وجّه أمس المجتمع المدني المزابي رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية لمطالبته بالتدخّل العاجل لوضع حلّ نهائي لأزمة غرداية التي تعرف انفلاتا أمنيا خطيرا بمنحى تصاعدي من طرف عصابات إرهابية تستهدف ضرب المنطقة برمّتها من خلال منهج تكفيري، وهذا في ظلّ عدم التزام السلطات بوعودها في احتواء الأزمة. ناشد المجتمع المدني المزابي ممثّلا في جمعيات الأحياء والجمعيات الشبّانية بوتفليقة من أجل إيجاد حلّ نهائي لتصاعد وتيرة إحداث العنف في غرداية، خاصّة في شهر رمضان الكريم الذي استهلّ بإباحة إراقة دم الشابّ (يسوع عوف) من طرف المجرمين ليرتفع عدد شهداء الأزمة إلى 08 شهداء، مذكّرين الرئيس بأنهم جدّدوا الثقة فيه في 17 أفريل الماضي بعدما تلقّوا وعودا من السلطات على حلّ الأزمة باتّخاذ إجراءات أمنية صارمة ضد المتسبّبين في خراب غرداية، غير أن المزابيين لم يروا أيّ حلول على أرض الميدان، بل على العكس تماما فقد ازداد العنف والدمار. وأوضحت الرسالة التي تمّ نشرها على الموقع الالكتروني لمجلس أعيان غرداية أنه نظرا لتفاقم الوضع الأمني واستفحاله في المنطقة خاصّة في بلديات غرداية، بنورة، بريان والفرارة في ظلّ المسلسلات الإجرامية من قِبل عصابات إرهابية تأخذ منحى تصاعديا وتطوّرا في وسائلها وهي تستهدف المنطقة برمّتها من خلال منهج تكفيري بأسلوب عنصري مقيت لزعزعة الاستقرار والسلم والأمن المدني وتقويض المقوّمات الحضارية للمجتمع المزابي وتشويه الذاكرة التاريخية بتغليط الرّأي العام بتشويه الحقائق. واتّهم المزابيون عبر الرسالة قوات الأمن بملاحقة الأبرياء والاعتداء عليهم بالضرب وعدم التدخّل خلال المواجهات بحجّة عدم تلقّيهم أوامر بالتدخّل، فضلا عن عدم قيامهم بواجبهم لحماية المرافق العمومية ومفترق الطرقات ومناطق العبور ومراكز الخدمات التي أصبحت منفّست للمجرمين. وسأل المزابيون بوتفليقة عن دولة القانون ومكان تواجدها بغرداية، وعن موعد الحلّ النّهائي للمأساة الجسيمة ومتى يأخذ الظالم عقابه والمظلوم حقّه، وإن كان المسؤلون يقومون بمهمّتهم وينقلون حقيقة ما يحدث في غرداية لرئيس الجمهورية، مجدّدين تقثهم الكبيرة فيه لإعادة الأمن والاستقرار الذي يعدّ أساسا جوهريا للرقي والازدهار وتحقيق المشاليع التنموية. وجاء نداء المزابيين بعدما طفح الكيل وبلغ السيل الزبى بما أسفر عنه الوضع من تهجير عائلات من ديارها عنوة واعتداء على المساجد وتدنيس المقابر وتهديم المعالم التاريخية، حيث ما يزال المجتمع المزابي يئنّ تحت وطأة الخراب والتدمير منذ 08 أشهر. بلعيز: وضعنا خطّة مدروسة لإعادة الأمن إلى غرداية وضعت الحكومة خطّة (مدروسة) بمنطقة غرداية تتضمّن (تدابير أمنية وغير أمنية) تستهدف استتباب الأمن بهذه الولاية، حسب ما صرّح وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلّية الطيّب بلعيز أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة. وفي ردّه عن سؤال لوكالة الأنباء الجزائرية حول الأوضاع التي تشهدها منطقة غرداية منذ فترة قال السيّد بلعيز على هامش مصادقة المجلس الشعبي الوطني على بعض مشاريع قوانين إن (الحكومة قامت بوضع خطّة مدروسة بكلّ حكمة وتعقّل هدفها استتباب الأمن وإرجاع النّظام العام في هذه الولاية العزيزة على قلوبنا)، وأوضح أن هذه الخطّة تتضمّن (تدابير أمنية وغير أمنية) ستنفّذ من طرف السلطة التنفيذية لولاية غرداية وعلى رأسها الوالي، حيث سيقوم بتنفيذها -كما قال- بالتدريج حتى (يرجع استتباب الأمن فيها وتصبح كما كانت في السابق آمنة مطمئنّة). وفي زيارة تفقّدية له للمنطقة الشهر الفارط أكّد الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل أن الوضع في هذه الولاية عرف (تحسّنا)، مضيفا أن الحكومة ستحلّ المشاكل التي تعاني منها المنطقة (نهائيا بالحوار والتشاور) تنفيذا للتعليمات الصارمة لرئيس الجمهورية. كما صرّح السيّد سلاّل في هذا السياق بأن (حقيقة الوضع تحسّن، لكن من الضروري مواصلة العمل، لهذا طلبت من سكان هذه الولاية العريقة أن يكونوا أكثر توجّها نحو مساعي توحيد الصفوف)، لأنه -كما قال- (حان وقت للابتعاد عن كلّ ما يؤدّي إلى الفتنة).