دعوة لترقية المكتبات الجامعية بتوسيع شبكات التوثيق الالكتروني دعا خبراء ومختصون جامعيون في اقتصاد المكتبات، أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة، إلى ضرورة ترقية المكتبات الجامعية وعصرنتها بما يدعم المنظومة البحثية لقطاع التعليم العالي من خلال توسيع شبكات التوثيق الالكتروني على مستوى هذه الفضاءات العلمية للوصول الى بحوث علمية معترف بها على الصعيد الدولي رغم النقائص المسجلة في تسيير القطاع. وشدّد هؤلاء الخبراء في مداخلاتهم في أشغال فعاليات الأيام الدراسية الرّابعة للمكتبات الجامعية التي ينظمها مركز البحث في الاعلام العلمي والتقني ''سيريست'' من 30 إلى 31 لهذه السنة تحت شعار: ''التوثيق الالكتروني'' على أهمية توحيد كافة الجهود من أجل النهوض بنشاط المكتبات الجامعية وتعزيز دورها في خدمة البحث العلمي والمنظومة الجامعية على وجه عام. وفي هذا الإطار، أكد مدير مركز ''السيريست'' السيد نجيب بداش في مداخلته الافتتاحية لأشغال هذه الأيام الدراسية على ضرورة التنسيق بين مختلف القطاعات العاملة داخل مؤسسات التعليم العالي لتطوير آداء المكتبات الجامعية وجعلها رفيقا دائما للباحثين والطلبة في بحوثهم وأعمالهم الدراسية، مشيرا في ذلك إلى الدور الفعّال لإدارات هذه المكتبات وطاقم الموظفين والمستخدمين العاملين بها إلى جانب الطلبة باعتبارهم معنيين مباشرة بهذه الفضاءات العلمية التثقيفية. وأوضح أن هذا التنسيق يكمن في توحيد البرامج والمناهج الخاصة بالمكتبات على مستوى مؤسسات التعليم العالي عبر ما يعرف بالتوثيق الالكتروني بشكل يسمح بتوفير شبكة معلوماتية بحثية لفائدة الباحثين والمهتمين بتحصيل المعارف والعلوم. وأضاف المتحدث أن خدمات التوثيق الالكتروني تبقى تقنية في غاية الأهمية لتطوير مراكز ومؤسسات البحث وتسهيل الحصول على المعلومات، إلى جانب توفير مواد علمية ذات جودة عن طريق شبكات رقمية، داعيا إلى توسيع هذه الخدمات وجعلها تخصصات قائمة بحد ذاتها في المعاهد والجامعات. كما شجّع السيد بداش كافة الطلبة والمهتمين بالبحث العلمي على التواصل الدائم مع المكتبات الجامعية باعتبارها فضاءات تقرب الطالب من العلم والمعرفة. ومن جهتهم، اعتبر المشاركون من مختلف الجامعات بالقطر الوطني في فعاليات هذه التظاهرة العلمية السنوية أنه من الضروري الاسراع في تدارك النقص المسجل على مستوى هذه المؤسسات لاسيما من ناحية تكوين الموظفين والعمال وهذا رغم التطور الكبير المسجل في القطاع منذ عدة سنوات. ونوّهت السيدة فريدة زراري من جامعة بومرداس في مداخلة لها بالتطور والتحسن الواضحين في ما يتعلق بتسيير المكتبات الجامعية، مشيرة مقابل ذلك إلى النقائص المسجلة في مجالات تكوين الموظفين وإعادة رسكلتهم خاصة بالنسبة لأولئك الذين يفتقدون للتأهيل. وأكدت أن تحقيق هذه المؤسسات المعرفية يكمن في ضمان أحسن خدمة للمستعملين والأسرة الجامعية على وجه خاص، معتبرة أن هذه المهمة ستصبح سهلة وفي متناول الجميع في حال اعتمادها على التقدم التكنولوجي أو ما يعرف بالتوثيق الالكتروني. وقالت إن أغلبية العمال الذين تم توظيفهم بمكتبات مؤسسات التعليم العالي لا تملك الكفاءات اللازمة الخاصة بالتسيير ولايستجيبون لمقتضيات القانون الأساسي، حيث لا يشكل عدد الموظفين المكونين في هذا الإطار نصف النسبة المقدرة ب37 بالمائة على المستوى الوطني. وشهدت الفترة المسائية لهذا الحدث العلمي تقديم حصيلة لجنة المتابعة لتوصيات الأيام العلمية للمكتبات الجامعية للطبعات الثلاث السابقة من قبل الأستاذة يسمينة خرباش، إلى جانب تقديم حصيلة نيابة لجنة تقييم المكتبات من قبل الأستاذة سهيلة جايجة. كما تم إلى جانب ذلك عرض حصيلة لجنة تكوين العمال والمستخدمين من قبل السيد عادل مخلوفي، وتقديم شرح مستفيض حول البوابة الالكترونية الوطنية الخاصة بالأطروحات الجامعية من قبل الأستاذ نور الدين مفتوح. لتختتم النشاطات بعرض النظام الوطني للتوثيق على الخط للأستاذ سعيد برّوك. وللتذكير، شهدت الأشغال تنظيم ورشتين تقنيتين تناولتا نظام التوثيق الالكتروني وتكوين العمال والمستخدمين على مستوى المكتبات الجامعية على مستوى الوطن. وتعد هذه الأيام الدراسية الخاصة بالمكتبات الجامعية الرابعة من نوعها بعد الطبعات الثلاث التي سبق تنظيمها في سنوات 2009 و2010 و2011 .