بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو إنعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي والجسدي على الأشخاص وتعريض حياتهم وأمنهم للخطر والمساس بممتلكاتهم، مثّل أمس المدعوون ر· مصطفى، وج· الجيلالي، وم· عبد الرحمان، ور· بوعلام أمام محكمة الجنايات للنظر في قضيتهم في حين تواجد 26 متهما آخر في حالة فرار متابعين بذات التهمة وقد تباينت الأحكام في حق المتهمين المتورطين. تعود تفاصيل القضية لتاريخ 10 فيفري من السنة الجارية، حين قام أفراد الجيش الوطني الشعبي بنصب كمين لجماعة إرهابية تنشط على مستوى غابات ميزرانة وبالتحديد في المكان المسمى- أقور بونسمان بايمسونان، حيث وقعت اشتباكات نارية بين الطرفين وأسفرت على القضاء على إرهابي يُدعى ب· عبد الله- وإصابة المدعو ر، مصطفى بجروح على مستوى الرجل، حيث ألقي القبض عليه وتم استرجاع سلاح ناري كان بحوزته ويتمثل في رشاش من نوع كلاشينكوف، وبندقيتي صيد· الإرهابي الموقوف صرح أمام رجال الضبطية القضائية أنه عمل ومنذ سنة 1999 كعنصر دعم وإسناد للجماعات الإرهابية بالتحديد لصالح السرية التي ينشط بها صديقه الفار - م· عبد العزيز بمدينة دلس والذي التحق بصفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال بمنطقة بومرداس، وكان يزودهم بالمؤونة اللازمة حسب الطلب ويزودهم بالمعلومات حول تواجد وتحركات مصالح الأمن، واستمر الوضع على حاله الى غاية سنة 2002 حين قرر الالتحاق بالعمل الإرهابي بالجبال، وانخرط في صفوف سرية ميزرانة التي يتأمرها الإرهابي الخطير مسرور مراد المكنى عكرمة الأعور وقرار التحاقه بكتيبة الأنصار الناشطة بمنطقة الوسط كان بعدما سلم إرهابيان أنفسهما لعناصر الأمن بمدينة دلس التي ينحدر منها وخوفا من ذكر اسمه خلال التحقيق على أنه كان عنصرا للدعم والإسناد فرّ نحو العمل الإرهابي· وخلال التحقيق أدلى الإرهابي بأسماء العناصر الناشطة في صفوف سرية ميزرانة المنضوية تحت لواء كتيبة الأنصار ويتعلق الأمر ب26 إرهابيا ممن يتواجدون في حالة فرار في قضية الحال، وأضاف نفس المتحدث بأنه بتاريخ 9 فيفري 2010 تلقى أوامر رفقة الإرهابي ب· عبد الله المقضى عليه في الكمين، لمشاركة جماعة إرهابية في وضع الألغام على مسالك والطرقات التي يسلكها ويمر عليها أفراد ومعدات الجيش الوطني الشعبي، في اليوم الموالي انتقلوا على متن سيارة من نوع بيجو206 ملك لأحد المتهمين الموقوفين وهو ج· الجيلالي وتوجهوا إلى ابيزار وترجلوا باتجاه منطقة تالة حجرة أين وقعوا في الكمين المذكور، وسرد الإرهابي جملة من العمليات الإرهابية والكمائن التي شارك فيها وراح ضحيتها ما لا يقل عن 12 من أفراد الجيش في عمليات متفرقة أخطرها المشاركة في نصب كمين لأفراد الجيش من طرف سرية اسيف الحمام، وراح ضحية العملية الإرهابية ما لايقل عن 10 أفراد من عناصر الجيش والحرس البلدي سنة 2008، إلى جانب الحواجز المزيفة لشاحنة ممولي ثكنة عسكرية بتيقزيرت، وزرع القنابل والألغام بالطرق والمسالك المؤدية لغابات ميزرانة لشل تحركات قوات الجيش وضمان تمركزهم بغابة ميزرانة، كما ذكر أسماء الموقوفين الآخرين الذين أفاد على أنهم عناصر دعم وإسناد يمونونه بمختلف المواد الغذائية والمعلومات عن تحركات الأمن بمنطقة دلس، كما أنه يوم الوقائع نقلهم أحدهم على متن سيارته للمكان المذكور، واستغلالا للمعلومات المصرح بها، قامت عناصر الضبطية القضائية لمصالح الأمن العسكري من توقيف المتهمين وإحالتهم على العدالة، وخلال جلسة المحاكمة حاول المتهمون إنكار الوقائع المنسوبة إليهم رغم تصريحهم بوقائع حقيقية، وبالترتيب وأدق التفاصيل وحاولوا التراجع عنها بحجة أنهم صرحوا بها تحت طائلة التعذيب والضرب· ممثل الحق العام أشار الى أن الإرهابي الموقوف والذي حاول التهرب والتملص من المسؤولية الجزائية بقوله إنه عنصر دعم فقط وقام بذلك بدافع الخوف والتهديد، قد ألقي القبض عليه في الكمين المذكور وبحوزته سلاح رشاش، وشارك في عملية إطلاق النار، كما أنه أدلى بوقائع لا يصرح بها إلا من عايشها نظرا للتسلسل والتفاصيل الدقيقة التي ذكرها، وقد التمس إنزال عقوبة 20 سنة سجن نافذ في حق المتهم ر· مصطفى، 10سنوات حبس نافذ وغرامة مالية قدرها 500 ألف دينار في حق ج· الجيلالي م· عبد الرحمان ، وع، ر، بوعلام بصفتهم عناصر دعم وإسناد الإرهابيين، وبعد المداولة القانونية قضت المحكمة بإدانة المتهم ر· مضطفى ب5 سنوات سجن نافذ والمتهمين الثلاثة الآخرين بعامين حبسا نافذا، وإدانة المتواجدين في حالة فرار والبالغ عددهم 26 ب20 سنة سجنا نافذا·