عارض عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل استخراج واستغلال الغاز الصخري، مبديا تخوّفه من دخول بعض الشركات الأجنبية التي منعت دولها خوض هذه التجربة التي اعتبرها تشكّل خطرا على الجزائر، وقال إنه معارض إيجابي مبني على الحوار يثمّن الإيجابي ويحارب السلبي، متسائلا عن (حذف) 17 ألف من الأصوات كانت لصالحه مباشرة بعد إعلان نتائج الرئاسيات. ذكر مرشّح رئاسيات 17 أفريل الفارط في لقاء جمعه بالصحافة أمس في مقرّ الحزب بالعاصمة أن اللّقاء الذي جمعه بمدير الديوان أحمد أويحيى تمّ فيه حوار بصراحة مطلقة من الجانبين، مضيفا أن حزب المستقبل قدّم رأيه في مجمل القضايا المتعلّقة بالدستور باعتباره القانون الأساسي لبناء الدولة. وعبّر صاحب المرتبة الثالثة في الرئاسيات الأخيرة عن تفاجئه بمضمون وثيقة مسودة الدستور التي يرى أنها لا تعمل لصالح الإجماع الوطني لأن الشعار الذي حدّدته الدولة -حسب ذات المتحدّث- هو دستور توافقي، متمنّيا أن يكون كذلك وليس دستورا على مرحلة أو فترة معيّنة أو كتلة أو مجموعة، معتبرا أن الأمر المهمّ والإيجابي هو تحديد العُهدات. وقال ذات المسؤول إن الثقة انعدمت بين الحاكم والمحكوم، والتي أدّت -حسبه- إلى اختلاف وترك الحوار بين متحفّظ ومعارض ومؤيّد، مؤكّدا أن حزب جبهة المستقبل يناضل من أجل الحوار، موضّحا أن الحزب اقترح الفصل في السلطات إضافة محكمة عليا دستورية واستقلالية المجلس الدستوري لأنه -حسب بلعيد- قراراته غير قابلة للطعن، داعيا في نفس الوقت إلى فتح نقاش حول الأمر. كما اقترح عبد العزيز بلعيد إنشاء لجنة وطنية منتخبة دائمة تشرف على الانتخابات، سواء في الانتخابات التشريعية أو الرئاسية، وكذا الابتعاد عن الممارسات الإدارية تفاديا للشبهات ولكلّ أنواع التزوير التي تحوم دائما حول الاستحقاقات ضاربا المثل بتونس. وفي أجوبته عن أسئلة الصحفيين وفي ردّه على سؤال حول قانون مناصفة المرأة قال بلعيد إنه يؤمن بتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، معارضا في نفس الوقت دخولهن إلى الحقل السياسي دون تكوين أو تجربة مسبقة، ضاربا المثل بما حصل خلال تشريعيات 2012 التي شهدت سباق الأحزاب ضد الزمن في حملة جمع النّساء من كلّ حدب وصوب دون مراعاة المستوى العلمي أو الثقافي. وعن رأيه في استخراج الغاز الصخري عارض بصيغة شديدة اللّهجة لأنه -حسبه- (لسنا متحكّمين في الجانب التكنولوجي، واستعمال مثل هذه الغازات يشكّل خطرا على الجزائر إلاّ في حال توفّر معلومات كافية علمية وسياسة من أجل اتّخاذ مثل هذا القرار المهمّ)، داعيا إلى ضرورة الاستعمال العقلاني لكلّ الخيرات التي تتمتّع بها البلاد. كما أكّد عبد العزيز بلعيد أن حزب جبهة المستقبل يمتلك نقاط توافق مع كلّ الجزائريين، متمنّيا أن يبتعد المجتمع الجزائري عن النّزاعات والأحقاد والتناحر الداخلي، (بل نتّحد ونساهم في بناء دولة القانون)، قائلا إن السلطة هي الشعب لأن سلطة الشعب والديمقراطية هي التي تتحكّم في زمام الدولة وليس العكس. وفي ردّه على سؤال (أخبار اليوم) قال فاتح بوطبيق رئيس لجنة مراقبة الانتخابات حول إصرار المعارضة على التشكيك في نزاهة وشفافية الانتخابات إن استحقاقات 17أفريل سادها جو من الشفافية والنّزاهة (والدليل أنه لم تصلنا أيّ شكاوى تذكر، صحيح أننا لمسنا وجود اختلاف بين الأعضاء في مختلف الأحزاب)، ما اعتبره ذات المتحدّث أمر عاديا وطبيعيا، لكن في المقابل -يضيف بوطبيق- (أننا اتحدنا واتّفقنا على السير الحسن للاستحقات لأن من ترشّح جزائري والمنافس ورئيس الجمهورية جزائري، لذلك في جميع الحالات الجزائر هي الفائزة).