فما أحلى منظر تلاميذ الجزائر ذاهبون وعائدون بمآزر بمختلف الألوان في كل صباح ومساء، ومع فتح المؤسسات التربوية أبوابها تعود هذه الصورة الجميلة ترافق الآباء والأمهات وهم يعلقون آمالا كبيرة على أبنائهم، التي تكبر في أعينهم يوما بعد يوم. فثيابهم الجديدة والأدوات المدرسية بالإضافة إلى المحافظ التي قررت وزارة التربية تخفيف وزنها تضفي نظرة جمالية على مظهر التلاميذ وهم يلتحقون بمقاعد الدراسة، فالأسرة الجزائرية تطمح أن تعرف المدرسة تطورا وتحسنا مستمرا للنهوض بقطاع التربية ومسيرة العصرنة والتكنولوجية . بالإضافة إلى هذا يجب على المعلم أن يقوم بدوره الأساسي بنقل المعارف والمعلومات، ويجعل تدريسه ابتغاء وجه الله تعالى، وعليه أن يحكم ضميره لتأدية رسالته لأنها أشرف رسالة عرفتها البشرية، كما يجب على المعلم أن يكون فصيح اللسان واضح الصوت، ويعرف كيف يخرج الحروف من مخارجها الصحيحة، فيجب عليه أن يجعل همه الوحيد التمكن من مادته بذكائه وسعة أفقه ويقظة عقله. كما ينبغي على المعلم في مدارسنا أن يقوم بتطوير نوع الخدمة المتاحة لأبنائنا من الحرية والتفكير والتعبير عن النفس، لأن الكثير من المعلمين لا يفتحون باب النقاش اختصارا للوقت، فمشاركة الطالب في هذه العمليات تساعده في استرجاع المعلومات وكسب الثقة في نفسه. فقد يكثر المعلم من الإلقاء وتوجيه الأوامر والتعليمات والتوبيخ والتهديد، وقد يستخدم عبارات الاستحسان والتشجيع وتقبل الأفكار، فالحالة الأولى لا يتفاعل التلاميذ معه أما الحالة الثانية فيكون الاستعداد أكثر للتفاعل معه والنشاط بينهم، ونجد المواقف ذات قيمة وذات معنى بالنسبة للتلاميذ هذا واجب ما يشعرون به للإقدام والمشاركة في الدروس المقدمة، ومن هنا يتعلم الطالب كيف يجيب وكيف يعمل. إن الاقتراب من التلميذ وفهمه بصورة أفضل وسعيه إلى اكتساب ثقته يعد هذا الأسلوب الناجح لحل الصعوبات التي تقف حائلا دون استغلال قدراته وإمكاناته، كما نلاحظ أن المعلمين كثيرا ما يصنفون التلاميذ بتصنيفات مختلفة، غير معقولة، وفي هذه الحالة يبدو أن المعلم قد يكون أصدر أحكاما غير موضوعية، فهذه العوامل المتعددة تؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس. فجرح مشاعر التلميذ أمام زملائه يؤدي به إلى الخوف من المشاركة في الدروس، والخوف من الفشل في الدراسة، كما أن الخلافات الأسرية وأساليب التربية السائدة، عدم وجود تعاون بين الأسرة والمدرسة وكذلك القلق والتوتر، مع انتهاج أسلوب العقاب البدني والتحقير بالألفاظ كلها قد تؤدي إلى تحطيم شخصية الطفل. بعض التلاميذ لا يستطيعون التعلم عن طريق أساليب التدريس العادية ولكنهم ليسوا متخلفين، فإن الصعوبات التي تلاقيها هذه الفئة يمكن أن تكون ذات أثر مدمر وهدام على الطفل وشخصيته وتقدمه الدراسي. وهؤلاء الأطفال تحصيلهم في القراءة أقل بصورة كبيرة عما هو متوقع بالنسبة لعمرهم العقلي وسنوات تواجدهم في المدرسة وغالبا ما يكون تحصيلهم الدراسي متدنيا. لذلك ينبغي على المربين الالتزام بالانضباط في توجيه التلاميذ لأن ذلك من شأنه المساهمة في تقوية شخصية التلميذ، فالمدرسة بطبيعتها مؤسسة اجتماعية تزود الأفراد بالمهارات الأساسية التي تعمل على تطوير المجتمع واستمراره في الحياة.