أبدت مالي اِلتزامها الكامل أمام الجزائر بمكافحتها للعمليات الإرهابية على ترابها والتصدّي لها، مُدينة الهجوم الذي طال دورية (المينوسما) مؤخّرا ومشيدة بالجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر من أجل لم شمل الفرقاء الماليين ووضع حدّ لحالة الاقتتال التي تهزّ شمال مالي. أشاد البيان الذي توّج أشغال الدورة السادسة الثنائية الاستراتيجية الجزائريةالمالية المنعقدة بالجزائر، بالدور الذي تقوم به الجزائر منذ اضطراب الأوضاع بمالي، علما بأن هذه الأشغال شارك فيها وزيرا الخارجية الجزائرومالي وفريق متابع للملف المالي. وتندرج جهود المجموعة في بعث السلم والاستقرار بمالي الذي يعرف نزاعا كبيرا، وفي هذا السياق نوّهت أشغال الدورة السادسة الثنائية الاستراتيجية المالية بجهود الوساطة الذي يشمل الأمم المتّحدة والاتحاد الإفريقي، فضلا عن المجموعة الاقتصادية لدول الغرب إفريقيا والاتحاد الأوروبي ومنظّمة التعاون الإسلامي وبوركينا فاسو وموريتانيا والتشاد، وبهذا فقد شكّل الاجتماع فرصة للطرفين لبحث الوضع السائد في مناطق شمال مالي منذ آخر لقاء لهما ومواصلة مشاوراتهما تحسّبا للمراحل القادمة للحوار المالي القائم في إطار مسار الجزائر. كما أعرب الطرفان -حسب البيان الختامي- عن ارتياحهما للنتائج المشجّعة لهذه المرحلة الأولى من المفاوضات التي جرت ما بين 16 و24 جويلية الماضي، والتي توّجت بالمصادقة على خارطة طريق المفاوضات في إطار مسار الجزائر والاتّفاق على وقف الاقتتال، علما بأن البيان الختامي سجّل تقييما للتطوّر الإيجابي للأوضاع داخل وخارج مالي بعد جولات الحوار الأخيرة. وفي هذا السياق، جدّد الطرف المالي التأكيد على تمسّكه بمسار المفاوضات الذي أطلق بالجزائر وعلى اِلتزامه بالعمل بصدق من أجل التوصّل إلى اتّفاق سلام شامل ونهائي في الآجال المتّفق عليها في خارطة الطريق المصادق عليها في 24 جويلية الماضي بالجزائر العاصمة حسب بيان اللّجنة، وبعد ذكر تعليمات رئيسه. وفي شقّ آخر، أدان ممثّلو الحكومة المالية الأعمال الإجرامية المتكرّرة المرتكبة في حقّ موظّفي الأمم المتّحدة، مجدّدين التأكيد على الاستمرار (في العمل سوية على رفع هذه التحدّيات بما يخدم مصلحة البلدين وكافّة دول المنطقة). كما أكّد الطرفان عزمهما على العمل معا في هذا الاتجاه طبقا للشراكة الاستراتيجية التي تمّ إرساؤها في إطار اللّجنة، مشيدين بالجهود التي تبذلها الجزائر في المجال الإنساني لفائدة سكان شمال مالي. كما ذكر البيان الختامي اِلتزام الجزائر وباماكو بالعمل سوية على تجنيد المجتمع الدولي من أجل تحسين الوضع الإنساني لهؤلاء السكان.