جمعية دار الخير تطلق مبادرة كبيرة وتنتظر تبرعات الأثرياء مع اقتراب عيد الأضحى المبارك المنتظر يوم 4 أكتوبر القادم، أصبحت الأضحية الحديث الأول المتداول بين الناس للتطرق إلى سعرها وطريقة اقتنائها، فهذا يشتكي من غلاء الأسعار وذاك يؤكد ضرورة شرائه مهما ارتفع سعره ليسعد أسرته، فأجواء العيد وأفراحه دائما ما يصنعها الأطفال في مشهد التفافهم حول الأضحية وهم يتحدثون فيما بينهم عن حجم الكبش وحجم قرونه وقوته للتفاخر به بين الجيران والأصدقاء، فهو عيد الفرح والمرح والشواء وتجمع الأهل والأحباب لمن تيسر له شراء الأضحية لأبنائه. حسيبة موزاوي لكن اليوم باتت فرحة الأطفال مهددة بعد أن قررت بعض العائلات الفقيرة ضعيفة الدخل، مجبرة، أن تستغني عن إحياء سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام نظرا لارتفاع أسعارها الملتهبة والتي تستنزف الجيوب وأحيانا تستدعي اللجوء إلى القرض ليصبح عيد حزن وبكاء لأرملة لم تجد من يفرح أطفالها الأيتام بعد أن وارى الثراب والدهم ومعيلهم وتركهم صغارا لا يميزون ولا يفهمون سبب حرمانهم. أسعار ملتهبة لا ترضي البسطاء المواطنون الذين التقينا بهم في جولتنا الاستطلاعية أجمعوا أن التهاب أسعار الكباش في الأسواق والتي يتميز بها عيد الأضحى المبارك أجبرهم على إحياء الأضحية ب(الكريدي) والاستعانة بالقروض من الأقارب والأصدقاء ليدخلوا البهجة والسرور على قلوب فلذات أكبادهم، وفي هذا الإطار يقول (كريم) إنه مندهش من وصول ثمن كبش العيد إلى السقف هذه السنة ما جعله عاجزا عن شراء الأضحية لأسرته خاصة وأن راتبه الشهري ضعيف جدا أمام ثمن كبش العيد، ما جعله مضطرا للجوء إلى الاقتراض من أحد أقاربه لاقتناء خروف بسعر مقبول، أما (سمير) فقال (نحيها من جلدي ونشري الكبش لولادي ولن أحرمهم من فرحة العيد)، فيما اتفقت (جميلة) أم لخمسة أولاد مع زوجها على شراء كيلوغرامات من اللحم للاحتفال بالعيد على شراء كبش بثمن يعجز عن دفعه (الزواليين رغم حزن أولادها لرؤية أصدقائهم مع أضاحيهم إلا أن الضرورة اقتضت ذلك). في جولة قادتنا إلى أحد نقاط بيع المواشي بالعاصمة، وجدنا عددا لا بأس به من تجار ومربي المواشي وبعض الزبائن الذين اشتكوا من الغلاء الفاحش الذي تشهده كباش العيد، حيث تراوحت أسعار المواشي بين 30 و50 ألف دينار، والتي لا تتماشى مع القدرة الشرائية لأغلب المواطنين، حيث أكد (محمد) 48 سنة وأب لثلاثة أطفال، أنه ينتظر آخر الأيام لعل وعسى أسعارها ستعرف انخفاضا. من جهته اعتبر (مولود) 53 سنة، أن أسعار هذه السنة ارتفعت بصفة غير طبيعة فالكبش الذي كان ب35 ألف دينار العام الماضي بلغت قيمته هذا العيد 45 ألف دينار، والأدهى من ذلك أن ثمن الماشية وصل إلى أكثر من 70 ألف دينار في بعض نقاط البيع، لكن لم يمنع ذلك من أنها وجدت من يشتريها من الأغنياء. وبرر مربو المواشي أسباب غلاء أسعار الأضاحي إلى ارتفاع ثمن العلف الذي بلغ سعره 2500 دينار للقنطار، هذا ما يجعل ثمن الخروف يرتفع بسبب ما يلتهمه من علف في أقل من شهر قبل حلول العيد حسب قول أحد الباعة، ومهما تباينت تبريرات الموالين ومربي المواشي بشأن ارتفاع أسعار أضاحي العيد، فإن المواطن البسيط يبقى في حيرة، إذ قدرته الشرائية قد لا تسمح له باقتناء كبش العيد. جمعية دار الخير تطلق حملة كبش العيد التضامنية ومع انطلاق العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك يعرف مجتمعنا أهبة تضامنية من مختلف الجمعيات والمؤسسات، واستكمالا للأنشطة الخيرية، هاهي الجمعيات الخيرية الجزائرية تواصل فعالياتها ونشاطاتها التضامنية والتي استهدفت الفئات الفقيرة والمعوزة. حيث أطلقت جمعية (دار الخير)، عملية (كبش العيد) لفائدة العائلات المعوزة تحسبا لعيد الأضحى حسبما علم لدى أعضاء الجمعية. وقد تم إحصاء عشرات العائلات المحتاجة من الجزائر مسجلة في قاعدة البيانات لهذه الجمعية التي دأبت على تقديم يد المساعدة في مختلف المناسبات كالدخول المدرسي وشهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى. وبعد نشر الإعلان المتعلق بهذه العملية التضامنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تلقت الجمعية العشرات من المكالمات من طرف محسنين يرغبون في المشاركة. ويكمن مبدأ هذه العملية مثلما هو الشأن بالنسبة للعمليات الأخرى لجمعية دار الخير في تسهيل الاتصال بين المتبرعين والعائلات الفقيرة، وفي هذا الصدد أكد أحد أعضاء الجمعية أنه لو تصدق كل واحد حسب استطاعته لما بقي بيننا محروم ولا حزين بل سنسعد هذه العائلات بشراء أضحيات العيد وتسلميها إلى مستحقيها وإن شاء الله وبعونه سوف لن نترك محتاجا بلا عيد كما أشير إليه من قبل محدثنا. كما طالبت جمعية دار الخير المساعدة أصحاب القلوب النبيلة والخيرية بوضع اليد في اليد لنرضي الله الذي أوصانا بإخواننا المسلمين المعوزين والفقراء منهم، مشيرين إلى ضرورة المساهمة ولو بإعطاء القليل، فنقطة بنقطة إن شاء الله سوف نصل للهدف المنشود، وفي نفس السياق، دعت هذه الجمعية ذوي القلوب الرحيمة إلى المبادرة بالتبرع والمساهمة في إدخال الفرحة للعائلات الفقيرة، واضعة هذه الأرقام 17-61-65-0550- 95-76-41-0778 تحت تصرف كل من يريد إدخال الفرحة لقلوب البراءة.