المتجول بين محلات العطارة والأعشاب الطبية، يلاحظ انتشار مجموعة كبيرة من المستحضرات والخلطات، الخاصة بالتنحيف وتبييض البشرة والعناية بالوجه والشعر وغيرها من مناطق الجسم الأخرى، بالإضافة إلى مستحضرات الريجيم وأخرى لمعالجة العديد من المشاكل الصحية، والتي لا يتجاوز ثمن العلبة الواحدة منها ال500 أو 600 دج في كافة الأحوال، من جهة أخرى، تنتشر أيضا بعض أنواع المستحضرات والخلطات، وأنواع من الشامبو والصابون، الخاصة ببعض العلميات التجميلية التي تبحث عنها النساء عادة، لأجل تكبير أو تصغير مناطق معينة من الجسد، تمس غالبا بعض المناطق الحساسة منه، وتعرض تلك المستحضرات على رفوف محلات العطارة، أو على واجهات تلك المحلات، أمام أعين المارة والواقفين والداخلين إلى المحل والخارجين منه، دون أدنى حياء أو خجل، رغم أن أغلفتها الخارجية تحمل في غالب الأحيان صوراً مخجلة وخادشة للحياء، يستحي المرء أن ينظر إليها بنفسه في تلك الأماكن العامة. أما الطامة الكبرى، فتبدأ عندما تحاول إحدى الزبونات الاستفسار عن حقيقة هذا المستحضر وعن مدى فعاليته ونجاعته، لينطلق بعدها صاحب المحل، في الشرح والتحليل والتفصيل الممل لأدق تفاصيل عملية استعماله، ونتائجه، وكذا رواجه الكبير، ونفاده من محله، ومدى الإقبال الكبير من طرف الكثيرات سيدات أو فتيات عليه. ولا تحمل العلب الخاصة بهذه المستحضرات، إلا في حالات قليلة، أي معلومات عن مكوناتها، أو الجهة المصنعة لها، غير الإشارة إلى البدل المستوردة منه، وعدا بعض الصور الفاضحة لفتيات عاريات عليها، ومع أن المنطق يقول انه لا أساس علمي لوجود أية أعشاب أو مستحضرات أو خلطات مهما كان نوعها بإمكانها أن تساهم في تكبير الشفتين أو الوجنتين أو غيرهما من المناطق الحساسة الأخرى في جسد المرأة، أو شد المناطق المترهلة بفعل التقدم في السن أو آثار الحمل والولادة، وغيرها من المؤثرات الأخرى، اللهم إلا باللجوء إلى العمليات الجراحية التجميلية الباهظة الثمن، والتي يتم إجراؤها خارج الوطن غالبا، مع كل ذلك، إلا إن الإقبال من طرف الفتيات وبعض السيدات على هذه المستحضرات، أمر يثير الاستغراب فعلا، والأكثر من ذلك، أن كثيرات ينصحن بها بعضهن البعض، ويثقن ثقة عمياء في هذه المنتجات وفيما يقوله لهن بعض باعتها، عن مدى فعاليتها ونجاحها، دون الانتباه إلى مخاطرها أو آثارها الجانبية، التي قد يتعرضن لها بعد استعمالها، خاصة وأنها تمس مناطق حساسة في الجسم، لاسيما وانه يجهل طريقة تصنيعها، ولا المكونات التي تدخل في تركيبها، ومن المعلوم لدى الكثيرين الآثار غير الصحية المترتبة عن استعمال مثل هذه المستحضرات، وعلى رأسها التسبب في تلف وحرق البشرة، أو الإصابة ببعض الأمراض الجلدية الخطيرة، وحتى أنواع من السرطانات المميتة، وعلى رأسها سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، وهما أكثر أنواع السرطانات المنتشرة في الجزائر، وتصيب شريحة واسعة من السيدات. صاحب أحد هذه المحلات بسوق بن عمار بالقبة، قال أن هنالك إقبالا كبيرا عليها من طرف الفتيات تحديدا، خاصة المقبلات على الزواج، لاسيما وان أسعارها مناسبة، أما عن آثارها الجانبية، فقد قال انه إلى حد الآن لم تعد أي من زبوناته لتشتكي منها، رغم انه نفسه لا يدرك فعاليتها، وانه يقوم باقتنائها من أسواق الجملة الخاصة ببيع المواد التجميلية، أما عن الصور المخلة بالحياء المعروضة على أغلفتها، فقال أن الأمر يتعلق بالتجارة، وانه لا حياء في ذلك مطلقا.