تعيش الجارة الشرقية للجزائر، ليبيا، أجواء حرب حقيقية، وبينما يتقاتل أبناؤها (الإخوة الأعداء)، يواصل الأجانب الهرب منها أملا في النجاة بأنفسهم من نيران المليشيات المتقاتلة، فيما حذّرت الجزائر من خطورة الأوضاع، داعية إلى مساعدة ليبيا على استعادة عافيتها. قال وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أمس الأربعاء في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الجزائر تدعو المجتمع الدولي إلى التجند إزاء تدهور الوضع في ليبيا ومساعدة هذا البلد على (رفع كل التحديات التي يواجهها). وأكّد السيّد لعمامرة أن (التطوّرات الخطيرة للوضع الأمني في ليبيا تقلق الجزائر إلى أقصى درجة)، داعيا (المجتمع الدولي إلى التجند من اجل مساعدة ليبيا على رفع كل التحديات التي تواجهها)، وأضاف أن (الأوقات العصيبة التي عاشها الشعب الليبي الشقيق خلال أيّام عيد الفطر المبارك تهدد المستقبل القريب للبلد وتثير قلقا مشروعا بشأن آفاق خروج سريع من الأزمة من خلال حلول ليبيا الجديدة الديمقراطية والمتصالحة مع نفسها التي ننشدها من كل قلوبنا). وأشار السيّد لعمامرة في هذا الصدد إلى أن (الجزائر تناشد كل الأطراف الليبية المعنية باشتداد المواجهات بين الأشقاء والاحتكام إلى برلمانهم المنتخب من اجل اتخاذ الإجراءات الضرورية لمصالحة وطنية باتت حتمية، وكذا وضع مؤسسات ذات مصداقية وفعالة للقيام بالمهام التي تخص سيادة الدولة الليبية)، وأوضح أن (الجزائر تجري مشاورات مع بلدان الجوار الأخرى من أجل توحيد الجهود لمساعدة الدولة والقوى الوطنية على تغليب المصلحة العليا للشعب الليبي الشقيق في هذه الظروف الحاسمة من تاريخه). الإخوة يتقاتلون.. تعيش مدن ليبية عدة حالة من اللاّ أمن، منها العاصمة طرابلس التي يشهد مطارها منذ أكثر من أسبوعين اشتباكات مسلحة عنيفة بين (ثوار الزنتان) الذين يسيطرون عليه وقوات (غرفة عمليات ثوار ليبيا وبعض من ثوار مصراتة) ومدن الغرب الليبي في محاولة لإخراج الزنتان من المطار الذي يقومون بتأمينه منذ سقوط نظام الراحل معمر القذافي فى اوت 2011. كما شهدت مدينة بنغازي بشرق ليبيا اشتباكات عنيفة خلال الأسبوع المنصرم بين قوات الجيش الليبي وقوات تابعة ل (جماعة أنصار الشريعة). وفي بيان صحفي أكّد أمس المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق والمكلف حاليا برئاسة الفريق الحكومي للتواصل مع الأطراف المتقاتلة في طرابلس أن الاقتتال الدائر في العاصمة (يمثل حركة تدمير ممنهجة)، داعيا إلى (تحكيم العقل والحوار لتفادي تحويل ليبيا إلى ساحة صراعات لخدمة أجندات دولية). وأوضح عبد الجليل أن (ليبيا تمر بمأزق حقيقي ومنعطف خطير يتمثّل في حركة التدمير والتخريب الممنهجة من قِبل جماعات مسلّحة -وخاصة في غرب البلاد- لا تسمع نصحا ولا تذعن لقانون وتزعج هذه التصرّفات العقلاء وأهل الحكمة ما يتعرّض له الوطن من إزهاق للأرواح وتدمير الممتلكات ربما يكون أقلّها ضررا احتمال تقسيم البلاد ثمّ التدخّل الأجنبي في شئونها الداخلية). الأجانب يهربون.. أعلن مسؤولون فرنسيون أن باريس أجّلت أمس 47 فرنسيا وبريطانيا من ليبيا عبر البحر. وقال المتحدّث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول في تصريح له إنه تمّ بحث قضية إعادة الفرنسيين من ليبيا خلال اجتماع الحكومة)، مشيرا إلى أن فرنسا أعادت في الوقت ذاته مواطنين بريطانيين. من جانبه، أكّد مصدر دبلوماسي أن الجيش الفرنسي أجلى من ليبيا 40 فرنسيا من بينهم السفير بالإضافة إلى سبعة بريطانيين. وفي سياق ذي صلة، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا أغلقت مؤقّتا سفارتها في ليبيا أمس الأربعاء وهي بصدد استكمال إجلاء مواطنيها هناك بسبب تدهور الوضع الأمني. وأضافت فى بيان صادر أمس: (اتّخذنا كلّ الإجراءات اللاّزمة لمساعدة هؤلاء الرعايا الفرنسيين الراغبين فى مغادرة البلاد مؤقّتا)، وتابعت أن السفارة الفرنسية في طرابلس أغلقت مؤقّتا، مضيفة أن الأنشطة الدبلوماسية ستستمرّ من باريس في الوقت الحالي. وكانت باريس دعت يوم الأحد الفرنسيين إلى مغادرة ليبيا التى غرقت خلال الأسبوعين الماضيين، في أدمى موجة من العنف منذ الإطاحة بنظام الراحل معمر القذافي عام عام 2011. وعلى الصعيد ذاته قرّرت شركة الطيران الفرنسية (آير فرانس) وقف التحليق فوق الأراضي العراقية بالكامل لأسباب أمنية، وفق ما قال متحدّث.