لاحظنا أن معظم الأمهات والآباء في تلك الأيام لسبب أو لآخر يفتقرون إلى طرق الكشف والبحث عن المواهب عند أطفالهم، وبالتالي فالمواهب تضيع ولا يظهر عندنا مكتشفين أو مخترعين أو الأبطال الذين سمعنا عنهم على مر العصور. لذا كان لا بد من وقفه في هذا الموضوع كي نعيد بناء أمتنا ونخرج منها موهوبين في شتى المجالات، ولهذا أحضرت لكم بعض المواضيع المهمة منقولة عن الكاتب الأستاذ محمد سعيد مرسي. لماذا صناعة الموهوبين ؟ إن الاهتمام بصناعة الموهوبين هدف أسمى يحتاج إليه الآباء مع أبنائهم، وذلك للأسباب الآتية : 1 – الموهوبون قوة مجتمعية هائلة يمكن أن تعمر المجتمع وترفع رايته خفاقة عالية إن وجهت توجيها سليما وتمت رعايتها على نحو أمثل. 2 – تتمايز الأمم عن بعضها وتتفوق بقدر ما فيها من اهتمام بالمتميزين من المتفوقين والعباقرة والموهوبين وأصحاب القدرات الخاصة. 3 – بصناعة الموهوبين يكون سد العجز فيما ينقص الدولة من تخصصات وإمكانات واحتياجات في جميع المجالات 4 – الموهوبون هم عنوان المستقبل وخريطة العالم في السنوات المقبلة. 5 – إيجاد البدائل الهادف النافع وطمس معالم الفساد ومظاهر الرذيلة والانحلال من خلال الاهتمام بصناعة الموهوبين، وانظر أخي الحبيب إلى رسام موهوب كفلان وفلان وتأمل مدى تأثيرهم السيء على الناس بأفكارهم والتي زينتها أعمالهم المبدعة الرائعة، ومثلهم المغنون والممثلون وكيف يتأثر الناس بهم واسأل نفسك ماذا لو كانوا جميعا يهدفون لتفريغ موهبتهم فيما ينفع ويصلح، وكيف سيتغير حال المجتمع عندئذ؟ 6 – رعاية الموهوبين توفر للمجتمع نبعا متدفقا من الموارد البشرية المتميزة والقادرة على العطاء والإسهام في حل المشكلات التي تواجه المجتمع وهم أساس كل نشاط اقتصادي أو اجتماعي فهم المخترعون والمبدعون. 7 – أساليب الرعاية الأسرية والمدرسية أساليب تقليدية تعيق إلى حد كبير بروز طاقات الموهوبين ولا تحقق طموحاتهم لأنها تهتم بالجانب النظري دون الجانب التطبيقي، ولا تثير التفكير الحر، ولا تتحدى القدرات خاصة مع وجود الصرامة وطرق التدريس التقليدية التي تساعد على خمول القدرات والمواهب الكامنة. 8 – إن بداخل كل طفل كنزا خفيا، ومسؤوليتنا كمجتمع هي اكتشاف هذا الكنز وتنمية المواهب الكامنة به ومن هنا يصبح التحدي الحقيقي هو أن نكتشف كل طفل ونساعده على اكتشاف نفسه وإمكاناته ونوعية الموهبة التي يتميز بها، وأفضل أنواع التعليم هو التعليم الذي يخاطب حاجة دفينة في الإنسان والذي يشبع حاجاته ورغبته الملحة في المعرفة والذي يثير حماسه ودهشته، ذلك هو التعليم الذي يؤدي إلى معرفة وخبرات مستديمة وعميقة. 9 – أثبت لنا تاريخ الحضارة الإنسانية أن الاهتمام المبكر بالأطفال الموهوبين لابد أن يعود على مجتمعهم بالكثير من الفوائد، وقد تنبه إلى ضرورة توافق عملية التعليم مع قدرات الطفل عدد من عظماء القادة والمفكرين، فبعد أن ألح أفلاطون على ضرورة عزل الأطفال الموهوبين وتنشئتهم في أجواء خاصة بهم، تم تطبيق هذه النظرية مرات عدة على أرض الواقع، إذ يذكر لنا التاريخ تجربة السلطان العثماني مع الفاتح، والذي استفاد جيدا من تجربته الخاصة، عندما حظي باهتمام بالغ منذ نعومة أظافره بتوجيهات من والده ومن أستاذه العظيم آف شمس الدين، مما ساعده على إطلاق مواهبه الفذة التي تنوعت بين إتقان اللغات والشعر والخط العربي، وبين القدرات القيادية والعسكرية التي وضعت اسمه في سجل عظماء التاريخ الانساني، فقد أنشأ هذا السلطان مدرسة خاصة بالأطفال المتميزين، ووضع لروادها شروطا صعبة تتطلب التميز في الذكاء والقوة الجسدية، وقد نجحت هذه المدرسة فيما بعد بإمداد الدولة العثمانية بكفاءات إدارية عالية، كان لها دور مهم في نهضة البلاد إبان القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. وفي العصر الحديث بدأ الاهتمام بالأطفال الموهوبين مع إنشاء المعهد الحديث، بدأ الاهتمام بالأطفال الموهوبين مع إنشاء المعهد القومي لرعاية الموهوبين في الولاياتالمتحدة عام 1957 ، والذي بدأ عمله برعاية أكثر من خمسين ألف طفل موهوب يمثلون عددا من الولايات الكبرى ، ثم سرعان ما انتشرت فكرة رعاية الموهوبين في الدول الصناعية الكبرى، ومنها إلى الدول الاشتراكية التي تجاهلت فلسفتها في رفض مبدأ التمييز بين أفراد الشعب.
أدوار هامة أولا: دور البيت البيت هو المحضن التربوي الأول والاهم للطفل وفيه يتم اكتشاف موهبة الطفل وتنميتها، وفيه أيضا يكون دفن الموهبة بعد إماتتها والقضاء عليها 000 كل ذلك يحدث نتيجة علم الآباء والأمهات أو جهلهم بالدور المنوط بهم كمربين لهذا الطفل ونستطيع أن نوجز دور البيت في رعاية الموهوبين في النقاط التالية: 1 – أن يفهم البيت أهمية الموهبة وأساليب اكتشافها وتنميتها من خلال مادة هذا الكتاب أو القراءة عن هذا الموضوع في مصادر أخرى. 2 – التعاون مع المدرسة للعناية بالطفل الموهوب ورعايته، وفق أسس تربوية سليمة. 3 – بذل الجهد والمال على الطفل الموهوب من اجل رعايته وذلك من خلال إلحاقه بإحدى النوادي أو الهيئات المتخصصة في موهبته وجلب مدرس له تبعا لموهبته، وإدخاله مدرسة للموهوبين أو ماشابهها إن أمكن. 4 – عمل دفتر أو أجندة أو ملف خاص يتم تخزينه بالحاسب الآلي، ويتم من خلاله كتابة كل ما يخص طفلهم الموهوب من صفات وتطورات وخبرات وتجارب بذلك معه، وغير ذلك بحيث يكون بمثابة الأرشيف لرعاية موهبته. 5 – مكافأة الطفل على جهوده الإبداعية بتشجيعه، والثناء عليه وبمشاركته سروره ومتعته، وتقدير نتائجه الإبداعية حتى ولو لم تصل إلى مستوى الكبار، فما نبديه من سرور وإعجاب لما ينجزه أو يقوم به يشجعه على الاستمرار في التجربة والمضي فيها، إما إذا قوبل باللامبالاة وعدم الاكتراث فقد نثبط همته، ونقلل من احتمال بروق ومضاته الإبداعية. 6 – تزويد الطفل بالكثير من المواد البسيطة النافعة ، وتشجيعه على استخدامها وتفحصها دون رقابة دائمة ونقد مثبط، أو خوف من أن يؤدي استخدامه لها إلى إتلاف بعضها أو العبث بنظافتها مما يسبب له التأنيب وإذا حفزت طفلك على أن يكون حرا في تصرفه في هذه المواد البسيطة تكونت لديه رقة الشعور ورهافة الإحساس والإطالة في التفكير، والمرونة في العمل، وهذا كله من ضرورات الفكر المبدع في جميع الحقول والميادين. 7 – تشجيع الطفل عندما تظهر موهبته وعدم إهماله كي لا يشعر بالخيبة والإحباط فرغبة الأب أو الأم في النوم لا تكون مسوغا لإخراس الطفل الذي يغنى أو يقلد أحدا، وان الطفل عندما يكتب أو يرسم على الحائط يمكن توجيهه برفق لان يرسم ويكتب على ورق ويتم إحضار الورق والألوان الجذابة له كي ينمي موهبته، إذن تشجيع الطفل والرفق به طريق مهم لتنمية موهبته. 8 – يقع بعض الآباء والأمهات في خطأ قولبه أبنائهم أي جعلهم في قوالب خاصة تخدم فكرهم وميولهم لا ميول أبنائهم، فتجد أستاذ الجامعة لا يفكر إلا في تفوق ابنه وإدخاله كليته ليتخرج مثله أستاذا في الجامعة فيكون بمثابة استنساخ إنسان مثله تماما، أما البحث عن استقلالية الطفل وموهبته التي قد تختلف عن أبيه فهو للأسف مرفوض عند هذا النوع من الآباء . 9 – الإكثار من الأمر والنهى داخل الأسرة أمر محبط مقيد ومعوق للطفل وهو يقتل الإبداع عنده ، وتصل إلى الطفل رسالة مفادها إلا تستخدم عقلك فنحن نفكر لك ، وتصرفاتك تكون تبعا لما نريد نحن وأنت كالدمية لا إرادة لك ولا عقل. 10 – الحوار في البيت من مولدات الأفكار وبدونه تضمر العقول ويقتل الإبداع وتدفن المواهب. 11 – لا يجب أن يسخر بعض الآباء والأمهات من مواهب أبنائهم وقدراتهم وهذا يعود إلى قلة خبرتهم بمتطلبات الطفل المبدع والموهوب فيسخر بعضهم من صوت ابنه وثان من رسمه وثالث من خطه وآخر من تقليده للآخرين مما يحبط الطفل ويقتل فيه الموهبة حتما. 12 – من المهم الجواب عن أسئلة الطفل بلا كذب أو مخادعة أو ضيق أو ملل حتى تتحقق للطفل رغبته من غريزة حب الاستطلاع ويتفتح عقله على العالم من حوله. 13 – أن تكون العاب الطفل مشجعه ومحفزة لقدراته العقلية ، دافعة إياه إلى تفسير الأمور منطقيا كما في بعض الألعاب الرياضية والحسابية. 14 – إعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن نفسه من خلال الكلام والرسم والتخيل. 15 – السماح للطفل باللعب بجميع أنواعه وبآدابه وقواعده التي ذكرناها في كتابنا ( اللعب متعة الطفل). 16 – تشجيع الطفل في الاتجاه الذي يهواه ويميل إليه مالم يكن حراما أو فيه ضرر أو خطر. 17 – تشجيع الطفل على القيام بالأنشطة التي تشبع حاجته العلمية مع السماح له بالتجريب المشوق والمثير للتحدي حسب قدراته حتى ينجح فيه ويتقدم لما هو أكثر تعقيدا. 18 – العمل على تعويد الأبناء التمثيل التلقائي الذي ينطلق فيه الطفل دون الاستعانة بنص محدد أو ملقن يعطيه المعلومة ، ويتحقق فيه التعبير التلقائي الحر، بالإضافة إلى التنفيس عما في نفسه من شحنات انفعالية كأن يمثل مديرا لإحدى الشركات، أو محاميا يترافع أمام المحكمة أو شرطيا ينظم المرور أو زعيما تاريخيا، أو قائدا عسكريا أو أبا أو أما. 19 – الصبر على الطفل عند تلقينه ، وتعليمه أو اللعب أو الحديث معه. 20 – في كل الألعاب أو الأنشطة التي تمارسها مع أطفالنا يجب أن يكون الطفل سعيدا ومستمتعا بها ، فذلك يساعده على التعلم واكتساب مهارات جديدة، دونما ضغط أو شعور بعدم الارتياح. 21 – التعامل مع الطفل بلين ومرونة، فلو أن طفلا قام بفك سيارته ليكشف ما بداخلها وكثير من الصغار يفعل ذلك فلا ينبغي حينئذ معاقبته والانتقام منه واتهامه بالعدوانية، بل يجب تعليمه كيفية فك السيارة بشكل صحيح وتعريفه ما بداخلها، ثم تركيب أجزاء السيارة وإعادتها كما كانت، ولو افترضنا أن السيارة قد فسدت ولم يعد بالإمكان إعادتها كما كانت فهو أمر هين مقارنة بتحطيم موهبة الطفل وإصابته بالإحباط، ويمكن بعد ذلك أن نشترى له من الألعاب ما يسهل فكه وتركيبه أو إشباع هذه الرغبة عنده بالعاب مثل البازل والمكعبات وما شابهها أن كانت تناسب سن الطفل وميوله. 22 – قد تحدث بعض الفوضى مع بعض المواهب كالرسم والتلوين، والعلاج عندئذ لا يكون بالمبالغة في الحفاظ على النظام والنظافة بقدر العمل على دوام استمتاع الطفل بالرسم وخلط الألوان مع بعضها وبملء الغرفة بالصور والرسومات فتشجيع الطفل أولى من انتقاده وفقدان الصبر معه. 23 – ينبغي عدم المبالغة عند مقارنة الطفل بغيره أن بانت موهبته، كما ينبغي كذلك عدم التقليل من شأنه والأفضل في جميع الحالات هو التعامل معه على انه طفل بكل ما تحمله الكلمة من معنى. 24 – من العوامل التي تؤثر في الحد من ظهور إبداع الطفل عدم توافر الإمكانيات والوسائل اللازمة لتنمية استعداداته الإبداعية المتمثلة في علاقة الأسرة بالكتاب والمجلة والجريدة وتوافرها داخل الأسرة، كما أن عدم توافر الإمكانات المناسبة من العاب وأجهزة مسموعة ومرئية وحاسوب وأدوات مختلفة كل هذا يسهم في إعاقة الإثارة العقلية للطفل وفي إعاقة قدح زناد شرارة الإبداع في مجالات العلم أو الأدب أو الفن. 25 – هناك أساليب غير ملائمة كان نجد الوالدين يشجعان قدرات التحصيل التقليدي المبنى على التلقين والقائم على الحفظ، ويقللان من شأن قدرات الابتكار والمواهب والإبداع الخاصة التي تتجلى في الأنشطة غير المدرسية. 26 – يجب أن ينظر الآباء إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة لا أن ينظر له من زاوية واحدة، فلا يجب أن يكون غالب تركيزنا على القدرات العقلية، بل يجب أن ينظر إليهم على أنهم يشبهون الآخرين العاديين في حاجاتهم الأساسية وعلاقاتهم الاجتماعية، ومن المهم أن يدرك الآباء أن سرعة نمو الأطفال الموهوبين من النواحي الانفعالية والاجتماعية قد لا توازى سرعة نمورهم العقلي.
27 – قد يكون للآباء دور ايجابي في تنمية الحس الجمالي والقدرات الابتكارين في ثنايا الأحداث اليومية التي تمر بنا ولا نلاحظها أو نتأملها، فالمناظر الخلابة والحدائق الجميلة والطيور والأسماك والسحب والأشجار وأبيات الشعر والقصص الجميلة والروايات التي تبدو لنا أشياء عادية وخبرات حسية من خلال النظرة العادية، يمكن أن تكون مثيرات عقلية قوية للطفل إذا ركز عليها الأب وتجاوز النظرة التقليدية المعتادة إلى لحظة تأملية واعية مقصودة يسرح فيها للطفل مكونات المشهد واكتشاف الجوانب الجمالية، فإن هذا يساعد الطفل في التعبير عن قدراته ومواهبه ويساعد الأب كذلك على اكتشاف المواهب الكامنة في ابنه من خلال قدرته على الاستجابة في التفاعل مع الموضوع حتى تتحول هذه الأشياء إلى شعر أو إلى منظر خلاب أو نغم جميل. 28 – حاول اخى المربي أن تسجع طفلك بلقب يناسب هوايته وتميزه ، ليبقى هذا اللقب علامة للطفل ، ووسيلة تذكير له ولمربيه على خصوصيته التي يجب أن يتعهدها دائما بالتزكية والتطوير مثل عبقرينو – نبيه – دكتور – النجار الماهر – مصلح – فهيم. 29 – قد تبدو على الطفل علامات تميز مختلفة ، وكثير من المواهب والسمات فيجدر بالمربى التركيز على الأهم والأولى وما يميل إليه الطفل أكثر لتفعيله وتنشيطه من غير تقييده بالرغبة الخاصة للمربى. 30 – تقديم المثيرات المتنوعة والكثيرة التي تتيح للأطفال فرص الابتكار، وتتمثل المثيرات المتنوعة في حياة الطفل في عدة جوانب منها: توفير عدد مناسب من اللعب المتنوعة وممارسة الألعاب المسلية مع الوالدين أو الأشقاء أو جماعة الأقران، ومشاهدة قصص الأطفال سواء من خلال المجلات المصورة أو من خلال التلفاز أو سماعها من خلال المذياع ومشاهدة برامج الأطفال التلفازية المتاحة بما تحتويه من أناشيد وقصص وألعاب. ومن هذه المثيرات تناول بعض الأشياء والتفكير فيها ومحاولة رسمها بالألوان على ورق الرسم وزيارة المتاحف والمعارض والحدائق العامة وأحداث الحيوان. 31 – تنمية حب الاستطلاع عند الطفل وجعله يكتشف الأفكار بنفسه فالثقة بالنفس وحب الاستطلاع والابتكار يتفاعل مع بعضها مع بعض هؤلاء الأطفال يجدون في اكتشاف الأشياء والمواقف والمعارف نوعا من التعزيز يسهم في مزيد من الرغبة في الاكتشاف والمعرفة وحب الاستطلاع والابتكار، والأطفال الذين يكافئون لحب الاستطلاع سوف يستمرون في ذلك والأطفال الذين يعاقبون عندما يقومون بالاستكشافات وتفحص الخبرات الجديدة سوف تنشأ لديهم اتجاهات تحد من نشاطهم وسيفشلون فى تنمية القدرات التي تقود إلى الثقة بالنفس والى الابتكار، فينبغي على الوالدين احترام محاولات الطفل التى تصدر منه لمعرفة ما يدور حوله، واحترام أسئلته وتشجيعه على الاستفسار، واستغلال حبه للاستطلاع وميله للاستفسار وتوجيه الأسئلة بان يجعلا هذه الأسئلة أداة لحفزه على التفكير والاستبصار مع مراعاة عدم اللجوء في جميع الأحوال إلى تقديم الإجابات أو الحلول بصورة مباشرة وهذا تحد هادف لقدرات الطفل الابتكارية. 32 – تحلى الآباء بالصفات والقدرات الابتكارية، إذ يشجع هذا أطفالهم على أن يقلدوا ويتوحدوا مع آبائهم في هذه القدرات، فالآباء الذي يهمهم تنمية قدرات الابتكار عند أطفالهم غالبا ما ينسون انه يمكنهم أن يكونوا نماذج في هذا المضمار، فالطفل الذي يرغب في الوصول إلى أهداف محسوسة ولا يعرف كيف يحققها سوف يحاول الوصول إليها بان يجعل من نفسه شبيها لمن يكبرونه سنا ولديهم هذه الصفات، فالقدرات الابتكارية يمكن نقلها عن طريق القدوة الحسنة. ثانيا: دور المدرسة للمدرسة بعد البيت أهمية كبيرة فى رعاية الموهوبين والاهتمام بهم، إذ بهم المحضن التربوي الذي يقضي فيه الطفل ثلث يومه تقريبا وهو فى سن مبكرة من عمره، ومن هنا تأتي أهمية المدرسة فى اكتشاف الموهوبين وتنمية مواهبهم، ويمكن أن نتحدث عن دور المدرسة بشكل موجز من خلال ما يلي: 1 – التنسيق مع البيت من خلال الأخصائي الاجتماعي أو المعلم المسؤول عن الفصل وهو ما يسمى أحيانا برائد الفصل وهو ما يسمى أحيانا برائد الفصل، وذلك من أجل رعاية الطفل الموهوب، فربما يكتشف المعلم ما لم يكتشفه الآباء، والأمهات أو العكس فعندئذ تكون أهمية التنسيق. 2 – على المدرسة أن تختار بعض معلميها والذين يحملون صفات وقدرات غير تقليدية تسمح لهم بالتعامل مع الموهوبين وأن تضع لهؤلاء المعلمين برامج ودورات تدريبية تفيد فى هذا المجال. 3 – عمل ملف خاص للأطفال الموهوبين يتم فيه التعريف بهم وبالمجهودات التي بذلت معهم وكيفية التنسيق مع البيت، وصفات كل طفل وكيف نمت موهبته أو زادت قدراته أو كيف قلت أو انعدمت وأسباب ذلك بحيث يكون مرجعا للبيت وللمرحلة التالية التي ينتقل الطفل إليها، وكذلك يكون مرجعا للمعلمين الجدد ليستفيدوا من الخبرات السابقة فى التعامل مع الموهوبين وان لم تخل من العيوب. 4 – وفقا لأحدث الدراسات تبين أن نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من سن الولادة الى سن الخامسة يبلغ نحو 90٪ وفي سن السابعة تنخفض نسبة الموهوبين منهم الى 10٪ وفي الثامنة تصل الى 2٪ فقط، مما يشير إلى أنظمة التعليم ودور المدرسة في إجهاض المواهب وطمس معالمها مع أنها كانت قادرة على حمايتها وتطويرها وتنميتها. 5 – فتح سجل للتلاميذ الموهوبين، تدون فيه تطوراتهم وسلوكهم ومشاركاتهم في العمل المتميز طوال السنوات التي قضاها الطفل الموهوب فى المدرسة كالكتابة فى صحف الصف والمدرسة والخطابة فى الإذاعة المدرسية، والنشر في المجلات والمشاركة في المسابقات داخل المدرسة وخارجها. 6 – إتباع إدارة المدرسة أسلوب الجودة الشاملة فى الإدارة والأسلوب الديمقراطي فى العلاقات. 7 – الإيمان بان التميز ليس حكرا على قلة من التلاميذ ولكن يمكن للجميع الوصول إليه من خلال النمو المستمر. 8 – إيجاد جو من المرح والمرونة والحرية والحب والأمان داخل الفصل المدرسي. 9 – تخصيص حصة دراسة ولو أسبوعيا تسمى بحصة المواهب أو الأنشطة يتم من خلالها عرض الصغار لمواهبهم ويوجههم المعلم للطريق الصحيح نحو تنميتها. 10 – تخصيص معلم للقيام بمهام مشرف الموهوبين. 11 – الاهتمام بالمهارات الحياتية والربط بين المواهب ومجالات الذكاء المتعددة. 12 – تهيئة الجو العام لتنمية المواهب من خلال قيام التلاميذ بالإدارة الذاتية والتعلم الذاتي. 13 – صنع أنشطة ووسائل ومواد اثرائية تتفق مع قدرات الأطفال. 14 – توثيق الصلة بوسائل الإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتليفزيون لعرض صور وأسماء المتميزين من الموهوبين وعقد لقاءات معهم. 15 – منح شهادات تقدير من خلال حفلات سنوية للمتميزين مع دعوة أولياء الأمور لهذه الحفلات وتكريمهم لتشجيعهم على الاهتمام بأبنائهم. 16 – تخصيص جوائز قيمة للتلاميذ الموهوبين يستفيدون منها في تنمية مواهبهم. 17 – تسجيل أسماء الموهوبين فى لوحات الشرف ومجلات الحائط وإذاعة أسمائهم وعقد اللقاءات معهم عن طريق الإذاعة المدرسية. 18 – السماح للموهوبين بالاشتراك في الرحلات المدرسية مجانا. ثالثا: دور الدولة لوسائل الإعلام والمسؤولين، وللآباء والمربين فى كل مكان كي يدفعوا صناع القرار نقترح بعض الأفكار والتي قد تسهم بشكل جيد في اكتشاف الموهوبين ورعايتهم 1 – الإكثار من مدارس الموهوبين في جميع أنحاء البلاد على أن تكون مجانية أو مدعومة ويتم الاختيار فيها على أساس الموهبة لا الوساطة والمحسوبية والتي هي من أشد مظاهر الفساد وضوحا في بلادنا، وإلا يعتني فيها بالمواهب الرياضية فقط، بل بجميع المواهب الفنية والاجتماعية والإدارية والأدبية. 2 – عقد مسابقات دائمة على مستوى الدولة لاكتشاف المواهب مع رصد جوائز ضخمة لها من ميزانية الدولة وتوزيع شهادات التقدير على الفائزين من الموهوبين، فلعله يكون حافزا على رعايتهم وإفادتهم. 3 – الاهتمام الاعلامى والشعبي والرسمي بالموهوبين من خلال المدارس ووسائل الإعلام على اختلافها. 4 – توجيه المناهج الدراسية لتخدم شريحة الأطفال الموهوبين. 5 – تخصيص فصول للموهوبين في المدارس وتخصيص معلمين لم يؤهلوا تربويا وثقافيا بتكثيف الدورات لهم، وهذه الفصول حتما سوف تختلف عن فصول المتفوقين، فقد لا يكون الموهوب متفوقا دراسيا، وكذلك قد لا يكون المتفوق موهوبا. 6 – تخصيص يوم للموهوبين كيوم الأم ويوم الحب ويوم شم النسيم ويوم اليتيم ليكون يوما عالميا لاكتشاف الموهوبين ورعايتهم ويسمى يوم الموهوبين وتوجه الدولة كل أجهزتها الإدارية والإعلامية في هذا اليوم لتحقيق هذا الغرض. 7 – إقامة معسكرات دولية بدعوة من بعض الدول على أن يساهم اليونيسكو والجمعيات الأهلية في التمويل. 8 – تحفيز مكتشفي المواهب المتميزة بطرق متعددة من خلال: * إعطائهم أولوية في البعثات والاعارات الخارجية. * منحهم شهادات تقدير من كبار المسؤولين. * وضع نظام يضمن لهم الأسبقية في الترقيات عن زملائهم.