أعرب المرصد المصري للحقوق والحريات عن أسفه الشديد لما آلت إليه أوضاع حرية الصحافة في مصر بعد انقلاب الثالث من جويلية. ووصف المرصد -في بيان له بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة- الحريات الإعلامية في مصر بأنها (في حالة احتضار)، وأن الصحفيين إما قتلى أو مصابون أو معتقلون. وبحسب البيان، فإنه لأول مرة في تاريخ مصر يقع هذا الكم من الانتهاكات التي وصل عددها إلى 113، شملت قتل ثمانية صحفيين والاعتداء البدني على 52 واعتقال 36 يحاكم عدد منهم بتهم جنائية ملفقة، إضافة إلى إغلاق ثماني قنوات خاصة ومستقلة. وانتقد البيان ما سماه "تستر وصمت" نقابة الصحفيين في مصر على الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والإعلاميين من شتى الانتماءات. وقد نظم صحفيون مصريون وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين بالقاهرة للتنديد بالأوضاع السيئة للإعلاميين والصحفيين في مصر وحذروا من تداعيات القمع المستمر لحريات الرأي والتعبير، وطالب الصحفيون بالقصاص لشهداء الصحافة، والإفراج عن المعتقلين من الزملاء الصحفيين. وفي الأثناء، جددت محكمة جنايات القاهرة حبس مراسل قناة الجزيرة القطرية المعتقل عبدالله الشامي 45 يوما بعدما دخل يومَه الرابع بعد المائة في إضرابه عن الطعام. وقد طردت المحكمة جميع الصحفيين من القاعة التي ظهر فيها الزميل الشامي علناً لأول مرة منذ اعتقاله في 14 أوت الماضي. ودخل الشامي المحكمة وهو يخوض إضرابا عن الطعام منذ 21 كانون الثاني الماضي احتجاجا على اعتقاله دون توجيه تهم له، وسط مخاوف متزايدة على وضعه الصحي. وأرجأت محكمة جنايات القاهرة محاكمة الصحفيين الثلاثة من قناة الجزيرة الإنجليزية (بيتر غريستي، ومحمد فهمي، وباهر محمد) إلى 15 من الشهر الجاري مع استمرار حبسهم. ووجه الصحفيون الثلاثة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة رسائل شكروا فيها كل من قدّم لهم الدعم من جميع أنحاء العالم، وقالوا إنه يأتي في سياق دعم حرية الصحافة بشكل عام. وبمناسبة حصوله على الجائزة الدولية لحرية الصحافة، قال محمد فهمي في رسالة كتبها من محبسه داخل سجن طرة إن (إسكاتي أنا وزملائي بدعوى أننا نشكّل خطرا على الأمن القومي وأعضاء في جماعة إرهابية هو إهانة فجّة لذكاء المصريين والديمقراطية التي يفترض تعزيزها في الدستور الجديد). وسيكرم فهمي غيابيا بصفته الفائز ال16 بجائزة حرية الصحافة التي تقدمها اللجنة الكندية لحرية الصحافة في العالم، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من أيار من كل عام. اتهامات ملفقة واعتقل غريستي وفهمي وباهر في 29 ديسمبر الماضي، ووجهت إليهم تهمة الانتماء إلى (منظمة إرهابية) -في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين- ونشر أكاذيب تضر بالأمن الوطني. وقد أنكر صحفيو الجزيرة الاتهامات، ووصفتها شبكة الجزيرة بأنها من دون أساس. وقالت مديرة قسم الأبحاث والمناصرة في منظمة (مراسلون بلا حدود) لوسي مورييون إن المنظمة قلقة من استمرار اعتقال صحفيي شبكة الجزيرة. وأضافت في لقاء سابق مع الجزيرة أنه لا ينبغي الزج بالصحفيين في السجون. كما ناشدت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سمنثا باور السلطات المصرية إسقاط التهم الموجهة إلى مراسل (الجزيرة) عبد الله الشامي. وقالت باور -في تغريدة على موقعها في تويتر- في هذا اليوم الموافق ليوم حرية الصحافة ستقرر محكمة مصرية مصير مراسل الجزيرة عبد الله الشامي، أحث بقوة على إسقاط التهم عنه. وقد دعت واشنطن الحكومة الانتقالية في مصر إلى احترام حرية التعبير، وعدم التضييق على حرية الصحافة، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية للديمقراطية. كما أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن قلقه العميق من استهداف واعتقال الصحفيين في مصر، خصوصا محاكمة عشرين صحفيا من شبكة الجزيرة، وأضاف الوزير -في بيان له بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة- أن الإعلام الحر يسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمختلف البلدان حول العالم. وقال هيغ إن حرية الصحافة ضرورية لازدهار الديمقراطية والإبداع والابتكار، كما أنها أساسية لضمان حقوق الإنسان. وفي السياق ذاته، قال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن أكثر من عشرين صحفياً يعملون في مكاتب الجزيرة في مصر قدمت ضدهم بلاغات، وبعضهم رفعت ضدهم دعاوى لإسقاط الجنسية. وأضاف فايد أن منظمات حقوقية تشير إلى أنه منذ عزل الرئيس محمد مرسي الصيف الماضي، سجلت انتهاكات جسيمة في حق الصحفيين، ويقدر عدد الصحفيين الذين قتلوا في مصر منذ الانقلاب بنحو 13 شخصا من مختلف وسائل الإعلام، من بينهم صحفي يمني قتل أثناء فض اعتصام ميدان رابعة، وصحفي من قناة سكاي نيوز.