كنا ولا زلنا ننبهر دائما بكل ما هو غربي ومستورد لا سيما إذا تعلق الأمر ب "الماركات" المشهورة الخاصة بمستحضرات التجميل، وننبذ بالمقابل كل ما هو مصنوع محليا بحجة أنه يفتقد إلى الجودة، إلا أن صيدلانية جزائرية قررت رفع التحدي والرهان على المنتوج الجزائري، فأنتجت مجموعة من المستحضرات الصيدلانية التجميلية مصنوعة بأياد جزائرية من مواد أولية فرنسية، تراهن بجودتها وبأسعارها التنافسية. وفي هذا السياق، تقول السيدة حساين غربي فائزة، صاحبة المشروع، إن الفكرة بدأت عندما كانت تشتغل صيدلانية في أحد الأحياء الشعبية الفقيرة بوهران ولمست عجز فئة كبيرة من سكانها عن اقتناء مواد صيدلانية تجميلية مستوردة، وطلبها الدائم لبديل محلي ولا سيما أحد المستحضرات الخاصة بتساقط الشعر الذي كان باهض الثمن، فقررت أن تغامر وتبادر بإنشاء أول مخبر ينتج مواد صيدلانية تجميلية محلية من حيث الصنع، فرنسية من حيث المواد الأولية، تكون أقل تكلفة من تلك المستوردة. "لقد كانت بداية انطلاق المشروع عام 2003 صعبة للغاية، فقد كنت أجلب مواد أولية من فرنسا واتّبع وصفات بمقادير معينة، ولم أتحصل على التركيبات النهائية الموجودة حاليا في السوق إلا بعد القيام بتجارب عديدة كلفتني الكثير من الجهد والوقت والمال"، تقول المتحدثة. وتتمثل هذه المنتجات في مجموعة متكاملة من المستحضرات الصيدلانية التجميلية (P2) تتضمن 13 نوعا، وهي غسول مضاد لتساقط الشعر وآخر مضاد لقشرة الشعر وآخر خاص بالشعر الجاف والدهني، بالإضافة إلى صابون كبريت سائل، وزيوت وأقنعة مقوية للشعر وأخرى للترطيب، وكريمات الليل والنهار والشمس وغيرها. وعن خصوصية مستحضراتها التي تباع حصريا في الصيدليات، أكدت السيدة فائزة أنها اعتمدت في تصنيع منتجاتها على فكرة أساسية وهي أن الجمال والصحة شيء واحد، فلا جمال بدون صحة ولا صحة من دون جمال، ما جعلها تركّز على صناعة تركيبات مضادة للحساسية وطبيعية إلى أقصى حد بالاعتماد على أقل نسبة من المواد الكيماوية التي قد تؤثر سلبا على البشرة والشعر، مشيرة إلى أن أهم ميزة سعت إلى تحقيقها هي اعتماد أسعار تنافسية تكون في حدود قدرة الفقير، حيث لا يتجاوز سعر الغسول العادي 130 دج، والمضاد لتساقط الشعر 200 دج، أما الكريمات فلا تتعدى أسعارها 30 دج. وفيما يتعلق بمشاريعها المستقبلية، تقول المتحدثة إنها تنوي توسيع مجموعتها وإضافة مستحضرات صيدلانية، منها كريمات لمعالجة البقع في البشرة والوجه وأخرى مضادة للتجاعيد، كما تخطط لفتح نقاط بيع خاصة بمنتوجاتها في المدن الكبرى، تكون بمثابة مراكز للإرشاد والنصائح الخاصة بالاستعمال الصحي لمختلف المستحضرات التجميلية. إيمان بن محمد:[email protected]