يصنع وباء الحمّى القلاعية في الأسابيع الأخيرة الحدث في ولاية تيزي وزو على غرار ولايات الوطن، بعدما بثّ الرعب في نفوس الفلاّحين ومربّي الأبقار الذين يهدّد هذا الوباء مصدر رزقهم بالاندثار نظرا لانتشاره السريع وفتكه بالثروة الحيوانية. أفادت المصالح المعنية بأن تيزي وزو سجّلت منذ دخول الوباء إقليمها ما يقارب 200 حالة تمّ خلالها التخلّص من الحيوانات المصابة، وقد اكتشفت الحالات الأولى في الجهة الشرقية والشمالية الشرقية للولاية، إلاّ أنها وبعد أيّام فقط تمركّزت في المحور الجنوبي الغربي نظرا لانتشار عدد كبير من مربّي الأبقار والماشية في هذه المنطقة، ما أثار رعب الفلاّحين، خاصّة مع تأخّر وصول اللّقاحات وتوزيعها. وأفادت المصادر ذاتها بأن ولاية تيزي وزو ستستلم قريبا 10 آلاف جرعة لقاح موجّهة لمجابهة وباء الحمّى القلاعية، وهي حصّة أوّلية سيتمّ توزيعها عبر 12 بلدية من أصل 67 تحصيها ولاية تيزي وزو، وستكون لصالح البلديات الأكثر تضرّرا، حيث تحاول السلطات حصر إقليم انتشار المرض ومنع انتقاله إلى المناطق الأخرى، إلاّ أنه الأمر الذي لم يرح الفلاّحين الذين يتخوّفون من نفوق جميع حيواناتهم قبل وصول اللّقاحات، خاصّة وأن الداء ينتقل عبر ذرّات الهواء، وطالبوا السلطات المعنية بأخذ الأمر بجدّية أكثر، حيث طمأنتهم سابقا بعدم تنقّله إلى الماشية، إلاّ أن ولاية تيزي وزو سجّلت أولى الحالات في بلدية تيميزار التي تعدّ أكبر منطقة منتجة لحليب البقر في ولاية تيزي وزو، وكذا من أكثرها تسجيلا لحالات الحمّى القلاعية. وقد أثار هذا الوباء الخطيرة حالة استنفار قصوى، حيث لم يجد الفلاّحون من سبيل آخر سوى الاستعانة بخبرة الأشخاص المُسنّين والأخذ بطرقهم التقليدية في التصدّي لهذا الوباء الفتّاك عبر بعض الأعشاب الطبّية وتعقيم الاصطبلات بمادة الجير وغيرها رغم علمهم بعدم نفعها، لكنها تبقى أفضل من انتظار وصول اللّقاحات في أجل غير معلوم.