توصلت دراسة طبية إلى أن رؤية شخص في وضع محزن قد ينقل إليك هذه الحالة النفسية السيئة، ليصبح الإجهاد والحزن أمرا معديا، حيث أكد 5% ممن تعرضوا لمشكلات الآخرين انتقال مشاعر القلق والإجهاد إليهم مقارنة بالأشخاص الذين لم يتعرضوا لمعاناة الآخرين. وأكدت الأبحاث الجديدة أن رؤية موقف محزن تكفي لتحريك استجابات التوتر في أجسادنا، وأشار الباحثون إلى أن الإجهاد يشكل تهديدا صحيا كبيرا في المجتمع ويؤدي لمشاكل نفسية كالإرهاق والاكتئاب والقلق. وفي نفس الإطار، توصل الباحثون إلى أن مشاعر الغضب والقلق والاكتئاب لا تؤثر فقط على أداء القلب، ولكنها أيضا يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية. وتعتبر السكتة الدماغية ونوبة القلب الناتج النهائي للأضرار التدريجية التي تصيب الأوعية الدموية التي تغذي القلب والمخ، وهي عملية تسمى (تصلب الشرايين). ويتطور تصلب الشرايين عندما تكون هناك مستويات عالية من المواد الكيميائية في الجسم تسمى (السيتوكينات المحفزة للالتهابات) . ويُعتقد أن الشعور المستمر بالتوتر يمكن أن يزيد من خطر تصلب الشرايين وأمراض القلب والشرايين عن طريق إثارة العواطف السلبية التي بدورها ترفع مستويات المواد الكيميائية المحفزة للالتهابات في الجسم. هذا وقد قام الباحثون بفحص الدوائر العصبية الكامنة وراء هذه العملية، وقدموا نتائجها في العدد الحالي من مجلة الطب النفسي البيولوجي، لإجراء الدراسة قام الدكتور بيتر جيناروس، أستاذ مشارك في جامعة بيتسبرغ، والمؤلف الأول في الدراسة، وزملاؤه بالاستفسار من 157 مشارك حول ردود فعلهم العاطفية على صور غير سارة حين تم قياس نشاط الدماغ مع وظيفية التصوير. كما قام الباحثون بعمل مسح للشرايين للبحث عن أي مؤشرات على تصلب الشرايين لتقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب وقياس مستويات التهاب في مجرى الدم، وهو عامل خطر رئيسي لتصلب الشرايين والوفاة المبكرة بمرض القلب. فوجد الباحثون أن الأفراد الذين يظهرون نشاطا دماغيا أكبر عند تنظيم العواطف السلبية يعانون أيضا من مستويات مرتفعة من (أنترلوكين 6) في الدم، احد أنواع السيتوكينات المحفزة للالتهابات في الجسم، وزيادة في سماكة جدار الشريان السباتي، وهو مؤشر على الإصابة بتصلب الشرايين. وكان هناك تأثير واضح لمستويات الالتهاب على مؤشرات تصلب الشرايين وأنماط النشاط الدماغي خلال تنظيم العاطفة. الأهم من ذلك، كانت النتائج مذهلة حتى بعد ضبط عدد من العوامل المختلفة، مثل العمر، والجنس، والتدخين، وغيرها من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب التقليدية.