جددت مالي "ثقتها" في الجزائر على مبادراتها في مجال الوساطة و عبرت عن تقديرها "الكبير" للجهود التي تبذلها من أجل تحقيق السلم و الاستقرار في البلاد حسبما أفاد به اليوم الجمعة بالجزائر بيان توج أشغال الدورة السادسة للجنة الثنائية الاستراتيجية الجزائرية-المالية حول شمال مالي. و أوضح البيان أن "الطرف المالي جدد ثقته في الجزائر على مبادراتها في مجال الوساطة و في فريق الوساطة (الأممالمتحدة و الاتحاد الافريقي و المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا و الاتحاد الأوروبي و منظمة التعاون الاسلامي و بوركينا فاسو و موريتانيا و النيجر و التشاد) معبرا عن تقديره الكبير للجهود التي يبذلونها من أجل تحقيق السلم و الاستقرار". للتذكير حل الوزير المالي للشؤون الخارجية و الإندماج الإفريقي و التعاون الدولي أمس الخميس بالجزائر في إطار زيارة دامت يوما واحدا للمشاركة في اجتماع الدورة السادسة للجنة الثنائية الإستراتيجية الجزائرية-المالية التي انعقدت في بداية الظهيرة بمقر وزارة الشؤون الخارجية. و جاء الاجتماع تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و نظيره المالي ابراهيم بوبكر كايتا اللذان وضعا هذه "الآلية" لتكون بمثابة "أداة استراتيجية" لمتابعة و تطبيق اجراءات ترمي إلى البحث عن حل سلمي و مستدام للمشاكل القائمة في شمال مالي. و شكل الاجتماع فرصة للطرفين لبحث الوضع السائد في مناطق شمال مالي منذ آخر لقاء لهما و مواصلة مشاوراتهما تحسبا للمراحل القادمة للحوار المالي القائم في إطار مسار الجزائر. و بعد أن ذكر بتعليمات رئيسه جدد الطرف المالي التأكيد على "تمسكه بمسار المفاوضات الذي أطلق بالجزائر" و على "التزامه" بالعمل "بصدق" من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل و نهائي في الآجال المتفق عليها في خارطة الطريق المصادق عليها في 24 يوليو 2014 بالجزائر العاصمة حسب البيان. في هذا الصدد أعرب الطرفان عن "ارتياحهما" للظروف التي جرت فيها المرحلة الأولى من المفاوضات بين الماليين التي جرت من 16 إلى 24 يوليو الفارط بالجزائر العاصمة. كما نوها بالنتائج المشجعة لهذه المرحلة الأولى من المفاوضات سيما المصادقة على "خارطة طريق المفاوضات في إطار مسار الجزائر" و الاتفاق على "وقف الاقتتال". و تضمن البيان الختامي من جهة أخرى "اشادة" بردود الفعل الايجابية المسجلة داخل و خارج مالي بشأن النتائج المتمخضة عن هذه المرحلة. و أدان البلدان الأعمال "الاجرامية المتكررة" المرتكبة في حق عمال الأممالمتحدة مجددين التأكيد على الاستمرار "في العمل سوية على رفع هذه التحديات بما يخدم مصلحة البلدين و كافة دول المنطقة". كما أكدا عزمهما على العمل معا في هذا الاتجاه طبقا للشراكة الاستراتيجية التي تم ارساؤها في إطار اللجنة. و نوه الطرفان من جهة أخرى بالجهود التي تبذلها الجزائر في المجال الانساني لفائدة سكان شمال مالي. و حسب البيان فقد "اتفقا أيضا (الجزائر و مالي) على العمل سوية على تجنيد المجتمع الدولي من أجل تحسين الوضع الانساني لهؤلاء السكان". و أوضح البيان الختامي أن تاريخ انعقاد الاجتماع السابع للجنة سيحدده الطرفان سوية. كما استغل الطرفان الفرصة لتقديم تعازيهما الخالصة لعائلات و ذوي ضحايا تحطم طائرة الشركة الاسبانية "سويفت اير" التي كانت تستأجرها شركة الخطوط الجوية الجزائرية لضمان رحلات الخط واغادوغو-الجزائر العاصمة. و جرت أشغال الدورة السادسة للجنة الثنائية الاستراتيجية الجزائرية-المالية تحت الرئاسة المشتركة لوزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة و نظيره المالي عبدو اللاي ديوب بحضور الوزير المالي للتضامن و العمل الانساني و إعادة اعمار الشمال حمادو كوناتي.