تدعمت الخريطة الصحية بولاية تيارت في الآونة الأخيرة، بهياكل جديدة نوعية، منها المتخصصة، ومستشفيات عامة وعيادات سُلّم بعضها، والبعض الآخر في طريق التجسيد؛ على غرار المركز الجهوي لمكافحة السرطان الذي انتهت أشغاله كليا، والواقع بالمخرج الجنوبي للمدينة بمحاذاة مستشفى الأم والطفل، والذي ينتظر التجهيز بعد إعادة دراسة العروض المقدمة، وموافقة الوزارة الوصية على نوع التجهيزات. وكان مدير الصحة للولاية صرح في وقت سابق، بأن عملية التجهيز جارية على قدم وساق بالتنسيق مع مصالح الوزارة الوصية. وسيتم في الأيام القليلة الماضية، تسليم التجهيزات، ووضعها حيز التجارب التقنية، ومن ثم الشروع الفعلي في وضعها حيز الخدمة، ليستفيد منها قطاع الصحة بولاية تيارت، خاصة من ناحية مكافحة السرطان، والعلاجات المقدمة لمرضى الولاية والولايات الحدودية، علما أن المركز ذو طابع جهوي، ويتوفر على كل المعدات والتجهيزات المتطورة لتقديم العلاج والمتابعة، وتفادي تنقّل المرضى وذويهم الى مراكز أخرى بعدة ولايات. وعلى ذكر الهياكل الصحية الاستشفائية والقاعدية التي استفادت منها ولاية تيارت، فهي موزعة عبر المناطق الجغرافية للولاية، وحسب بطاقة احتياجات، معَدة سالفا من قبل المصالح المختصة والجماعات المحلية بإشراك الموطنين. وببلديات تخمارت وعين كرمس وعين الذهب، سُجلت عملية إنجاز مستشفيات ذات سعة 60 سريرا. وتبقى الأشغال جارية على قدم وساق، وبمتابعة ميدانية من قبل مديرية التجهيزات العمومية، وحرص كبير من والي الولاية، الذي يقوم بزيارات ماراطونية الى مواقع المشاريع لتسريع وتيرة أشغال الإنجاز، التي من المقرر تسليمها نهاية السنة الجارية. كما استفادت الولاية المنتدبة قصر الشلالة، من مشروع إنجاز وتجهيز مستشفى 120 سرير، علما أن المستشفى المتواجد بها والمشيَّد بالبناء الجاهز، يعود تاريخ إنجازه الى 40 سنة، وأصبح لا يلبي احتياجات السكان الذين تزايد عددهم جراء النمو الديموغرافي، فيما تشهد عاصمة الولاية تيارت، تسجيل العديد من المشاريع في قطاع الصحة، منها مشروع مستشفى الحروق الكبرى، ومستشفى 120 سرير، ومستشفى خاص بجراحة العظام والرضوض، وملحقة لمعهد باستور، حيث اختيرت لكل هذه المشاريع الأرضية الخاصة بها، والواقعة في الطريق الاجتنابي المحاذي لمستشفى الأم و الطفل، والمركز الجهوي لمكافحة السرطان، ما قد يساهم عند الانتهاء من إنجازها، في إنشاء حظيرة صحية استشفائية ذات أبعاد وطنية، تعمل على تغيير أنماط الخريطة الصحية بولاية تيارت الى الأحسن. كما عرف قطاع الصحة بتيارت، وضع في الخدمة العديد من العيادات الخاصة في عدة تخصصات، قد تساهم لا محالة، في إحداث توازن للخدمات الصحية المقدمة لمرضى الولاية، وحتى الوافدين من ولايات أخرى. ورشات جهوية حول أهداف التنمية المستدامة في الصحة أعطى والي تيارت سعيد خليل، خلال الأسبوع المنصرم بمعية إطارات من وزارة الصحة والسكان بالمعهد العالي لشبه الطبي، إشارة انطلاق الورشات الجهوية الرابعة حول "أهداف التنمية المستدامة بقطاع الصحة"، الذي يضم ولايات الهضاب العليا الغربية، والوسطى؛ تيارت وسعيدة والبيّض وتيسمسيلت والأغواط والجلفة والمسيلة. وتشرف على هذا الملتقى الرابع من نوعه، وزارة الصحة والسكان، إذ يرمي - حسب المنظمين - الى البحث عن أنجع السبل لتنمية قطاع الصحة، مع التركيز على استغلال كل الوسائل المتاحة من كل النواحي الخاصة، الى جانب الإمكانيات والتجهيزات والموارد البشرية المتاحة، وتثمينها. وسيعرف هذا الملتقى تقديم العديد من المداخلات من قبل إطارات الوزارة الوصية، ومختصين من عدة ولايات، تسعى من خلاله وزارة الصحة، الى إرساء مناهج جديدة لتسيير قطاع الصحة، الذي عرف اهتماما كبيرا من قبل السلطات المركزية، من خلال الكم الهائل من الهياكل الاستشفائية المتخصصة، والهياكل القاعدية للعلاج، التي تم إنجازها ووضعها حيز الخدمة، وهياكل أخرى في طريق التجسيد عبر عدة مناطق من الوطن، مع الحرص على إحداث توازن جهوي في مجال الخدمات الصحية المقدمة للمرضى بالولايات الكبرى، والولايات الداخلية، خاصة الهضاب العليا الغربية والوسطى للوطن. أعادت الأمل لفلاحي تيارت الأمطار تغمر الطرقات وتحيي الآبار عرفت ولاية تيارت على غرار باقي مناطق الوطن، بحر الأسبوع المنصرم، تساقطا معتبرا للأمطار دون انقطاع لعدة ساعات، مع تسجيل نسب متفاوتة بكل البلديات الشمالية والجنوبية للولاية. وخلّفت الأمطار الغزيرة سيولا كبيرة، وفيضان عدة أودية ببلديات واد ليلي، وعين الذهب، ومدريسة، وعين الحدي وبلديات أخرى، ما ساهم في إغلاق عدة طرقات، وتدخّل مصالح الدرك الوطني، والأشغال العمومية لتسريح الطريق، وتنظيم حركة سير المركبات، التي تعطلت في بعض المناطق الريفية. أما بعاصمة الولاية تيارت فكان للأمطار المتساقطة بغزارة تأثير كبير، حيث غمرت المياه العديد من المساكن بالمدينة القديمة، فيما عرفت بعض الطرقات انسدادا كبيرا للبالوعات ومجاري المياه، ما حوّل الطرقات وحتى بعض الأرصفة، الى برك مائية. كما عرفت الطرقات الولائية والبلدية توقفا في حركة السير في بعض المحاور، خاصة مع وجود أودية بها. وساهمت الأمطار الغزيرة المتساقطة في تضرر كبير لبعض الهياكل، على غرار الملعب البلدي لسيدي الحسني، الذي تم تدشينه منذ أسبوعين، حيث غمرته مياه الأمطار من جهة الجدار الخارجي للملعب، الذي لم يتم إنجازه وفق المعايير المطلوبة، حسبما كشفت التحقيقات الأولية. تجدر الإشارة الى أن الأمطار التي تساقطت بشكل غزير بولاية تيارت والتي لم تعرفها الولاية منذ مدة طويلة، كان لها وقع ايجابي على المياه السطحية والباطنية. وحسب مصادر من مديرية الموارد المائية للولاية، فإن سدَّي بن خدة والدحموني يستقبلان كميات كبيرة من مياه الأمطار، ما سيساهم في رفع منسوب المياه المخزنة بهما. ونفس الشيء للمياه الباطنية بعدة مناطق بالولاية، خاصة أن العديد من الأدوية عرفت فيضانات كبيرة.