تجددت أحداث العنف مساء أمس بمدينة بريان بولاية غرداية، حيث انتقلت هذه الأحداث بعد أن هدأت الأمور قبل خمسة أيام بمدينة غرداية وقصورها وخيّمت حالة الهدوء الحذر باعتبار وجود مناوشات من الحين إلى الآخر في أحياء ومناطق متفرقة. وكشفت مصادر متطابقة ل«البلاد" أن المدعو كمال الدين فخار هو من يقف وراء هذه الأحداث ببريان، حيث يسعى إلى فك الخناق "عن غرداية وتشتيت جهود مصالح الأمن التي طوّقت كل المدينة لمنع تجدد الأحداث، غير أن هذا الأخير يسعى جاهدا من خلال عقده اجتماعات مع "عصابة المُجرمين" إلى الإبقاء عن حالة "الخراب واللاستقرار" في كل ولاية غرداية، وهو ما شجبه واستنكره أعيان مجلس الشيخ با عبد الرحمان الكرثي "الهيئة العليا لأعيان عشائر مزاب"، وأعلنوا أنهم يتبرأون من كمال الدين فخّار ومن على شاكلته، ومن مواقفه وتصريحات التي لا تلزمه إلا هو، وعبروا عن "رفضهم كل تصريح أو فعل من شأنه أن يثير فتنة أو عصبية أو يحدث فرقة في البلدة والمنطقة أو يُعين على ذلك من أي جهة كانت، الأمر الذي يستنكره المجتمع المزابي". حيث نشبت أعمال خراب وعنف مساء أول أمس في حدود الساعة التاسعة ليلا استمرت إلى غاية أمس السبت، ببلدية بريان. وذكرت مصادر مطلعة أن اندلاع هذه المناوشات كان بسبب إقدام مجهولين وسط الظلام على الاعتداء على شخص ورشقه بالحجارة والزجاجات الحارقة (المولوتوف) وحرق سيارته، مما تسبب في إصابته بحروق من الدرجة الثانية على مستوى الوجه وتم نقله إلى مستشفى مدينة غرداية، وعلى إثرها انطلقت المواجهات بين سكان بريان، حيث تعرضت أزيد من خمسة محلات للحرق كما تم حرق مخبزة. وهاجمت مجموعة أخرى فخرّبت وأحرقت مقر الديوان الوطني للتعاون الفلاحي ببريان، إضافة إلى تحطيم وتخريب تجهيزات ومرافق حضرية وحتى أرصفة الشوارع لم تسلم من العبث والخراب، وخلق هذا الوضع شللا في حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 1 مما عرقل حركة السير بين شمال وجنوب الوطن. وتدخلت على الفور قوات حفظ النظام العام لتفريق المتشاجرين واستعادة النظام والأمن بالمدينة، فيما أكدت مصادر متطابقة ل "البلاد" أن هناك أطرافا تسعى إلى توسيع رقعة الأحداث وخلق بؤر توتر في كل مناطق غرداية وتشتيت جهود مصالح الأمن من أجل استعادة الهدوء والاستقرار وزرع الرعب في نفوس المواطنين في الولاية، مما يؤجج حالة استمرار الوضع. واتهم مواطنو غرداية مواصلة كمال الدين فخار في عملية التحريض ولا يزال يعقد اجتماعات مع أفراد العصابات التي تُنفّذ مخططاته دون أن تترك آثارا تسمح بتحديد هويتهم، كما لم تسلم مصالح الأمن من هذا الوضع، حيث تتلقى في كل وقت بلاغات كاذبة عن نشوب أعمال عنف هنا وهناك بهدف تفريقها وإبعادها عن أمكانها التي تتواجد فيها في غرداية، على غرار ما حدث أول أمس الجمعة بالتبليغ عن وجود أشخاص ملثمين يقومون بعمليات تخريب ببلدية العطف. الهيئة العليا لأعيان عشائر مزاب تتبرأ من كمال الدين فخار ومواقفه وفي هذا الإطار استنكر مجلس "الشيخ با عبد الرحمان الكُرثي" الهيئة العليا لأعيان عشائر مزاب"، ما يحدث في غرداية، وأوضح في بيان تلقت "البلاد" نسخة منه أن "المجتمع المزابي مجتمع مسلم جزائري وطني معتز بانتمائه الجزائري فخور بما قدمه في الماضي ويقدمه اليوم ولا يزال للوطن وللأمة الجزائرية العريقة متمسكا بالثوابت الوطنية ووحدة التراب الوطني". وأضاف "ويعلم القاصي والداني أن هذا المجتمع يتميز بمؤسساته العرفية مجلس عمي السعيد، حلقات العوابة، مجلس أعيان با عبد الرحمان الكرثي مجالس أعيان القصر وعشائرها، هذه المؤسسات مرجعية المزابيين دون سواها وهي تؤدي وظائفها الدينية والتربوية والاجتماعية والثقافية وهي التي أمّنت وتؤمن البنية الحضارية العريقة لهذا المجتمع معتمدة على الشرع الحنيف والقانون الجزائري، هذا التنظيم لبنة قوية في البنيان الحضاري للجزائر لا يرضى المزابيون المساس به، وليس لأحد الحق في تمثيله أو التصريح أو اتخاذ أي موقف باسمه"، و«من هنا فإن المجتمع المزابي يعلن بوضوح أن "المدعو كمال الدين فخار" ومن على شاكلته لا يمثل أيا من الهيئات المذكورة آنفا ونتبرأ من مواقفه وتصريحاته السابقة واللاحقة التي لا تلزمه إلا هو. كما نؤكد أن للأزمة الراهنة جذورا وأسبابا مختلفة تستهدف مجتمعنا، ونكرر هنا ما قد أعلناه في بيان سابق مؤرخ في 15 جوان 2013 وليشهد التاريخ ما أعلناه آنذاك وليشهد الله أننا نرفض كل تصريح أو فعل من شأنه أن يثير فتنة أو عصبية أو يُحدث فرقة في البلدة والمنطقة أو يُعين على ذلك من أي جهة كانت، الأمر الذي يستنكره المجتمع".