انتهى في منتصف ليلة الاثنين الماضي الفصل (الصيفي) لتحويلات اللاّعبين (الميركاتو)، ترى أين كانت مكانة لاعبينا المحترفين خلال هذا (الميركاتو)؟ ذلك ما سنحاول التعرّف عليه حالا من خلال هذا الموضوع. تألّق في المونديال البرازيلي وغياب عن مسرح التحويلات في نظرة خاطفة على أسماء لاعبي المنتخب الوطني الذين أبهروا العالم بمستواهم الرائع في المونديال الأخير في البرازيل ببلوغهم الدور الثاني بجدارة واستحقاق وخروجهم بوجه مشرّف في الدور ثمن النّهائي على يد البطل المنتخب الألماني بخسارتهم بهدفين لهدف بعد الوقت الإضافي، إلاّ أن هذا الوجه لم يجديهم نفعا وإلاّ كيف نفسّر قلّة التهافت عليهم إن لن نقل شبه انعدام إلى درجة أن هناك العديد من لاعبي المنتخب الوطني وجدوا صعوبات كبيرة في إيجاد فريق يلعبون له، بل أكثر من ذلك فضّلت بعض الأندية الاستغناء عن البعض منهم، فيما راح البعض منها يطلب من اللاّعبين الجزائريين إيجاد فِرق ليلعبوا لها. وبين هذا وذاك تاه بعض لاعبي (الخضر)، الأمر الذي قد يؤثّر سلبا على أدائهم مع المنتخب الوطني خلال المباريات التصفوية المؤهّلة إلى كأس أمم إفريقيا المقرّر إقامته بالجارة المغرب مطلع العام المقبل 2015. وكان الثنائي جمال مصباح مدافع بارما الإيطالي ونبيل غيلاس مهاجم بورتو البرتغالي آخر من أغلق سوق الانتقالات الصيفية بانضمامهما على الترتيب إلى جنوى الإيطالي وقرطبة الإسباني على سبيل الإعارة. سفير تايدر.. فشل إعارته من إنتر ميلان إلى ساوثامبتون فاجأ لاعب الوسط سفير تايدر الجميع بإعلان فشل إعارته من إنتر ميلان الإيطالي إلى ساوثامبتون الإنجليزي لينتقل إلى ساسولو الإيطالي لمدّة موسم واحد. علما بأن سفير تايدر ما زال يعدّ في منظور الصحافة الإيطالية من بين أحسن اللاّعبين في البطولة الإيطالية (الكالتشيو)، وقد تساءلت الكثير منها عن سرّ تراجع مستواه خلال الأشهر الأخيرة بدليل أنه لم يتمكّن من فرض مكانته في المنتخب الوطني خلال المونديال الأخير، وهو الأمر الذي دفع إدارة الإنتر إلى تدوين اسمه ضمن اللاّعبين غير المرغوب فيهم، فرغم مشاركته ضمن ناديه في التربّص الإعدادي الأخير بالولايات المتّحدة الأمريكية وفيه خاض بعض الدقائق إلاّ أنه لم يقنع الطاقم الفنّي لنادي الإنتر فكان مُصرّا على التخلّي عن خدماته، فلم يمض يوم واحد على إعارته لفريق ساوثامبتون الإنجليزي حتى تمّ إلغاء الصفقة التي لم يفصح عن قيمتها، الأمر الذي اضطرّ إدارة الإنتر إلى البحث عن نادي آخر وخاضت سباقا ضد الساعة خلال الأمتار الأخيرة لنهاية سباق التحويلات الصيفية، لتجد له فريق ساسولو الذي وافق على ضمّه مقابل مبلغ لم يتعدَ المليون أورو. أموال قطر تبعد حلّيش من البطولة البرتغالية بعد أدائه الرجولي في المونديال الأخير، حيث قدّم ابن حسين داي واحدة من أحسن مبارياته منذ انضمامه إلى التشكيلة الوطنية قبل سبع سنوات من الآن بات الكثيرين يتوقّعون انضمامه إلى نادي أوروبي كبير. وفور خروج المنتخب الوطني من مونديال البرازيل أمام ألمانيا راحت الكثير من الصحف البرتغالية والإسبانية وحتى الفرنسية ممثّلة ب (فرانس فوتبول) و(ليكيب) تنشر أخبارا بشأن قلب الأسد رفيق حلّيش بأنه يوجد في اتّصالات متقدّمة مع أكثر من نادي إسباني وفي مقدّمتها فريق الإسبانيول، فيما ذكرت وسائل إعلام أخرى أن حلّيش قد يلعب لفريق أولمبيك مارسيليا، بينما قالت أخرى إنه على وشك التعاقد مع نادي أولمبيك ليّون. ووسط هذه الأخبار المتضاربة حول مستقبل حلّيش جاءت المفاجأة من حيث لم يكن أحد يتوقّعها وهو انتقاله إلى نادي قطر القطري دون الكشف عن قيمة الصفقة التي ما تزال محلّ إسرار النادي واللاّعب. ويرجع الفضل في مغادرة حلّيش البطولة البرتغالية نحو البطولة الخليجية التي يصفها الكثيرون بمقبرة اللاّعبين إلى المبلغ المالي الذي ناله اللاّعب، والذي يقال إنه ناهز العشرة ملايين أورو. سليماني فضّل البقاء في سبورتينغ وجابو سيبقى حبيس النادي الإفريقي إذا كان رفيق حلّيش قد فضّل الانتقال إلى البطولة القطرية من بوابة النادي القطري فإن الثنائي إسلام سليماني وعبد المؤمن جابو سيواصلان اللّعب لناديهما، الأوّل في سبورتينغ لشبونة والثاني في النادي الإفريقي التونسي. سليماني الذي قدّم مباريات في القمّة خلال المونديال الأخير وسجّل هدفين على طريقة النّجوم العالميين الكبار شأنه شأن ابن وفاق سطيف عبد المؤمن جابو الملقّب ب (ميسي العرب) كان من بين الذين هزّوا شباك منافسي منتخبنا في العرس العالمي الأخير بالبرازيل بهدف في شباك كوريا الجنوبية، إلاّ أن هذا التألّق سرعان ما زال فور إقصاء الجزائر في الدور الثاني، حيث لم يتلقّ اللاّعبين عروضا من نوادي كبيرة، كما كان منتظرا أو كما ادّعت بعض الصحافة، خاصّة صحافة (الكذب) بدليل أن اللاّعبين سيواصلان اللّعب، الأوّل لنادي سبورتينغ لشبونة والثاني أي جابو للنادي الإفريقي التونسي. وبالعودة إلى اللاّعب إسلام سليماني فقد برّرت إدارة ناديه الاحتفاظ بها لموسم آخر على الأقل بالنّظر إلى العروض الهزيلة التي توصّل بها، حيث لا تتعدّى ال 12 مليون أورو. سوداني فقد بريقه وفغولي يواصل مسيرته بفالنسيا على غرار الثنائي السالف ذكرهما إسلام سليماني وعبد المؤمن جابو سيواصل زميلهما في المنتخب الوطني العرب هلال سوداني مسيرته للموسم الثالث على التوالي في نادي دينامو زغرب الكرواتي، ويبدو من خلال الوجه الذي قدّمه ابن مدينة الشلف مع المنتخب الوطني في المونديال الأخير أنه كان بعيدا عن الآمال التي كانت معلّقة عليه فكان من البديهي أن يفقد مكانته الأصلية في ناديه الكرواتي بدليل أنه لعب مباراة واحدة فقط وبضع دقائق من سبع جولات من البطولة الكرواتية، وبالرغم من وجوده ضمن القائمة التي وضعتها إدارة ناديه لتسريحهم لكن وبسبب تدنّي مستواه لم يتلقّ أيّ عرض، الأمر الذي دفع النادي الكرواتي إلى الاحتفاظ به لعلّه يستعيد مستواه المعهود. لكن على العكس من هلال سوداني فإن زميله في المنتخب الوطني وصاحب أوّل هدف ل (الخضر) في مونديال البرازيل سفيان فغولي الذي حتى وإن فضّل البقاء في نادي فالنسيا معزّزا مكرّما بالنّظر إلى ما يلقاه من احترام وإعجاب من طرف ناديه الإسباني، إلاّ أنه لم يتلقّ هو الآخر عرضا جيّدا من نادي أوروبي كبير فكان من البديهي أن يفضّل البقاء في فريق (الخفافيش) لموسم آخر أو إلى غاية انتهاء مدّة عقده الذي سيكون في عام 2016. كادامورو يواصل اللّعب في إسبانيا وقادير يلتحق ب الليغا 2 نبقى بشأن اللاّعبين الذين تعرّضوا لداء (الفشل) خلال فترة التحويلات الصيفية الأخيرة، حيث نجد الثنائي فؤاد قادير وياسين بوطيبة كادامورو، الأوّل وبعد أن لعب الموسم الماضي بنادي ران الفرنسي معارا من نادي أولمبيك مارسيليا، وبما أنه لم يقدّم الكثير مع نادي ران كان من البديهي أن يعود إلى ناديه أولمبيك مارسيليا وفق مدّة العقد التي تربطه بهذا الأخير، ولأن قادير لا يدخل ضمن اهتمامات مدرّب مارسيليا بيلسيا فقد طلب منه البحث عن فريق ليلعب له أو البقاء خارج أسوار (الفيلودروم) هذا الموسم فاستسلم للأمر الواقع، وفضّل الانتقال إلى نادي بيتيس إشبيلية الإسباني النازل إلى الدرجة الثانية، وسيلعب ضمن المستوى الذي سينشط فيه زميله السابق في المنتخب الوطني ياسين كادامورو المنتقل حديثا على شكل إعارة من نادي ريال سوسيداد إلى فريق نادي أوسوسونا النازل هو الآخر الموسم الماضي إلى الدوري الثاني الإسباني، علما بأن هذا اللاّعب الذي تمّ الاستغناء عن خدماته في المنتخب الوطني أوّل أمس كان قد لعب الموسم الماضي على شكل إعارة فيي نادي مايوركا الذي نجا من النزول إلى الدرجة الثالثة بأعجوبة، وهو النادي الذي لم يقدّم فيه كادامورو الشيء الكثير فكان من البديهي أن يتمّ الاستغناء عن خدماته فور نهاية الموسم الماضي. يبدة وبوفرة يفضّلان الفجيرة الإماراتي تمهيدا لاعتزالهما من بين الأسماء التي غيّرت الأجواء خلال هذه الصائفة نجد الثنائي مجيد بوفرة وحسن يبدة، وكلاهما فضّل اللّعب معا في نادي الفجيرة الإماراتي. فإذا كان صخرة دفاع المنتخب الوطني مجيد بوفرة قدِم من نادي لخويا القطري فإن الثاني قدِم من نادي أودينيزي، وبما أن يبدة خاض بضع مباريات مع هذا الأخير كان من البديهي أن يتمّ الاستغناء عنه، وبعد أن أعيا وكيل أعماله البحث عن نادي يلعب له لم يجد في الأخير إلاّ الانتقال إلى نادي اسمه الفجيرة لا مكانة له حتى في البطولة الإمارتية. لذا، يمكن القول إن انتقال هذين اللاّعبين إلى نادي الفجيرة هو تمهيد لاعتزالهما اللّعب دوليا، فاللاّعب بوفرة بات على مشارف ال 35 سنة ويبدة أعيته لعنة الإصابات التي قد تعجّل بتركه الملاعب نهائيا. وعلى العكس فضّل لاعب الوسط رياض بودبوز البقاء مع نادي باستيا الفرنسي رغم تلقّيه عروضا، بينما انتقل الحارس الدولي رايس مبولحي إلى نادي فيلادلفيا بالولايات المتّحدة الأمريكية قادما إليه من نادي سيسكا البلغاري. مجّاني وبلكالام معا في نادي حليلوزيتش من بين الأسماء التي فضّلت تغيير الأجواء نجد الثنائي كارل مجّاني وسعيد بلكالام، وكلا اللاّعبين سيلعبان معا في نادي طرابزون سبور التركي الذي يشرف على تدريب المدرّب السابق للمنتخب الوطني البوسني وحيد حليلوزيتش. ويرجع الفضل في انتقال هذين اللاّعبين إلى النادي التركي إلى وحيد حليلوزيتش، مجّاني قدِم من موناكو الذي فشل فيه في فرض مكانته بدليل أنه تمّت إعارته لفريقي أولمبياكوس اليوناني وأجاكسيو الفرنسي النازل إلى الدرجة الثانية الفرنسية، فيما قدِم ابن شبيبة القبائل سعيد بلكالام من نادي واتفورد الإنجليزي، علما بأن هذا الأخير لعب له بلكالام بضع مباريات خلال الموسم الماضي. ونشير إلى أن القيمة المالية لانتقال هذين اللاّعبين إلى نادي طرابزون سبور لا تتعدّى 700 ألف أورو لبلكالام و750 ألف لمجّاني. بودبوز سيواصل اللّعب لنادي باستيا يبدو أن جمال جزيرة كورسيكا الفرنسية قد استهوت لاعب المنتخب الوطني رياض بودبوز وإلاّ كيف نفسّر بقاءه في نادي باستيا للموسم الثاني على التوالي وهو الذي قدِم إليه من نادي سوشو النازل إلى الدرجة الثانية خلال فترة التحويلات الشتوية الأخيرة؟ ابن الرابعة والعشرين عاما وبعد أن استعاد مكانته الفنّية المعهودة دفع الناخب الوطني الجديد كريستيان غوركوف إلى إعادته إلى التشكيلة الوطنية، وينتظر أن يكون ضمن الأساسيين في المباراة المقبلة أمام إثيوبيا بعد غد السبت. مبولحي من بلغاريا إلى أمريكا اسم آخر تألّق بشكل ملفت للانتباه في التشكيلة الوطنية في المونديال الأخير ونال الاحترام والإعجاب، إنه الحارس الكبير رايس مبولحي، فبعد أن كان من المنتظر أن ينتقل إلى نادي أوروبي كبير فاجأ الجميع وفضّل الانتقال إلى القارّة الأمريكية بنادي فيلادلفيا يونيون الأمريكي قادما من نادي تشسكا صوفيا البلغاري لعقد يمتدّ إلى ثلاث سنوات مقابل راتب شهري يقدّر بحوالي 500 ألف دولار. مصباح ونبيل غيلاس يأملان إحياء مسيرتهما الكروية مجدّدا قبل أن نتوقّف مع اللاّعب الاستثناء خلال هذه الصائفة في سوق التحويلات الصيفية االتي مسّت لاعبينا المحترقين يجب الوقوف مع الثنائي جمال مصباح ونبيل غيلاس، الأوّل انتقل إلى نادي سامبدوريا الإيطالي قادما إليه من نادي بارما، وهو الذي سبق وأن خاض تجربة فاشلة في نادي ميلان آسي، كما لعب الموسم الماضي معارا لنادي ليفورنو النازل إلى الدرجة الثانية الإيطالية. أمّا الثاني نبيل غيلاس البالغ من العمر 24 سنة، فقد عاد من جديد إلى البطولة الإسبانية (الليغا) من بوابة نادي قرطبة قادما إليه على شكل إعارة من نادي بورتو البرتغالي بعد أن فشل في إبراز موهبته الكروية في هذا النادي. ياسين براهيمي الاستثناء أخيرا وقبل الوقوف على بقّية تنقّلات لاعبي المنتخب الوطني في نقاط يجب أن نتوقّف مع (الظاهرة) ياسين براهيمي، حيث شكّل انتقاله من نادي غرناطة الإسباني إلى نادي بورتو البرتغالي قفزة نوعية نحو غد أفضل وبات محلّ فخر أنصار بورتو بعد أن أبهرهم بأدائه المميّز، حيث قاده بامتياز إلى دور المجموعات لأبطال أوروبا، كما قاده إلى معانقة الفوز في الجولتين الأوليتين من البطولة البرتغالية. خلاصة القول حظّ سعيد لجميع لاعبينا، وحظّ أسعد لمن هم في الطريق إلى النّجومية وفي مقدّمتهم الوافد الجديد إلى المنتخب الوطني مهدي زفان لاعب أولمبيك ليّون الفرنسي، ولا ننسى كلاّ من رياض محرز لاعب ليستر سيتي ونبيل بن طالب لاعب توتنهام الإنجليزي.