تجار ينتهزون الفرصة لتحقيق الربح يستبق الكثير من الباعة الدخول المدرسي الذي ما يزال يفصلنا عنه قرابة الشهر، حيث ومنذ أيام عديدة وهم يعرضون مختلف الأدوات المدرسية للبيع، فمثل هذه المناسبات تعد فرصة ذهبية لتحصيل الربح الوفير، ومن جهة أخرى فإن أولياء الأمور يستغلون هذه الفرصة أيضا من أجل شراء بعض الأدوات اللازمة كالمحافظ والمآزر وبعض الكراريس أيام العطلة الصيفية، حتى يتمكنوا من ادخار بعض المال، خصوصا مع تقارب مناسبتي الدخول المدرسي وعيد الأضحى المبارك. عتيقة مغوفل يعتبر سوق ساحة الشهداء المشهور بسوق (لالاهم) من أكبر الأسواق الشعبية على مستوى الجزائر العاصمة، والذي يجد فيه المواطن وخصوصا العنصر النسوي ضالته لتوفره على كل شيء ملابس، أواني، أحذية وحتى الأغطية والعطور، فالكثير من النسوة يأتينّ إلى هذا السوق من عدة بلديات العاصمة فكل أيام الأسبوع تجده يعج بالزبائن حتى ولو بلغت درجة حرارته 40 درجة مئوية، وهو الأمر الذي يجعل الكثير من الباعة يقومون باختيار هذا السوق بالذات لعرض مختلف بضائعهم، فبعد أن نفدت المحلات المخصصة للتأجير داخل السوقين معا، يقوم الكثير من هؤلاء بعرض سلعهم بطريقة فوضوية فوق الأرصفة المجاورة للسوقين الرئيسيين. الأدوات المدرسية تغزو الطاولات مبكرا ومن بين السلع المعروضة هناك والتي لاحظنا انتشارها منذ الأسبوع الأخير لشهر رمضان الأدوات المدرسية، فكثير من الباعة يفترشون الأرصفة بمحاذاة السوق ويعرضون المآزر والمحافظ، لكن لم يكن الإقبال كبيرا على هاته السلع في أواخر رمضان والسبب معروف إقبال الناس على شراء ملابس العيد وأدوات الحلويات، ولكن هذه المرة يقوم العديد من الأولياء بالتقرب من هذه السلع من أجل شراء الأدوات المدرسية مبكرا وحتى لا يصطدم مصروف الدخول المدرسي بمصروف شراء أضحية عيد الأضحى المبارك. وقد قامت (أخبار اليوم) بالتقرب من هؤلاء الباعة من أجل معرفة أسعار هذه الأداوت المدرسية، وهل حقا أنها منخفضة مقارنة بأيام الدخول المدرسي؟ التي تعرف لهيبا كبيرا في الأثمان تثقل كاهل المواطن دوما. محافظ ب2000 دينار ومآزر ب1500دينار (كمال) أول بائع وقفنا عند سلعته المعروضة المتمثلة في المحافظ والمآزر كان جالسا يقرأ إحدى الصحف الوطنية، وذلك حتى يملأ فراغه، لم نجد أي زبون واقف أمامه ولو حتى للسؤال عن الأسعار، تقربنا منه شيئا فشيئا دون الإفصاح عن هويتنا الحقيقية وبدأنا نسأل عن أسعار بعض المآزر فرد علينا (المآزر الخاصة بالإناث دون 10 سنوات يبلغ سعرها 1200 دينار، ومن 10 سنة إلى غاية 16 ربيعا يبلغ سعرها 1500، أما مآزر الذكور لم يكن سعرها يختلف كثيرا عن مآزر الإناث، فمئزر التلميذ الذي دون 10 سنوات يبلغ ثمنه 1000دينار، في حين من 10 إلى 16 سنة يبلغ ثمنه 1300دينار، والجدير بالذكر أن الاختلاف الطفيف الموجود بين أسعار مآزر الإناث والذكور هو أن مآزر الإناث وردية اللون مزركشة قليلا وتتخللها بعض الرسومات على خلاف مآزر الذكور زرقاء اللون والبسيطة. أما أسعار المحافظ وحقائب الظهر وتلك التي يجرها الأطفال بواسطة عجلتين والشبيهة بحقائب السفر فإن هي الأخرى أسعارها باهظة وتفوق القدرة الشرائية للمواطن البسيط خصوصا ذاك الذي له أكثر من ثلاثة أطفال في السن الدراسي ما يستوجب عليه اقتناء الأدوات المدرسية لهم كلهم، فقد رد علينا كمال حين سألناه عن سعرها بأن حقيبة الظهر لطفل في الطور الابتدائي يبلغ ثمنها ما بين 1300دج إلى 2200 دج سواء تعلق الأمر بحقائب الإناث أو الذكور، أما بالنسبة للتلاميذ في الطور المتوسط فما فوق فإن المحافظ الخاصة بهم يقدر ثمنها ما بين 1600دج إلى غاية 4000دج وذلك راجع لشكلها وجودتها. كراريس وأقلام بأسعار ملتهبة تركنا (كمال) يواصل مطالعة جريدته ومشينا من ساحة الشهداء إلى غاية شارع العربي بن مهيدي، هناك وبهذا الشارع محل كبير معروف ببيع الأداوت المدرسية وكذا المستلزمات الخاصة بالمكاتب، بالإضافة إلى هذا فإن لهذا المحل فروع كثيرة عبر العديد من بلديات العاصمة وباقي ولايات الوطن، دخلناه ونحن نظن أننا سنجد أروقته خالية من الزبائن، ولكن على ما يبدو أن ظننا قد خاب فالمحل كان فيه عدد معتبر من الزبائن الذين كانوا يتنقلون من رواق إلى آخر ينظرون إلى مختلف السلع المعروضة هناك، ولكن والجدير بالذكر أن جل الزبائن الذين كانوا داخل المحل كانوا من ولايات داخلية جاءوا للعاصمة في عطلة وانتهزوا الفرصة حتى يشتروا كل ما سيحتاجون إليه مستقبلا، لنقوم بعدها نحن أيضا بالتجول داخل المحل من أجل معرفة الأسعار والماركات المعروضة، فكراريس 96 صفحة بلغ ثمنها 35 دج، 120صفحة45 دج، 192 صفحة 75 دج أما الكراريس الأكبر حجما فيراوح سعرها من 120دج إلى 350دج، أما عن السيالات وأقلام التلوين والمساطر وغيرها من الأدوات المدرسية التي تخص المقلمة المدرسية فيبدأ سعرها من10دج إلى غاية 250دج حسب الحجم ونوع المنتوج. وما شد انتباهنا أيضا أن أسعار المحافظ خيالية داخل هذا المحل فأصغر وأرخص محفظة يبلغ سعرها 1800دج، وذلك راجع بالدرجة الأولى إلى جودتها وجمالها الذي كان يثير إعجاب الكثير من الزبائن داخل المتجر. الفراغ من ميزانية الأدوات لتغطية ميزانية كبش العيد بعد أن سألنا عن بعض أسعار الأدوات المدرسية والتي كانت خيالية، حاولنا التقرب من بعض أولياء الأمور من أجل معرفة الأسباب التي تدفعهم إلى اقتناء الأدوات المدرسية مبكرا قبل حلول الدخول المدرسي، وجس نبضهم أيضا حول الأسعار المعروضة في الأسواق والمحلات. وكان السيد مراد رفقة زوجته السيدة ليلى أول من قابلناهما داخل متجر شارع العربي بن مهيدي، وفدا من ولاية واد سوف من أجل تمضية العطلة الصيفية في العاصمة وسيغادرانها نحو ولايتهما في 20 من أوت الجاري، كانا يقومان بشراء بعض الأدوات المدرسية لطفليهما، سألناهما عن سبب فعل ذلك مبكرا، فرد علينا الأب (مراد)، أنه جاء إلى العاصمة ثالث أيام عيد الفطر المبارك وهو يقوم بهذه الزيارة كل سنة، حين تشارف عطلته على النهاية يقوم بشراء الأدوات المدرسية من العاصمة لأنه يسطر ميزانية الأدوات رفقة ميزانية العطلة، وهكذا حين يعود إلى واد سوف يبدأ يسطر ميزانية خاصة بأضحية العيد، وهكذا يكون السيد مراد قد رتب أموره جيدا حسب تعبيره. وعلى ما يبدو فإن السيد يوسف متزوج وأب لثلاثة أطفال هو الآخر يفكر بهذه الطريقة فقد التقيناه رفقة زوجته، بساحة الشهداء وكانا يبحثان عن مئزر لابنتيهما ذات 7 سنوات، ما دفعنا للتقرب من السيد يوسف، الذي صرح لنا أنه كل سنة يقوم رفقة زوجته بشراء الأدوات المدرسية شهر أوت وهو شهر عطلتهما السنوية على اعتبار أنهما عاملان في بريد الجزائر، ففي شهر سبتمبر يعودان لعملهما وبالتالي لن يكون لهما الوقت الكافي للخروج من أجل شراء ما يحتاجه الأبناء، بالإضافة إلى هذا فإنهما ومن خلال ذلك يتفادان زحمة الشوارع والمحلات أيام الدخول الاجتماعي، كما أنهما يريدان أن يدخرا بعض المال لشراء مستلزمات عيد الأضحى المبارك.