احتفل الإعلام المرئي والمسموع يوم الخميس الماضي بذكرى استرجاع الجزائر السّيادة على هذا القطاع الحيوي والهام، والذي كان بيد السلطات الاستعمارية الفرنسية إلى غاية ذلك اليوم المشهود الذي صادف تاريخ 28 أكتوبر 1962، حيث رفعت ثلّة من المجاهدين الإعلاميين الجزائريين العلم الوطني على مبنى الإذاعة والتلفزيون الجزائري، وهذا بعد أن أنزلت عنه العلم الفرنسي وإلى الأبد· لقد كان ذلك يوما مشهودا في تاريخ الحركة الوطنية والثورة الجزائرية يوم أن رفع العلم الجزائري، بل وفي حياة الشعب الجزائري برمّته، والذي كان مبعدا عن وسائل الإعلامي وفي مقدّمتها الإذاعة والتلفزيون التي كانت في يد الفرنسيين الغلاة الذين جعلوا منها أبواقا تخدم مصالحهم ومصالح المعمّرين القادمين من مختلف الدول الأوروبية، حيث لا يذاع فيها ولا يسمع منها إلاّ ما يزيد الجزائريين بعدا عن كلّ ما يخدم الوطن ومصالح المواطنيين الذين همّشوا واستعبدوا من طرف الإقطاعيين وأرباب المال والأعمال، والقليل جدّا من الأهالي من أسعفه الحظّ وامتلك مذياعا أو تلفازا لكن ليشاهد فيه إعلاما فرنسيا خالصا· لقد رفرفت الأرواح وذرفت الدموع ولم يصدّق أولئك العاملون من تقنيين وعمّال ما يحصل أمام أعينهم، لكن كانت هي الحقيقة بعينها، والتي هي استرجاع السّيادة الوطنية على قطاع الإعلام، وبالتالي خروج كلّ الفرنسيين من إداريين ومذيعين وتقنيين وعمّال كانوا يمسكون ويتحكّمون في القطاع وكانوا يظنّون أنه ليس في مقدور ما بقي من الجزائريين أن يجعلوا من الإذاعة والتلفزيون يعاود البثّ، لكن خاب ظنّهم وطاش سهمهم· حيث رفع الوطنيون الأحرار التحدّي وعاودوا البثّ في غياب الفرنسيين، فكانت الفرحة فرحتين· لكن اليوم وبعد كلّ هذه الحقب والتغيّرات ما هو المستوى الحقيقي للإعلام الوطني الثقيل في ظلّ هذه الثورة الإعلامية التي يشهدها الكون والعالم قاطبة؟ لا شك في أن قائلا يقول إنه فيه تحسّنا من حيث الوسائل التقنية وتراجعا من حيث البرامج والاحترافية، وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن يتستّر عليها وإن كان في الإمكان أن نقدّم أفضل ممّا هو عليه إعلامنا المرئي خاصّة· وكما قال السيّد وزير الاتّصال ناصر مهل إن البرنامج الرئاسي الجديد (2010 / 2014) يعطي أهمّية كبرى لقطاع الاتّصال وقد خصّص له مبلغ مليار دولار لمواصلة إنجاز المشاريع الكبرى المسطّرة، والتي سوف تغيّر وجه إعلامنا، وأننا قبل ذلك ننتظر بعد الفاتح نوفمبر الحلّة الجديدة للتلفزيون الجزائري التي وعد بها سيادته، ثم نقول بعدها إننا حقّا استرجعنا سيادتنا الإعلامية·