طغيان الإمبراطورية الأمريكية بلغ أوجّه لقد كان وما زال لكل زمان عادُها.. أبو إسماعيل خليفة ولأنّ القرآن الكريم معجزة الكون في الأولين والآخرين فإن ما قيل عن أقوام سبقوا ينطبق عبر التاريخ على أقوام لحقوا.. قال تعالى في سورة فصلت: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّام نَحِسَات لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ﴾ [فصلت: 15 16] ولقد ذكر وصف هلاك قوم عاد في القرآن الكريم في أكثر من أية وسورة ولكن في سورة النجم ورد هلاكهم على أنه هلاك عاد الأولى فقال جل وعلى: وأنه أهلك عاداً الأولى . 50 سورة النجم. والمعنى يوحي بأنه ستكون دولة عملاقة تتعملق في صناعتها كما تعملقت عاد الأولى ثم يجري عليها حاصد الفناء فيأتي عليها ربنا من القواعد فلقد كان وما زال لكل زمان عادُها فالآية تنبئ أن هناك قوم سيأتون في زمن أخر ليفعلوا فعل قوم عاد ليلاقوا نفس المصير والعذاب.. ولا عجب عند ما نقرأ مقال الدكتور مصطفى محمود الذي قال فيه: ..ومن أجل هذا سوف تأتي عاد الثانية.. والدليل ان النظام الأمريكي سينفرد بالعالم وسيحاول تشكيله على هواه وسوف تتحكم وتسخر كل شيء من اجل مصالحها. ومن أجل هذا يقول القرآن عن رب العالمين وأنه أهلك عادا الأولي وهي إشارة قرآنية بأنه سوف تأتي فيما تبقي من زمن عاد ثانية تحكم العالم بلا منافس وتسود وتتحكم.. وما يحدث الآن هي مقدماتها.. . وفي يوم الناس هذا.. جاءت أمريكا لتجاهر بنفس الكلمة وتأخذ بذات المنطق ونفس الأسلوب رافعة عقيرة الحال قائلة: من أشد منا قوة؟. ولأن طغيان الإمبراطورية الأمريكية بلغ أوجّه متوعدا دول الشرق الأوسط بالجحيم والدمار ولا نقصد أبدا الشعب الأمريكي الذي كم وكم فيه من الطيب بمقدار ما فيه من الجهالة وبمقدار ما فيه من التخلف الفكري إنما نقصد الطغيان الأمريكي الذي انتعله الكيان الصهيوني وأكثر في غزّة الفساد. والقرآن الكريم حافل بالآيات التي تُظهر مصير الأمم الطاغية. عاد وثمود وفرعون كانوا أممًا جبارة لكنهم طغوا في الأرض فأخذهم الله بعذابه. وأمريكا تسير على طريق هؤلاء الأقوام. طغيانها وعداؤها للحق يجعلها مرشحة لنهاية مشابهة. قال تعالى: وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدًا (الكهف: 59). فسنن الله تعالى في زوال الطغاة وسقوطهم ستحل بهم كما حلّت على السابقين فهذا وعد الله للمظلومين ووعيده للظالمين المتكبرين وسنته الثابتة والمتكررة في خلقه عبر التاريخ البشري فسنة التي التي لا تقبل التبديل أن كل أمة من الأمم أو شعب من الشعوب يستكبر في الأرض ويطغى ويبغي يحتملٌ أن يعاقبه الله بالعقوبة التي عاقب بها عاداً قومَ هود عليه السلام. قال عز وجل في سورة القصص: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَة بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 58] نسأل الله أن يعجّل بنصره للمظلومين وأن يُرينا آياته في الطغاة والمستكبرين وأن يحفظ المستضعفين وينجيهم من شرور الظالمين. وان يرزقنا الصلاح والإصلاح والسير في طريق النجاة وطريق الفلاح.. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين....