يشتكي عدد من المواطنين القاطنين قرب ورشات انجاز بعض المشاريع السكنية وغيرها من المرافق الأخرى، أو الذين تتم عبر أحيائهم أو بالقرب من سكناتهم بعض أشغال إعادة التهيئة والترميم، من الإزعاج الكبير والمستمر، الذي يتعرضون له يوميا وعلى مدار الساعة، نتيجة أصوات مختلف الآلات والأجهزة المستعملة في هذا الشأن، الأمر الذي جعل الكثير منهم يعيشون حالة ضغط كل يوم، ويدعون الله أن تنتهي كافة تلك الأشغال في اقرب الآجال، علهم ينعمون بعض الراحة والطمأنينة و الهدوء في منازلهم، خاصة في الأوقات التي تعتبر بالنسبة للجزائريين اوقاتا مقدسة للراحة، وأبرزها الصباح الباكر قبيل الساعة الثامنة، أو بعد الساعة العاشرة ليلا، وخلال وقت القيلولة ظهرا، وهي الأوقات التي لا تحترمها للأسف الكثير من الهيئات أو أصحاب الورشات المكلفين بانجاز هذه المشاريع، ولا يتعلق الأمر بهؤلاء العاملين فقط، الذين يمكن تفهم أنهم ملزمون بإنهاء المشاريع التي بين أيديهم في اقرب الآجال، وان هنالك أيضا من ينتظر انتهاءها بغية الاستفادة منها بسرعة كذلك، ولكنه يشمل أيضا بعض السكان وحتى الجيران في العمارة الواحدة، الذين لا يعيرون أدنى اهتمام للإزعاج الكبير الذي يسببونه لجيرانهم، فلا يتردد الكثير منهم في القيام ببعض أعمال الصيانة وإعادة التهيئة والترميم في شقته، خلال الساعات التي من المفترض أن تكون ساعات للراحة، وهو ما يخلق بالتالي مشاكل كثيرة ما بين الجيران أنفسهم. هذا المشكل طرحه بعض السكان على مستوى حي المالحة بجسر قسنطينة بالعاصمة، الذين يتم حاليا بالقرب من حيهم انجاز مشروع سكني تكفلت به شركة صينية، ومع أن المشروع قد حقق تقدما كبيراً، إلا أن طبيعة العمل الصينية، جعلتهم يعيشون حالة إزعاج متواصلة، فالعمل في تلك الورشة يبدأ حوالي السابعة صباحا، ويستمر أحيانا إلى غاية منتصف الليل، حيث تزداد حدة الأصوات المنبعثة من مختلف الآلات، إلى درجة أنها نغصت على عدد كبير من السكان خصوصا المجاورين للورشة راحتهم وحرمتهم النوم داخل منازلهم، وهم لا يرتاحون إلا خلال الأيام التي لا يستمر فيها العمل إلى غاية تلك الساعات المتأخرة، وهي قليلة. نفس المشكل تقريبا طرحته سيدة تقطن بأحد أحياء العاصمة، قالت أن أكثر الأشغال العمومية التي تسبب إزعاجا كبيرا للمواطنين، تلك المتعلقة بتزفيت الطرقات، والتي يتم القيام بها ليلا بصفة خاصة، بعد أن تنقص حركة السيارات ومختلف المركبات الأخرى، وكثيرا ما عانى سكان الحياء التي يتم إعادة تزفيت طرقاتها من الإزعاج الكبير وقلة النوم، إلى غاية انتهاء الأشغال. وان كان الأمر مفهوما بالنسبة لهذه الأشغال وطبيعتها الرامية إلى خدمة الصالح العام في كافة الأحوال، فإن سيدة أخرى طرحت مشكلة قيام بعض الجيران في العمارة الواحدة أحيانا بأشغال الترميم وإعادة التهيئة على مستوى سكناتهم، والتي ينطلقون فيها غالبا في الصباح الباكر وتستمر دون انقطاع، ما يحرم السكان من وقت القيلولة، ويحرم المريض من الراحة والصغير من النوم ويسبب إزعاجا كبيرا لكافة الجيران رغم انه من حق أي كان القيام بكافة الأعمال التي يريدها في منزله، شريطة مراعاة الأوقات الخاصة بالراحة والتي تعبر حقا للجميع دون استثناء، وأضافت المتحدثة أن هذه التصرفات تسببت في خلافات كبيرة بين إحدى الجارات وبقية سكان العمارة الذين طلبوا منها احترام أوقات راحتهم فقط، والانطلاق في أعمالها بعد الساعة الثامنة، والتوقف عند الساعة الرابعة، إلا أنها لم تبال بشكاويهم وفضلت أن تكون الأشغال مستمرة ومتواصلة من السابعة صباحا إلى غاية الثامنة مساء وذلك كي تتمكن من إنهائها في وقت قصير، خاصة وان من كانوا يعملون لديها هم من أقاربها وكانوا يبيتون لديها طيلة الأيام التي كانت تقوم فيها بأشغال ترميم منزلها.