وزارة الفلاحة تحاصر وباء الحمّى القلاعية أعلن أمس الاثنين مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية كريم بوغالم عن قرار وزارة الفلاحة فتح أسواق الماشية يوم 12 سبتمبر الحالي قصد تمكين المواطنين من اقتناء الأغنام المخصّصة للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، ويستثني القرار تجارة الأبقار من أسواق الماشية إلى إشعار آخر. بوغالم كشف خلال منتدى يومية (المجاهد) أن (قرار فتح الأسواق خاص بالأغنام فقط لأن التحاليل التي تجرى يوميا أكّدت عدم إصابتها بالعدوى، لكن إلى غاية ذلك الوقت المصالح البيطرية تكثّف من عمليات المراقبة وسيتمّ اتّخاذ قرارات أخرى في حال حدوث أيّ طارئ)، وقال إن المصالح البيطرية حدّدت عدّة إجراءات تسمح بنقل الأغنام في ظروف صحّية وتقي من انتشار المرض، حيث يشترط حصول المربّي على شهادة صحّية تمنح له من طرف بيطري متخصّص تثبت عدم إصابة الأغنام بالمرض يقوم بإظهارها للمصالح الأمنية خلال نقل الماشية إلى الأسواق. وسيتمّ تسخير -حسب بوغالم- الأطبّاء البياطرة ومختلف المصالح الأمنية للتمركّز في الأسواق طيلة مدّة فتحها تكون مهمّتها مراقبة عملية دخول وخروج الماشية والتأكّد من الوثائق وإجراء فحوص للماشية المتواجدة في السوق. وبخصوص التعويضات أفاد بوغالم بأن الوزارة قرّرت تعويض المربّين بنسبة 80 بالمائة من سعر البقرة النافقة أو الموجّهة للذبح، أي ما يعادل 24 مليون سنتيم من السعر الكلّي المحدّد ب 30 مليون سنتيم. وسيستفيد المربّي (المؤمّن وغير المؤمّن) لدى قيامه بإجراءات اقتناء أبقار جديدة من قيمة مالية تقدّر ب 6 ملايين سنتيم عن كلّ رأس تمنح له كمساعدة من طرف صندوق ترقية الصحّة الحيوانية والنباتية التابع للصندوق الوطني للتنمية الفلاحية، ما يحقّق للمربّي نسبة 100 بالمائة من التعويضات. وسجّلت المصالح البيطرية -يضيف نفس المصدر- نفوق 1088 رأس وتوجيه 6000 رأس نحو الذبح الصحّي، في حين (يبقى الوضع مستقرّا في الوقت الحالي في 25 ولاية مصابة دون تسجيل انتقال العدوى إلى ولايات أو بؤر جديدة داخل الولايات المصابة منذ 5 أيّام). وفي نفس السياق، أضاف بوغالم أن ال 12 ولاية المصابة لم تسجّل بؤرا أخرى للعدوى أو حالات إصابة جديدة منذ 25 يوما، واعتبر (الخسائر غير كبيرة، حيث لا يمكن الحديث عن كارثة، ورغم ذلك يتمّ متابعة التحقيقات لمعرفة هوية الشخص المتورّط في إدخال الفيروس إلى البلاد ومعاقبته). وتمّ اقتناء وتوزيع مليون جرعة من اللقاح إلى غاية الشهر الجاري، مع تقديم طلب باقتناء مليوني جرعة جديدة (ذات فعالية ب 12 شهرا وأخرى ب 24 شهرا). وفي حال إصابة الأغنام بالفيروس مستقبلا قال بوغالم إن الوزارة ستعمل على تلقيح المناطق حول البؤر المصابة فقط. الوزارة تحاصر الحمّى القلاعية وجّهت وزارة الفلاحة ومصالح البيطرة عبر كلّ ولايات الوطن تعليمات إلى السلطات المحلّية لتهيئة أسواق الماشية الأسبوعية لإعادة فتحها أمام الموّالين تحسّبا لعيد الأضحى المبارك بعدما نجحت الوزارة في حصر وباء الحمّى القلاعية الذي انتشر في 25 ولاية وعدم تسجيل أيّ إصابة جديدة منذ أزيد من أسبوع. انطلقت عملية تهيئة الأسواق الأسبوعية للماشية تمهيدا لفتحها أمام الموّالين قبل 03 أسابيع من عيد الأضحى المبارك بالتنسيق مع السلطات الأمنية ومصالح البيطرة عبر كامل ولايات الوطن من خلال تطهيرها بالمواد الكيميائية التي حدّدتها الوزارة لتفادي ظهور الفيروس مجدّدا، حيث سيتمّ فتحها تدريجيا بداية بالولايات التي لم تسجّل فيها حالات الإصابة بداء الحمّى القلاعية الذي حصد آلاف الرؤوس من الأبقار في أكثر من 25 ولاية، وهذا بعدما تمكّنت وزارة الفلاحة من محاصرة المرض والسيطرة عليه من خلال عدم تسجيل حالات جديدة منذ أزيد من أسبوع بعد أن تمّ تلقيح أكثر من مليون رأس من الماشية. وسيتمّ فتح الأسواق بعد أن يتمّ توفير كلّ الإجراءات التنظيمية والأمنية بالتنسيق مع عديد الأطراف، حيث أمرت وزارة الفلاحة الموّالين في مختلف ولايات الوطن بالتوقّف الفوري عن الذبح الصحّي للأبقار بعد أن تمّت السيطرة على المرض ومحاصرته بصفة نهائية في الوقت الذي تبقى فيه عملية تلقيح الأبقار مستمرّة عبر كلّ الولايات إلى غاية العاشر من سبتمبر الجاري للوصول إلى تلقيح كلّ المواشي المقدّر عددها بنحو مليوني رأس من الأبقار. وسبق أن أكّد وزير الفلاحة عبد الوهّاب نوري أن وزارته تعمل بالتنسيق مع السلطات المحلّية عبر كلّ الولايات، خاصّة منها تلك الواقعة على الحدود أو تلك التي ظهرت فيها بؤر الإصابة بداء الحمّى القلاعية، بالإضافة إلى مختلف الأجهزة الأمنية من أجل إعادة فتح أسواق الماشية تحسّبا لعيد الأضحى المبارك، وأن ذلك سيكون في غضون الأيّام القليلة القادمة عند توفّر كلّ الشروط التنظيمية لتلك الأسواق التي شرعت المصالح المعنية في عملية تطهيرها بمختلف المواد الكيميائية التي حدّدتها تعليمة وزارة الفلاحة لتفادي خطر عودة ظهور فيروس الحمّى القلاعية مجدّدا، والذي لم يؤثّر -حسب الوزير- على إنتاج اللّحوم أو حتى على إنتاج الحليب رغم المخاوف الكبيرة التي تملّكت المواطنين الذين أحجموا عن شراء لحوم الماشية وتسبّب ذلك في انهيار أسعارها في أسواق الجملة وسط تزايد المخاوف من إحجام العديد من المواطنين عن شراء أضحية عيد الأضحى المبارك وخاصّة رؤوس الأبقار.