّ المكالمة: سيوول: سفينتا تميل وربما تنقلب. جيندو: ماذا يفعل الركّاب؟ سيوول: إنها مائلة بشدّة ولا يمكنهم الحركة. وبعد برهة عاد تبادل الحديث: جيندو: هل بإمكان الركّاب الهرب؟ سيوول: السفينة مائلة بشدّة، هذا مستحيل. ويمكن من خلال هذا الحوار المساعدة في الإجابة على سؤال لماذا لم يهرب مزيد من الركّاب في قوارب النّجاة؟ وعلى الأقل تمّ التأكّد من وفاة 64 شخصا حتى الآن وما يزال 238 من ركّابها في عداد المفقودين، حسب آخر إحصائيات لخفر السواحل أمس الاثنين. وانتشل خفر السواحل الأحد صباحا أكثر من عشر جثث، وقد تمّ إنقاذ 174 شخص بعد فترة وجيزة من غرق السفينة ولم يعثر على ناجين بعد ذلك، ويعمل نحو 100 غواص و35 طائرة و214 سفينة في عمليات البحث.