كثيراً ما نسمع في المساجد أو عند قراءة الأحاديث الشريفة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نسمع في البداية (عن البخاري) وفي النهاية (ورد في صحيح البخاري) هذه الجمل ربما تعطي بعض الأحاديث المختلف عليها القوة والشرعية وتضفي المصداقية عليها في النقل، ما يوضح قيمة ومقدار الإمام البخاري لدى جميع المسلمين الجاهل منهم والعالم، رغم مرور أكثر من 11 قرن على وفاته. حيث ولد شيخ الحديث محمد بن إسماعيل البخارى الشهير بالبخاري عام 810 ميلادية وتوفي في الأول من سبتمبر 870 في مدينة (بخاري) التي تقع الآن في دولة أوزبكستان الإسلامية أو بلاد (ما وراء النهر) في العصر الإسلامي، فقد البخاري بصره بعد ولادته كما فقد أبيه الذي كان من أهل الورع والتقوى، بعد فقد بصره أراد الله أن يكون البخاري مميزاًبفضله ووهبه نعماً كثيرة كانت أولها رد البصر بعد فقدانه، ومنذ ذلك الوقت سعى البخاري بتشجيع من والدته التي وهبته للعلم أن يجمع الأحاديث النبوية عن الرسول وما ورد عن الصحابة، وأراد البخاري أن يشبع حاجته من العلم فسافر إلى مكةالمكرمة بصحبة أمه لينهل من علم العلماء، ألف العديد من الكتب في الحديث والسنة النبوية، إلا أن حلم تجميع الأحاديث ظل يراوده منذ طلبه للحديث، وبالفعل قرر البخاري أن يخوض غمار ذلك المشروع العظيم والصعب أيضاً في سن الثالثة والعشرين. وفي سبيل ذلك الحلم قطع الإمام البخاري آلاف الأميال متنقلاً بين أقطار العالم الإسلامي متعرضًا للمتاعب والأهوال، متكبدًا المشاق الكبيرة، ربما من أجل حديث واحدٍ من أحاديث رسول الله، وقد وصل به الأمر في بعض الأحيان أن أكل الحشائش لكي يسد جوعه بعد ما أنفق كل ما معه من مال، حتى الساعات القليلة التي كان يقتنصها لينال قسطًا قليلاً من الراحة والنوم، لم يكن يترك نفسه تهنأ بها، فقد كان يقوم في الليلة الواحدة من خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة يوقد السراج، ثم يجلس يصنف ويرتب ما جمعه من أحاديث ليخرج لنا أعظم الكتب فى علم الحديث في (صحيح البخاري) الذي يتخذه العلماء سنداً في رواية الأحاديث، حيث جمع الكتاب أكثر من 6 آلاف حديث، وصنفوه أيضاً بأنه أصح كتاب بعد القرآن. حملة مسعورة إلا أنه مؤخراً شن البعض حملة كبيرة على الإمام البخاري وكتابه وحاولوا النيل منه والتشكيك في صحيحه، حيث أثارت تصريحات أحد الخطباء والذي يدعى محمد عبد الله، خطيب التحرير، ضد كتاب صحيح البخاري والتي شن فيها هجومًا حادًا على كتاب صحيح البخاري وتوثيقه للأحاديث النبوية المسجلة فيه عن الرسول، وقوله (صحيح البخاري مسخرة للإسلام والمسلمين)، وأن عذاب القبر ليس من الثوابت ردود أفعال واسعة ونقدا من جانب الجهات المعنية بالإفتاء والخطابة ووزارة الأوقاف والأزهر في مصر. حيث ردت وزارة الأوقاف قالت إن المدعو محمد عبد الله نصر الشهير ب(ميزو) لا علاقة له بالأوقاف من قريب أو بعيد، وحديث أمثاله من الجهلاء باسم الدين عار على الثقافة الإسلامية. وناشدت الوزارة، في بيان لها وسائل الإعلام، أن تراعي الظروف الصعبة التي تمر بها بلدنا وأمتنا العربية كلها، والتى لا تحتمل استضافة أمثال هؤلاء الجهلة الذين لا صفة لهم سوى محاولة المتجارة بالدين أو بالزي الأزهري، شأنهم في ذلك شأن المتطرفين سواء بسواء. فيما قرر الأزهر الشريف إطلاق اسم (الإمام البخاري) على إحدى القافلات القادمة لعلماء الأزهر الشريف والتي تجوب محافظات الجمهورية لإلقاء الدروس الدينية وخطبة الجمعة. وأوضح الأزهر في بيان له أن القرار يأتي ردا على افتراءات بعض الجهَلَة على المقام العلمي للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى سنة 256هجرياً، وصحيحه الذي أجمع علماء الأمة أنه أصحّ الكتب بعد كتاب الله ولتذكير المسلمين بفضله العلمي على الأمة الإسلامية كراوي للحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.