أرجع المرشح للرئاسيات عن جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد النتائج التي حققها في الانتخابات الرئاسية إلى الأفكار الجديدة التي طرحها حزبه وحيوية إطاراته مقارنة بما قدمه المرشحون الآخرون، معلنا عدم توفر حزبه على أدلة بشأن وقوع التزوير، رغم تساؤله عن تسجيل مكاتب اقتراع لنسبة مشاركة 100% وكلها لصالح الرئيس بوتفليقة. وقال بلعيد إن الجيش لم يكن بعيدا عن نتائج الانتخابات التي قدمت، بينما لعبت الإدارة دورا هاما في نتائجها. وكشف صاحب المرتبة الثالثة في الرئاسيات أن السلطة عرضت عليه مناصب وزارية في الحكومة المقبلة، وهو بصدد دراسة العرض مع هيئات حزبه، مبديا استعداده للتعامل معه إيجابيا. ورفض بلعيد الحكم على مدى قدرة بوتفليقة على ممارسة مهامه الدستورية، بما أن ملفه الطبي ليس معلنا. بلعيد قال إن الحزب الذي لا يطوّر نفسه مهدد بالزوال ”المطلوب دستور توافقي يُصوت عليه الشعب” لا يرى عبد العزيز بلعيد مرشح جبهة المستقبل لانتخابات 17 أفريل نفسه إلا الفائز الأول في الرئاسيات، وذلك ”بحكم برنامجي وأفكاري الجديدة التي طرحتها خلال الحملة الانتخابية، وعليه دخلت السباق الرئاسي وكلي ثقة لأكون رئيسا للجزائر”. أفاد ضيف ركن ”فطور الصباح” أمس أن ”الحملة الانتخابية غاب عنها الإنصاف ماليا وماديا، ”فالرئيس الفائز وكذا صاحب المرتبة الثانية كانا يتنقلان عبر طائرات خاصة بين الولايات، فيما قطعت أنا مسافة 1300 كم في يومين عبر مركباتنا، لكن الحمد لله كانت حملتنا نظيفة”. وأوضح بلعيد أن حزبه احتل المرتبة الأولى في الرئاسيات ”لكوني كنت مرشح جبهة المستقبل، ولولا تجاوزات بعض المسؤولين عبر ولايات مختلفة لحققنا المرتبة الأولى”. ورفض المتحدث أن تلصق به صفة مرشح الشباب فقط، ”بل أنا مرشح الجزائر، وقد فتحت نافذة أمل كبيرة نحو التغيير والتخلي عن الجو المشحون الذي نتج عن خلق الإعلام لقطبية ثنائية بين مرشحين اثنين فقط، والشباب صوت علينا في الانتخابات لكن ليس كما كنا نتوقع بحكم العزوف وعدم وجود ثقة بين الحاكم والمحكوم”. وذكر بلعيد أن تحقيقه المرتبة الثالثة جاء ”نتيجة خطابنا الجديد وأخلاقنا العالية وقوة مناضلينا في الميدان، وسنترك للتاريخ نتائج الرئاسيات ليحكم عليها وتظهر الحقيقة، ونحن على عكس الرئيس والفائز الثاني، خلقنا قوة في المجتمع بحكم أفكارنا الجديدة، فالحزب الذي لا يطوّر نفسه مهدد بالزوال، والأفالان مثال حي على ذلك”. وثمن ضيف ”الخبر” مبادرة تكتل المعارضة تحت عنوان سياسي سواء تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي أو قطب التغيير، لكن المهم هو المشروع السياسي، وموقف جبهة المستقبل من تلك التكتلات ”لا أحدده أنا بل قياداتها، والمرحلة المقبلة تستدعي البناء، والأمور الملموسة هي الأساس، واستمرارية هذه المبادرات متوقف على البرامج والأشخاص”. وتوقّع بلعيد ”دستورا توافقيا يتحقق عن طريق فتح الحوار مع الطبقة السياسية، فالمواطنون ليس الدستور أولوية بالنسبة لهم، بل هو أولوية بالنسبة للنظام من أجل صياغة دستور حقيقي على أساس إجماع وطني وليس بالأغلبية”، مشددا ”من الضروري أن تطرح التعديلات المرتقبة التي وعد بها الرئيس على الجزائريين في إطار استفتاء شعبي”. وأعلن الحائز على المرتبة الثالثة في الرئاسيات أن ”قيادات جبهة المستقبل أعدت مسودة شاملة تتضمن اقتراحات عن نظرتنا للدستور القادم، ونحن التشكيلة الوحيدة التي سلمت مقترحاتها مكتوبة لدى الوزير الأول، وأبرز تلك المقترحات خلق لجنة سياسية مستقلة دائمة تشرف على الانتخابات وتعلن نتائجها، والمجلس الدستوري ينتخب رئيسه ولا يعيّن”. بلعيد يكشف أن السلطة عرضت عليه حقائب ”مستعدون للدخول في الحكومة” أفاد عبد العزيز بلعيد المترشح الرئاسي السابق ورئيس جبهة المستقبل، أن السلطة عرضت عليه مناصب وزارية في الحكومة المتوقع الإعلان عنها، وهو يقوم بدراسة هذا العرض مع هيئات حزبه المخولة بذلك. وأوضح بلعيد أن الرئيس بوتفليقة ليس في كامل لياقته البدنية لكنه ما زال في كامل قواه العقلية. ذكر عبد العزيز بلعيد أن حزبه لا يعارض تولي حقائب وزارية في حكومة سلال المرتقبة، مؤكدا وجود اتصالات بهذا الشأن من رئاسة الجمهورية في إطار التحضير للإعلان عن الفريق الحكومي الجديد. وأشار إلى أن قرارا من هذا النوع لا يتوقف عليه شخصيا، وإنما يقع على عاتق مؤسسات الحزب. وتحفظ بلعيد عن ذكر نوعية الحقائب التي عرضت عليه، لكنه اعتبر أن حزبه ”لن يبخل بالمساهمة في خدمة الجزائر عبر الحكومة القادمة، ولا يهمه نوعية الحقائب فكلها مهمة”. وسئل بلعيد إذا ما كان هو من سيمثل حزبه داخل الحكومة في حال الانضمام لها، فأجاب أن ذلك ستبت فيه هيئات الحزب. وعن رأيه في تجديد الثقة في عبد المالك سلال وزيرا أول، ذكر بلعيد أنه ”يبارك لسلال لأنه صديق ورجل ميدان، وله باع طويل في العمل الإداري والوزاري”. وأضاف أن هذه الحكومة من خلال ما ظهر من خطاب الرئيس ستركز على مشروع تعديل الدستور، وهذا يتطلب إدارة حوار واسع من أجل أن يكون الدستور توافقيا”. وحول ما إذا كان يستشرف نجاحا لحكومة سلال في طبعتها الجديدة بعد إخفاقاتها السابقة، قال بلعيد ”الأمور التسييرية قضية رجال، ونحن لا نعتقد أن سلال كان فاشلا على طول الخط، لأن خطابنا لا ينتمي إلى المعارضة العدمية التي ترى بعين واحدة فقط، لكن هناك الكثير مما يجب فعله خاصة في قطاعي الفلاحة والسياحية، وهو ما ارتكز عليه برنامجي الانتخابي”. وردا على مدى صواب اختيار سلال للمنصب رغم ”زلاته” خلال الحملة الانتخابية التي خلفت ردود فعل واسعة في جهات من الوطن، أوضح بلعيد أن هذا الاختيار يسأل عنه الرئيس بوتفليقة. قبل أن يستطرد ”الرضا على سلال سيتوقف على البرنامج الذي يطرحه وقوته في الميدان، خاصة في محاربة البطالة التي تعتبر تحديا كبيرا بتخرج 200 ألف جامعي سنويا”. وطُلب من بلعيد التعليق على الحالة التي ظهر عليها أثناء أدائه اليمين الدستورية فقال ”بوتفليقة في كامل قواه العقلية، ولكنه ليس في كامل قواه البدنية، إذ لا تزال أعراض الجلطة الدماغية التي أصابته واضحة عليه”. لكن هل يمكن للرئيس في ظل هذا الوضع أن يمارس مهامه بصورة طبيعية؟ تسأل ”الخبر” فيجيب بلعيد ”الشعب انتخبه وعلى الرئيس تحمل مسؤوليته”. وأضاف بلعيد أنه لا يستطيع الحكم على أن الرئيس يستطيع بدنيا تحمل مهامه الدستورية، بما أن ملفه الطبي ليس معلنا، وقال إنه كان يتمنى لو أن الملف كان ظاهرا حتى يتوقف الحديث عن هذه النقطة”. وبشأن تأثير الحالة الصحية التي بدا عليها الرئيس على عموم الجزائريين، قال بلعيد إن ”الأهم هو في ما بعد القسم، أي أن العمل في الميدان قد يغطي هذه الأشياء”. الجزائر: محمد سيدمو نفى وجود أدلة قاطعة على التزوير لكنه تساءل ”نسبة المشاركة في بعض المكاتب بلغت 100% وكلها لبوتفليقة” قال عبد العزيز بلعيد ”ليس هناك دليل قاطع على تزوير الانتخابات الرئاسية”، لكنه شدد بالمقابل أن أسئلة تطرح ضمن حالات سجلت فيها نتائج تتطلب التوقف عندها، وخص بالذكر بعض مكاتب الاقتراع التي ”صوت فيها 100% من الناخبين و100% كلهم صوتوا لصالح بوتفليقة. وضع بلعيد علامة استفهام كبيرة ضمن هذه الحالات، وقال ”لا أقر صراحة بوجود التزوير، لكن لدينا قراءة في النتائج، ولو كانت لدي أدلة عن التزوير لطرحتها”، وفي رد عن سؤال حول موقع الجيش من اقتراع 17 أفريل ما إذا كان محايدا بالفعل، رد بلعيد ”لا أظن أن الجيش كان بعيدا عن النتائج التي قدمت، ومؤكد أنه يتفاعل مع الجو السياسي، ولا أستطيع أن أقول إلى أي حد يمكن للجيش أن يكون له دور في الانتخابات”، لكنه أوضح بالمقابل أن ”الإدارة الجزائرية لعبت دورا هاما في نتائج الانتخابات من خلال الأرقام التي قدمتها، كالمثال التي ذكرته سلفا”. واعتبر بلعيد الذي حل ثالثا في ترتيب نتائج الرئاسيات أن ”الإعلام كان له دور في اختزال التنافس ضمن قطبية ثنائية تجسدت بين عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس”، معتبرا أن الرئيس بوتفليقة وبن فليس رئيس الحكومة السابق، جعلهما يفرضان وجودهما في الميدان، لكنه يعتقد أنه ”كان هناك توجيه ضمن هذا المنحى”. وحول ما إذا كان التصويت على بوتفليقة بمثابة تزكية للاستقرار، قال بلعيد إن ”جزءا فقط من الناخبين كانت عندهم هذه الفكرة”. وبشأن الخارطة السياسية المتواترة عن الانتخابات الرئاسية، شدد المتحدث على وجوب أن ”لا تكون مفتعلة”، ودعا إلى ترك المشهد السياسي يتبلور حسب العمل الذي يقوم به كل فصيل سياسي وقدرته على التجنيد، وقال ”أنا ضد أن تكون هناك خارطة مفتعلة من الإدارة، وبالنسبة لنا قد بدأنا العمل، وفي النهاية فإن الشعب هو الذي يعطي مصداقية لذاك وينتزعها من ذالك، وأكد على ضرورة أن ”لا تدخل الطبقة السياسية في سبات بعد الانتخابات”. ويعتقد بلعيد أن ”المعارضة ليست موجودة كي تعرقل السلطة، وإنما تأتي ببرامج بديلة، كما أن السلطة ليس مهمتها قمع المعارضة، وإذا فعلت ذلك فهذا يعني أنها غير قادرة على حل المشاكل المطروحة”. وبشأن موقع حزبه قال المتحدث ”هناك إشكال حاليا، فنحن لسنا في السلطة كما أننا لسنا في المعارضة، لكن هذا الإشكال واجهنا في ظرف كنا نحضر فيه للاستحقاقات الانتخابية، وحاليا نحن في مرحلة البناء”. وبشأن قول الرئيس بوتفليقة في خطابه بعد أداء اليمين الدستورية إنه عازم على إرساء التوافق السياسي مع مختلف المكونات، قال بلعيد ”هذا شيء إيجابي إذا سايرت الأقوال الأفعال، خاصة إذا تم إشراك المعارضة في صياغة الدستور الجديد”. الجزائر: محمد شراق قال ضيف ”الخبر” @ ”لم يظهر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولا علي بن فليس برنامجا حديثا أثناء الحملة الانتخابية، فعندما تحدثت عن تقليص الخدمة الوطنية لسنة واحدة اعتمدها بوتفليقة، ولما وعدت بإنشاء قرى سياحية صرح بعدها وزير السياحة بالشروع في تجسيدها”. @ أفاد رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد أن ”السفير الياباني زراني بمقر الحزب عن وعدي بتحويل الجزائر إلى يابان إفريقيا”، لكنه تحفظ عن ذكر تفاصيل اللقاء. رفض ضيف ”الخبر” فكرة توزيع السلطة حصص النتائج المحققة بين المترشحين للرئاسيات، ”فلو كان هذا الإجراء صحيحا، لما احتللت المرتبة الثالثة في أول مشاركة لي في الانتخابات الرئاسية”. @ طلب بلعيد فتح تحقيق بشأن مصاريف الحملة الانتخابية، مشيرا إلى أن ”معلومات مؤكدة أمتلكها عن مرشح صرف في ولاية واحدة فقط 12 مليار سنتيم، فمن أين جاءت هذه الأموال؟ علما أن القانون واضح في هذه المسألة”. @ قال بلعيد إن البيت الأبيض لم يصدر أي تعليق بخصوص الانتخابات الرئاسية في الجزائر، ولم يهنئ الرئيس بوتفليقة بتوليه لعهدة رابعة لأنه كان يعلم أنه الفائز. وأوضح أنه لا مشكلة في زيارة كيري للجزائر وإنما في كونه يتدخل في شؤوننا الداخلية. @ ذكر رئيس جبهة المستقبل أن الرئيس بوتفليقة لما تكلم مع وزير الخارجية الإسباني عن التجاوزات المسجلة في الحملة، كان يقصد توجيه رسالة إلى الجزائريين. واستبعد بلعيد أن يكون بوتفليقة قد تخوف من منافسه علي بن فليس بعد التجمعات الشعبية التي قادها في حملته الانتخابية. @ استبعد بلعيد إمكانية استحداث منصب نائب رئيس في الدستور القادم، واعتبر تعيين نائب رئيس بالطريقة الإدارية غير مقبول، إذ ينبغي أن يكون هذا المنصب سياسيا يتم الانتخاب عليه مع الرئيس مثلما هو الحال في الولاياتالمتحدةالأمريكية.