حثّ أمس المتدخّلون في أشغال الملتقى الوطني الأوّل حول خدمات المكتبات الجامعية الذي احتضنته جامعة بومرداس على ضرورة وضع حدّ للظاهرة الخطيرة التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، والتي تعلّقت باستغلال مجهودات الباحثين الجزائريين بطريقة فردية وغير قانونية من طرف عدد من المنظّمات الدولية المتخصّصة في جمع المعلومات في شكل قاعدة بيانات دون المرور على الجامعة الجزائرية. دعا المتدخّلون إلى ضرورة التكتّل وتوحيد جهود القائمين على المكتبات الجامعية للاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة لترقية الخدمات المقدّمة لفائدة الباحثين الجامعيين والطلبة وتسهيل عملية الولوج إلى مختلف قواعد البيانات الخاصّة بمراكز البحث الدولية بصفة موحّدة وبأقلّ التكاليف وأكبر نسبة من المستغلّين.من جهته، حذّر الأستاذ كمال طويل خلال تدخّله من استمرار ظاهرة استغلال مجهودات الباحثين الجزائريين بطريقة فردية وغير قانونية من طرف عدد من المنظّمات الدولية المتخصّصة في جمع المعلومات في شكل قاعدة بيانات دون المرور على الجامعة الجزائرية مع التهرّب من حقوق التأليف، ثمّ إعادة بيعها للجامعات ومؤسسات البحث الجزائرية عن طريق اشتراك سنوي يصل إلى 100 مليون دولار وأكثر، وهو الانشغال الذي تفطّنت إليه مؤخّرا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يقول الأستاذ بخلق هيئة وطنية مشرفة على عملية البحث عن طريق المديرية العامّة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي تكون مهمّتها بالتنسيق مع معهد (السيريست) في الإشراف على عملية التفاوض الجماعي للمكتبات الجامعية الوطنية مع هذه المنظّمات من أجل الاشتراك والاستفادة من قاعدة البيانات العلمية في إطار النّظام الوطني للتوثيق عن بعد. كما شهد اليوم الأوّل من اللّقاء تقديم جملة من المداخلات من قِبل المشاركين عبر ثلاثة محاور متنوّعة تمحورت في مجملها حول واقع المكتبات الجامعية الجزائرية وطبيعة الخدمات المكتبية المقدّمة للطلبة والباحثين وكلّ متصفّحي قواعد البيانات المتاحة، منها مداخلة حول الخدمات المرجعية للمكتبات الجامعية وعلاقتها بتكنولوجيا الإعلام والاتّصال للباحث حكيم بنوملغار من جامعة خميس مليانة، جودة الخدمات المكتبية الجامعية بين الواقع والتموقع من تقديم باحثين من جامعة بشار، الاتجاهات الحديثة للاستثمار في رأسمال البشري ودروها في تفعيل جودة خدمات المعلومات المقدّمة، استخدام تكنولوجيا المعلومات في خدمة المستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصّة وغيرها من المداخلات الأخرى التي حاولت الإجابة على إشكالية الملتقى المطروحة للنقاش، خاصّة منها دور التكنولوجيا الحديثة في إثراء وتحسين خدمات المعلومات، طبيعة الخدمات المقدّمة وواقعها ومدى تلبية المكتبات لاحتياجات روّادها المتزايد.