أجريت الانتخابات السورية في ظروف أقلّ ما يقال عنها استثنائية، حيث رفض خصوم الأسد والقوى الغربية ودول الخليج الانتخابات ويرون أنها مسرحية هزلية ويقولون إنه لا يمكن إجراء انتخابات في بلد بها مساحات شاسعة من الأراضي خارج سيطرة الدولة فضلا عن ملايين المشرّدين. أجريت آخر سبعة انتخابات رئاسية من خلال الاستفتاء لاختيار بشار أو والده الرّاحل حافظ الأسد. ولم يحقّق حافظ الأسد أقلّ من نسبة 99 بالمائة، بينما حقّق نجله 97.6 بالمائة قبل سبع سنوات. ومن غير المتوقّع أن يحقّق منافسا الأسد وهما الوزير السابق حسن النوري والبرلماني ماهر حجار مستويات تأييد تذكر. وأدلى عشرات آلاف السوريين في الخارج واللاّجئين بأصواتهم الأسبوع الماضي في جولة مبكّرة للتصويت على الرغم من أن العدد لا يمثّل سوى القليل من حوالي ثلاثة ملايين لاجئ، بالإضافة إلى السوريين الذين يعيشون في الخارج. وتجرى الانتخابات السورية بعد ثلاث سنوات من اندلاع أوّل احتجاجات تدعو إلى الإصلاح الديمقراطي في البلاد التي تحكمها عائلة الأسد منذ عام 1970، وردّت السلطات على الاحتجاجات باستخدام القوة وتحولت الانتفاضة إلى حرب أهلية وانهارت محادثات السلام في جنيف بين الحكومة والائتلاف الوطني للمعارضة في فيفري، وتقول المعارضة إن المحادثات يجب أن تستند إلى مبدأ تنحّي الأسد وتشكيل حكومة انتقالية. ومنذ استعادت قوات الأسد ومقاتلو حزب اللّه السيطرة على معاقل المعارضة على الحدود اللبنانية وقطعوا خطوط الإمداد وأوقفوا تدفّق المقاتلين انسحبت قوات المعارضة من وسط مدينة حمص. وركّز الانسحاب من حمص الاهتمام على مدينة حلب في شمال البلاد وزادت حدّة القتال هناك في الأسابيع القليلة الأخيرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة أطلقوا صواريخ على مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة في حلب، ممّا أسفر عن سقوط 50 قتيلا خلال مطلع الأسبوع. وصرّح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بأن عدد الفرنسيين الذين يقاتلون في سوريا بلغ 800، وأن فرنسا لم تواجه يوما ما تحدّيا مماثلا. وأضاف فالس أنه يوجد بالتأكيد في فرنسا عددا من الإرهابيين المحتملين من أمثال محمد مراح ومهدي نموش. وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن عدد الفرنسيين أو المواطنين المقيمين في فرنسا المتورّطين في النّزاع في سوريا بلغ 800، مؤكّدا أن فرنسا (لم تواجه يوما مثل هذا التحدي). وقال فالس إن هناك (بالتأكيد) في فرنسا إرهابيين محتملين يمكن مقارنتهم بمحمد مراح منفذ أعمال قتل في 2012 في جنوب غرب فرنسا، أو مهدي نموش الذي أمضى فترة في سوريا والذي يشتبه بضلوعه في إطلاق النار في المتحف اليهودي في بروكسل. وكانت فرنسا أوقفت الجمعة في مرسيليا الفرنسي مهدي نموش (29 عاما) الذي قاتل في صفوف جماعات جهادية في سوريا ويشتبه في أنه قتل أربعة أشخاص في المتحف اليهودي في بروكسل في 24 ماي، في هجوم أثار صدمة كبيرة في بلجيكا والعالم