آلاف الشيعة يستجيبون لفتوى السيستاني فرضت أجواء الحرب الأهلية نفسها على العراق، مع تدفّق آلاف المتطوّعين من المحافظات الجنوبية إلى بغداد حاملين أسلحتهم استجابة لفتوى آية اللّه علي السيستاني، بينما قالت تقارير إن نحو ألفين من القوات الإيرانية دخلوا إلى محافظة ديالى العراقية لمواجهة قوات (داعش) التي تسعى للسيطرة على عاصمتها بعقوبة، فيما قصف سلاح الجو السوري مقار لتنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) في مناطق حدودية عراقية وقتل ستّة من عناصر قوات البشمركة الكردية وأصاب نحو عشرين آخرين بجروح في ضربة جوية لطائرة عراقية على رتل للقوات الكردية قرب قضاء خانقين في شرق العراق. كان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكّد السبت الماضي أن طهران مستعدّة لمساعدة بغداد، فيما حذّر مجلس العشائر العراقية في بيان له الأحد طهران من التدخّل في الشأن العراقي، معتبرا أن تدخّل إيران في العراق سيكون الخطأ الأكبر الذي ترتكبه. كما رفض تحالف العربية برئاسة صالح المطلق أيّ تدخّل خارجي لحلّ الأزمة في العراق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن (الطيران الحربي السوري يقوم منذ يوم السبت بقصف مقار للدولة الإسلامية في العراق والشام بخاصة مدينة الرقة والحسكة المتاخمتين للعراق)، وهو يشير إلى تبدّل في الموقف العسكري للنّظام السوري ضد التنظيم. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة (فرانس برس) إن (ستّة من قوات البشمركة قتلوا وأصيب نحو عشرون بجروح في قصف لطائرة عراقية استهدف في وقت متأخّر من مساء السبت رتلا عسكريا كرديا) قرب قضاء خانقين على بعد نحو 150 كلم شمال شرق بغداد. وأكّد ضابط برتبة مقدّم في الجيش العراقي تفاصيل الحادث وحصيلة الضحايا قوات إيرانية في قلب العراق. وبالنّسبة للأوضاع في الموصل فقد ذكر بعض النازحين الموجودين في بغداد من خلال اتّصالاتهم بأقاربهم في الموصل أن الحياة تعود تدريجيا إلى المدينة مع اختفاء معظم المظاهر العسكرية، حيث تمّ إبلاغ موظّفي الدوائر الحكومية بالعودة إلى دوائرهم وجامعاتهم وممارسة أعمالهم الاعتيادية، كما عادت خدمات الماء والكهرباء جزئيا بعد انقطاع طويل. ولم تشهد المدينة حالات سلب واسعة نتيجة غياب الأجهزة الأمنية الحكومية، عدا حالات محدودة قامت بها عصابات لسرقة بعض الدوائر الحكومية. وأشار بعض الموجودين في الموصل إلى أن داعش لا تمثّل سوى قسما من التنظيمات المسلّحة في المدينة، لكنها تحاول فرض وجودها بالقوة على الآخرين، وفي هذا الإطار وردت أخبار عن قيام تنظيم (داعش) بإعدام 12 رجل دين عند جامع الإسراء لرفضهم مبايعته. ومن جهته، وجّه رئيس الوزراء نوري المالكي إنذارا نهائيا إلى جميع العسكريين الذين تركوا مواقعهم ومعسكراتهم للالتحاق بوحداتهم أو أقرب موقع عسكري حكومي ومنها معسكر التاجي شمالي بغداد، كما هدّد المالكي خلال زيارته لمدينة سامراء باتّخاذ إجراءات قاسية اتجاه من أسماهم بالمتخاذلين في المعارك مع (داعش).