لم تقف حدود الغضب والرفض لفتوى الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، بأنه يجوز للزوج ترك زوجته للمغتصبين حفاظاً على النفس، عند حدود المسلمين وحتى العلمانيين في مصر، بل انتقل الغضب إلى كنائس مصر التي أعلنت رفضها للفتوى، وذلك في ظل إصرار برهامي عليها. فقد قال القس الدكتور إكرام لمعي، رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية إن "تصريح الشيخ برهامي" هو ضد الأديان السماوية الثلاثة، وضد القانون، مشيرا إلى أن "هذه القضية معروف كيف يتم التعامل معها في مصر، ولا يوجد رجل مثل برهامي". ووصف - في تصريحات صحفية - ما قاله برهامي بأنه "لا يحترم نخوة الرجل"، وأنه "يدل على عدم احترامه للمرأة كإنسان، وأنه يعاملها على أنها "حيوان"، ولا يحترم عادات وتقاليد، ونخوة الرجل الشرقي". ومن جهته، وصف رمسيس النجار، المستشار القانوني للكنيسة الأرثوذوكسية، فتوى برهامي بأنها "فتوى هايفة، ولا تليق بمجتمع شرقي". وأضاف -في تصريحات صحفية- أن "فتوى برهامي ليس لها أي أساس شرعي"، مشيرا إلى أن من لا يحارب أو يموت مدافعا عن المال والعرض والأهل والأرض، لا يُحسب رجلا بين الرجال. في المقابل، استمسك ياسر برهامي بفتواه بجواز ترك الزوج زوجته لمغتصبيها، من باب أن: "النفس أولى". وأكد في تصريحات ل"المصري اليوم" الصادرة الخميس، أن الفتوى التي قام بالإجابة عنها، هي حول شخص تتعرض زوجته للاغتصاب، وكان الجواب: "إذا كانت لديه إمكانية للدفاع عنها يلزمه بلا شك الدفاع عنها، وأما إذا كان متيقنا أنه سيقتل، وهى تغتصب فهو لا يأثم إن تركها؛ لأنه سيقتل". وأوضح أن (العلماء قسموا حفظ الدين ثم النفس ثم العرض)، مؤكدا أنه "يجوز للزوج ترك زوجته تُغتصب إذا كان غير قادر على الدفاع عنها، إذا كان يعلم أنه سيقتل، ولا يعرض نفسه إلى التهلكة، وليس عليه إثم". وفي سياق غير بعيد، استنكر سامح عبد الحميد، القيادي في الدعوة السلفية، البلاغ المقدم من نجيب جبرائيل محامي الكنيسة المصرية والناشط الحقوقي، ضد نائب رئيس الدعوة السلفية بسبب فتواه بعدم شرعية تولي قبطي مناصب سيادية. وقال عبد الحميد: "برهامي" لم يقل رأيا شخصيا في مسألة عدم جواز تولي مسيحي رئاسة مصر، بل نقل حكم الشريعة الإسلامية في ذلك، وما فسر به أكثر الدستوريين هذه النقطة في الدستور، كما نقل استقراء الواقع، وأننا نتعايش مع المسيحيين، وأنهم إخواننا في الوطن، وأننا لابد أن نشترك معهم في بناء مصر، وأن موضوع تولي رئاسة مسيحي رئاسة مصر محسوم عمليًّا بأنه لا يكون أبدا". لكن مينا مجدي، المنسق العام لاتحاد شباب ماسبيرو، وصف تصريحات برهامي بأنها دعوة صريحة لإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحين، قائلا: هذه التصريحات تعبر عن منهج حزب النور والدعوة السلفية التي تؤكد الفكر المتطرف والمتشدد. وأشار إلى أن الفترة الماضية كانت تمثل هدنة بين السلفيين والشعب المصري بهدف الوصول إلى عدد من المناصب بالدولة لكنها سرعان ما انتهت، على حد تعبيره.