ناجون من مأساة جديدة للحراقة يروون تفاصيل مروعة قال ناجون من الحادث الذي قتل فيه 30 لاجئا على متن زورق في البحر المتوسط إن المهربين أغلقوا على الضحايا المقصورة السفلى في المركب وتركوهم يموتون.. ونقلت صحيفة كورييا دي لا سيرا عن شاب سوري نجا من الحادث قوله (كان عددنا كبيرا. واجبرونا على ركوب القارب رغم انه لم يعد هناك اي مكان على متنه. والذين كانوا في الداخل واغلق عليهم الباب قتلوا). وأضاف (وعندما حاولوا الخروج والفرار من الحرارة والغازات وانعدام الأوكسجين، أمر المهربون الذين كانوا يخشون انقلاب القارب، بإبقائهم في الداخل). وتحدث ناجون وهم ينتحبون للشرطة عن محاولاتهم لإنقاذ اصدقائهم وأقاربهم ورفض المهربين فتح البوابة أو العودة بالقارب بعد أن امتلأت الغرفة الصغيرة المغلقة على اللاجئين بالغازات المنبعثة من المحرك. وقال رجل بدا الأسى واضحا على ملامحه (حاولنا إنقاذهم فور أن أدركنا ما يحدث. وبذلنا كل ما باستطاعتنا، ولكن كان الأوان قد فات. لقد بدوا كأنهم نائمون). وقال آخر (لقد كانوا مكدسين كالحيوانات. وطلبنا العودة بالقارب، ولكن المهربين قالوا إن الأوان قد فات). ووصف ستيفانو فرومينتو قائد الفرقاطة التي ساعدت في إنقاذ الناجين المشهد في القارب، وقال إنه كان ينوء بحمله من الأطفال والنساء الحوامل والرجال الذين كانوا يلوحون بأيديهم ويصرخون. وصرح لصحيفة لا ستامبا اليومية "لم أشاهد في حياتي هذا العدد الكبير من الناس مكدسين بهذا الشكل. كان هناك 600 شخص داخل مساحة 20 مترا". ووجد رجال الإنقاذ في ميناء بوزالا صعوبة في إخراج الجثث من قارب الصيد الأزرق الصغير الذي انطلق فيه المهاجرون ومعظمهم من سوريا وأريتريا والصومال والكاميرون، من شاطئ شمال إفريقيا الى إيطاليا. وقال ضابط الشرطة نيكو كيافولا إن (الغرفة السفلى من القارب كانت مليئة بعشرات الجثث المكدسة فوق بعضها البعض كمقبرة جماعية). وقام صيادون مزودون بمناشير بقطع المدخل الضيق للغرفة السفلى من القارب، بينما وقف قسيس من المنطقة ينتظر الرسو للصلاة على الجثث عند اخراجها. وذكرت التقارير ان جميع القتلى كانوا من الرجال. وكان من بين الناجين 52 طفلا من بينهم رضع وثلاث نساء في أواخر مراحل الحمل. وتم وضع الناجين في مركز استقبال مؤقت، ومن المرجح ان يتم إبقاؤهم هناك أثناء التحقيق في الحادث المأساوي.