المدن تتحول إلى مزارع تحتضن "أضاحي العيد" قطعان الكباش يحلون ضيوفا على المدينة تزامنا و اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي لا تفصلنا عنه سوى ثلاثة أسابيع نجد العائلات الجزائرية في حل تأهب و بحث عن حل للحصول على تأشيرة الحصول على "كبش العيد" لإحياء سنة إبراهيم عليه السلام و إدخال الفرحة على قلوب أبنائهم، و أمام الأسعار الملتهبة التي عرفتها المواشي في الأسواق مؤخرا حيث بلغت أسعار السيارات و أصبح شأنها عظيم بين المواطنين فلا يكاد يجتمع المواطنين في مكان عمومي أو وسيلة نقل أو مقهى إلا و كان "كبش العيد" محور حديثهم.نجد كثيرين من المواطنين أغنياء منهم و فقراء و شباب و كهول الذين اتخذوا من تربية الكباش قبيل أيام معدودات من حلول عيد الأضحى المبارك فرصة للربح و التي يصطلح عليها تجارة موسمية لهم فكم من رجال أعمال و أصحاب مناصب راقية أخذوا إجازات و عطل قبيل العيد لكي يمارسوها و حتى زوجاتهم اللاتي كن سابقا يتحججن برائحة المواشي الكريهة أصبحن يساعدن أزواجهم في علف و تربية الكباش، توقفت يومية "الاتحاد" عند بعض الموضوع و قامت بجولة في بعض أحياء العاصمة. "الكريدي" و قروض للحظي ب"كبش العيد" أكد بعض المواطنين الذين التقت بهم يومية "الاتحاد" في جولة استطلاعية لها في بعض من أحياء العاصمة أن التهاب أسعار الكباش في الأسواق و التي يتميز بها عيد الأضحى المبارك أجبرتهم على التعامل مع الموالين ب"الكريدي" و الاستعانة بالقروض من الأقارب و الأحباب لكي يحيوا سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام و ليدخلوا البهجة و السرور على قلوب فلذات أكبادهم،و في هذا الصدد يقول "عبد الحميد" ربة عائلة كبيرة أنه يضطر مع حلول كل عيد الأضحى اقتناء كبشين كبيرين و بأسعار معقولة إلا أنه في الآونة الأخيرة أصبح يعجز على ذلك فأصبح يكتفي في بعض الأحيان بكبش واحدو في الأحيان الأخرى يضطر إلى تسليف قرض من أحد زملائه في العمل" عيد الأضحى هو المناسبة ليفرغ صاح جيوب المواطنين"، فيما يضيف "عبد الغني" أن "كبش العيد" بالقدر الذي يفرح به الأبناء يؤرق فيه الأولياء و يستنزف جيوبهم بل يدخلهم في دوامة "الكريدي" في الوقت الذي وصل سعره يعادل ميزانية العائلة الجزائرية لمدة شهرين تقريبا. عطل و إجازات عمل للتفرغ إلى التجارة الموسمية في الوقت الذي يشتكي فيه المواطنون من الغلاء الفاحش الذي تشهده كباش العيد راح البعض الآخر منهم و حتى ذوي المناصب المرموقة أخذ عطل و إجازات عمل قبل أشهر معدودة من حلول المناسبة الدينية العظيمة لشراء مجموعة من الأضاحي و تعليفها و من ثم تسمينها بمختلف الأدوية المعروضة في الأسواق و إعادة بيعها بأسعار مرتفعة خلال الأسبوع الأخير من حلول العيد، و من بين هؤلاء الشاب "أمين" الذي دأب على تربية الكباش خلال الأيام الأخيرة قبل حلول العيد منذ ثلاث سنوات، يعمل في شركة خاصة فيستغل عطلته الشهرية في تجارة الكباش أين يجد فيها الربح الوفير الذي يعادل تقريبا خمسة أضعاف راتبه الشهري، كما يؤيده الرأي "رابح" رجل أعمال أن هذه الفترة يقوم فيها بتعليف حوالي 20 إلى 30 كبشا بأسعار معقولة و يقوم بتعليفهم و بالتالي يوفر أضحية لعائلته و الباقي يبيعها و يتحصل على فائدة منها. مرفهات يتحولن إلى "بڤارات" و الغريب في تربية المواشي مؤخرا هو مشاركة الزوجات لأزواجهن في تعليفهم بعدما كن لا يتحملن حسبهن رائحتهم الكريهة "إيعيفوهوم" خاصة "المقلشات" و "المرفهات" منهن، سيدات من الطبقات الراقية يرتدين أحذية طويلة و يقمن باجتياح الإسطبلات و القيام برعاية الكباش الذين أضحوا محل اهتمام العام و الخاص، و في ذات السياق تقول "شريفة" و هي معلمة في الطور الثانوي أنها تقوم هي و زوجها باقتناء عدد معتبر من الكباش و تربيتهم في إحدى زوايا منزلهم لضمان "أضحية العيد" و ربح الفائدة أيضا من الكباش التي يقومون ببيعها، فعن رائحتها الكريهة تقول "شريفة" لم تتحملها في بادئ الأمر و لكن غلاءها يحول رائحتها إلى فائدة مربحة بعد بيعها. كباش تجتاح قصور الأغنياء بعدما اقتصرت سابقا تربية الكباش و المواشي في الإسطبلات اجتاحت مؤخرا قصور الأغنياء قبل أسابيع قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك، حيث تعودت العائلات الميسورة الحال على اقتناء "أضحية العيد" قبل ليلة واحدة من عيد الأضحى المبارك حفاظا على نظافة منازلهم الفخمة و آخرون لضيق شققهم إلا أنه بلوغ أسعارها في السنوات القليلة الأخيرة سقف ال50 إلى 80 ألف دينار للكبش الواحد هي ضريبة دفعت ببعض المواطنين الأغنياء أو ما يسمون ب"المرفهين" إلى إشراك قصورهم مع الكباش لأسابيع قبل حلول العيد اجتنابا لذلك الالتهاب المفرط الذي تشهده الكباش في الأسبوع الأخير قبل العيد، يقول "عمي سعيد" أنه لم يتعود على شراء أضحية العيد إلا عشية العيد نظرا لعدم وجود مكان أو زاوية ببيته الكبير يضعه فيه خاصة و أن الكباش معروفة برائحتها التي لا يتحملها الكثيرين و الأوساخ التي تصدر منها إلا أنه هذا العام قام باقتنائه قبل شهرين تقريبا لتجنب دفع ضريبة باهظة ثمنها التي تبلغها "أضحية العيد" رغم رفض زوجته للفكرة و بما أن العائل هو الذي يتحمل كامل المسؤولية على عاتقه فكما يقول "ميحس بالجمرة غير اللي كواتوا" و لا يحس بغلاء الأسعار إلا من يخرجها من جيبه. فرحة البراءة مهددة في الوقت الذي كان فيه الأطفال يصنعون فرحة العيد ب"كبش العيد" و لا يتوقف كلامهم عنه فكان عندهم موعد ا للتباهي و التفاخر بين الجيران حول أحسن الأضاحي و التفاخر بين أقرانهم في حيهم حول أحسن الأضاحي و أكبرها حجما باتت اليوم فرحتهم مهددة بعد أن قررت عائلات متوسطة و ضعيفة الدخل أن تستغني عن "أضحية العيد" و إحياء سنة إبراهيم عليه السلام نظرا لارتفاع أسعارها الملتهبة التي تحرق الجيوب، حيث تقول "مليكة" أم لثلاثة أولاد أنها اتفقت مع زوجها على شراء كيلوغرامات من اللحم للاحتفال بالعيد على شراء كبش بثمن يعجز على دفعه "الزواليين" معلقة "العيد إيجوز و محاش نموتوا ويلا مكليناش اللحم.."،و هكذا أفقدت أعيادنا نكهتها و حرمت أطفالنا فرحتهم بالغلاء الفاحش و تضارب الأسعار.