وجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رسائل إيجابية حول العلاقات الجزائرية الفرنسية في لقائه مع وزيرة العدل وحريات الجمهورية الفرنسية ميشال أليو ماري، توحي بانفراج وشيك في التوتر الذي خيم على العلاقات بين الطرفين منذ ما يزيد عن السنة، وطغت صيغة التفاؤل على أجوبة رئيس الجمهورية في رده على أسئلة الصحفيين الذين حضروا اللقاء فيما يخص العلاقات، وكذا إمكانية قيامه بزيارة إلى فرنسا المؤجلة منذ ما يقارب السنتين· ورد رئيس الجمهورية على سؤال لأحد الصحفيين حول العلاقات بين البلدين عقب اللقاء الذي خص به وزيرة الدولة حافظ الأختام وزيرة العدل وحريات الجمهورية الفرنسية ميشال أليو ماري، أن العلاقات الجزائرية الفرنسية على أحسن ما يرام، قائلا: العلاقات بين الجزائروفرنسا على أحسن ما يرام· وعن إمكانية قيامه بزيارة إلى فرنسا رد رئيس الجمهورية بالقول إن شاء الله· ويبدو من تصريحات رئيس الجمهورية أن الجزائر ليس لها أي عائق في إعادة العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى سابق عهدها، إذا كانت هناك استجابة من باريس، ويعتبر استقبال رئيس الجمهورية لوزيرة العدل الفرنسية في حد ذاته حدثا، أو انفراجا في العلاقات الثنائية، على اعتبار أن بوتفليقة رفض أن يستقبل بعض المسؤولين الفرنسيين الذين زاروا الجزائر في الآونة الأخيرة· وشهدت سنة 2009 أكثر التصادمات وأكثرها حدة منذ انفتاح العلاقات بين البلدين، وصلت إلى درجة تأجيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة زيارته إلى فرنسا، وتم إلغاء زيارة كوشنير وزير الخارجية الفرنسية إلى الجزائر، وهو ما يؤكد عمق الشرخ الذي حدث في العلاقات الجزائرية الفرنسية، كان آخرها إدراج فرنساالجزائر في قائمة الدول التي يخضع مسافريها إلى تفتيشات استثنائية بالمطارات الفرنسية والتي احتجت الجزائر عليه بقوة وهددت بالتعامل بالمثل مع كل من يطبق معها هذا القرار· والتوتر الحاصل في العلاقات الجزائرية الفرنسية ليس وليد الأمس، بل بدأ مباشرة بعد وصول نيكولا ساركوزي إلى رئاسة الجمهورية في فرنسا خلفا لجاك شيراك الذي أراد - في عهده - فتح صفحة جديدة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وصلت إلى حد اقتراح توقيع معاهدة صداقة بين الجزائروفرنسا لإبعاد علاقات البلدين عن مزاجية الخلفيات العاطفية وحساسيات الماضي الأليم، ولكن مصادقة البرلمان الفرنسي في فيفري 2005 على قانون تمجيد الاستعمار الفرنسي أجهض تلك النية الطيبة· وكان نيكولا ساركوزي من أنصار التفاخر بالماضي الاستعماري واتخذت فرنسا في عهده إجراءات استفزازية ضد الجزائر على المستوى الخارجي والداخلي، منها إقامة مؤسسة للذاكرة لتكريم الحركى الذين حاربوا ضد الجزائر، وإعادة الاعتبار للإرهاب الفرنسي في الجزائر من عناصر المنظمة المسلحة السرية والإصرار على رفض الاعتذار للجزائر وتعويضها عن جرائم الاستعمار طوال 132 سنة من أعمال الإبادة المنظمة والتعذيب والتنكيل بالأهالي الجزائريين· من جهة أخرى، أوضحت السيدة أليو ماري أن المحادثات مع الرئيس بوتفليقة تناولت كل المجالات سيما المتعلقة بالدفاع و الداخلية و العدل· وقالت في هذا الصدد تشرفت باللقاء الذي خصني به رئيس الجمهورية حيث تناولنا مطولا جميع مجالات التعاون بين الجزائروفرنسا، واصفة العلاقات بين البلدين بالجد عميقة والمكثفة· وأضافت قمنا بتطوير التعاون في مجال الدفاع والشؤون الداخلية وكذا في مجال العدالة خاصة منذ 2004 حيث أقمنا تعاونا في مجال التكوين· كما أعربت الوزيرة الفرنسية عن أملها في أن تعرف هذه العلاقات تطورا ليس لصالح البلدين فحسب، وإنما بما يعود بالفائدة على البلدان الأخرى المجاورة ولصالح تنمية السلم والأمن، وهذا هو هدفنا المنشود