تمتلك الجزائر حظوظا وفيرة لاستضافة الطبعة النّهائية لكأس أمم إفريقيا 2017 خلفا لليبيا التي سحبت منها بقرار من هيئة (الكاف) لأسباب أمنية محضة، وهو ما يأمله الشعب الجزائري بعد تبخّر حلم استضافة طبعتي 2019 و2021 اللتين منحتا للكاميرون وكوت ديفوار على التوالي، فيما ستكون غينيا على موعد مع تنظيم طبعة 2023 بقرار من هيئة عيسى حياتو، والتي تكون وضعت قضية حادثة مقتل مهاجم شبيبة القائل الكاميروني إيبوسي كورقة لإبعاد الجزائر عن تنظيم المنافسات القارّية إلى غاية ما بعد دورة 2023، في انتظار الفصل في هوية البلد الذي سيكون له شرف خلافة ليبيا والتكفّل بتنظيم طبعة 2017، والتي تبقى كأولوية للهيئة المشرفة على تسيير الكرة الجزائرية. حرمان الجزائر من تنظيم المنافسات القارية إلى إشعار آخر يعدّ بمثابة معاقبة للجزائر بطريقة غير مباشرة على خلفية حادثة مقتل اللاّعب الكاميروني إيبوسي، ممّا يضع السلطات الوصية أمام ضرورة استعمال كافّة أوراقها لاستعادة ثقة الهيئة المعنية طالما أن الجزائر تمتلك كافّة الوسائل الضرورية لاحتضان المواعيد القارّية بعدما باتت الملاعب المؤهّلة لاحتضان مباريات المونديال القارّي على مشارف نهايتها، ممّا قد يضع الجزائر في موقع قوة لخلافة ليبيا، وهو ما يتطلّع إليه رئيس (الفاف) محمد روراوة الذي يسابق الزمن لكسب مودّة غالبية أعضاء هيئة (الكاف) للتصويت بقوة على الجزائر لاحتضان طبعة 2017 التي ستفصل فيها هيئة حياتو مع مطلع سنة 2015. وحسب المقرّبين من رئيس (الفاف) محمد روراوة فإن هذا الأخير تلقّى ضمانات رسمية من قِبل الأغلبية الساحقة من أعضاء هيئة (الكاف) للوقوف إلى جانب الجزائر وعدم حرمانها من تنظيم طبعة 2017 التي تبقى من أولويات إثيوبيا التي تقدّمت بطلب رسميا لخلافة ليبيا على اعتبار أن تكليف الكاميرون وكوت ديفوار وغينيا بتنظيم النّسخ الثلاث المقبلة يعني تعبيد الطريق للجزائر للتكفّل بشرف تنظيم الدورة السالفة الذكر. السلطات العليا غير متحمّسة لاحتضان طبعة 2017 حسب ما علمناه فإن الأطراف المحسوبة على أعلى سلطات الدولة الجزائرية غير متحمّسة بتاتا في الوقت الراهن لاستضافة الطبعة النّهائية لسنة 2017 لأسباب تتماشى واستحالة جاهزية كافّة الملاعب المؤهّلة لاحتضان مباريات المواعيد الدولية، على غرار ملعبي برّاقي والدويرة في الوقت الذي تقدّمت فيه الأشغال بنسبة كبيرة بالملعب الجديد لمدينة وهران المرشّح لاحتضان المباراة النّهائية في حال ترسيم احتضان الجزائر دورة 2017. وفي سياق متّصل أثار تضييع فرصة تنظيم المونديال القارّي لسنة 2019 حفيظة وزير قطاع الرياضة محمد تهمي الذي كان يعوّل كثيرا على ورقة رئيس (الفاف) محمد روراوة لكسب ثقة أعضاء الهيئة المسيّرة للكنفيدرالية الإفريقية والوقوف إلى جانب الجزائر، إلاّ أن ذلك لم يتجسّد على أرض الواقع، ممّا قد يقلّل من مصداقية الرئيس محمد روراوة في حال عدم خلافة ليبيا.